رجوع الغريب
عادتْ لطائرها الذي غَنّاهَا | وشَدَا فهاج حَنينَها وشَجاهَا |
أيُّ الحظوظ أعادها لوَ فيِّها | ونجيِّ وحدتها وإلفِ صباهَا |
مشبوبة التحنان تكتم نارَها | عبثاً وتأبَى أن يبين لظاهَا |
يا إِلفيَ المعبود! سِرّك ذائع | نار الحنين دفينها أفشاهَا |
ماذا لقينا من لقاءٍ خاطفٍ | وعشية كالبرق حان ضحاهَا؟! |
يا ويح هاتيك الثواني لَم تقف | حتى نسيغ هناءةً ذقناهَا! |
حتى يمتع باليقين مكذب | عينيه في رؤيا يضلُّ سناهَا |
تمضي لها الأبصارُ مُشعلة الهوى | وتحول عنها ما تَطيق لقاهَا! |
تخبو العواطفُ في الصدور وتنتَهي | ويَجف في زهرِ القلوبِ نذاهَا! |
وأنا أحسُّ اليومَ بدءَ علاقةٍ | وعنيف ثورتها وحزّ مدَاهَا! |
لم تُرو منكِ نواظري وخواطري | ورجعت أزكى مهجةً وشفاهَا! |
مدَّ الخريفُ على الرياض رواقَةُ | ومضى الربيعُ الطلقُ ما يغشاها |
ما بالرياض؟! كآبةٌ في أرضِها | وسحابةٌ تغشى أديمَ سماهَا! |
جمدت حمائمُ إيكِها وأنا الذي | شاكيتُها فاغرورقت عيناهَا! |
كيف السبيلُ إلى شفاء صبابه | الدهر أجمع ما يبلُّ صداهَا!! |
وإلى نسائم جنة سحرية | قرّحتُ أجفاني على مغناهَا! |
قضيتُ أيامي أضمُّ خيالَها | وأضعت أيامي أقول عساهَا! |