مفقــودة
ربيـــــع محبتي صـرحُ | عليــــه تَرَبَّــــعَ الجرحُ |
لأن الحــــــبَّ في قلبـي | جمــــاحٌ مـــا لـــه كبحُ |
وسطوتُــــــهُ على كُلِّي | تَجُــــذُّ تَجَلُّــــدِي تمحـو |
إذا هَبَّــــتْ لـــــه ريــحٌ | وعانق صيحتـي النوحُ |
ألــــــوذ بلحـــن قافيتي | عساه يجيؤنـــي البوحُ |
لأنــي حيــــــن أكتُمُـــهُ | يزيــــد بداخلــي اللفـحُ |
ويعتصـر الأسى من كا | ن يقطــن قلبـــه الفرحُ |
لأن حبيبتــــي غابــــت | ولــم يُسمـــع لها صيحُ |
وفي ليـــل الدجـى وَلَّى | قرينُ حياتهـــــا الصبحُ |
لأن جبالهــــا انهـــارت | تساوى الشَّــمُّ والسفحُ |
لأن ربوعهــــا بــــارت | تساوى الجمع والطرحُ |
لأن عزيمتـــي خـــارت | تساوى الحسـن والقبحُ |
لأن خزانتــــي صفــــرٌ | تسـاوى السلب والمنحُ |
فكــل مكاسبـــي خســرٌ | وكـــل خسارتــي ربــحُ |
أخـــي عـــذراً إذا أبكي | فإنـــي مسنـــي القـرحُ |
ولي في البؤس مأسـاة | يطـول لأجلهــا الشـرحُ |
أنا كبــش جفـــا الدنيــا | فكـان خيــــاره الذبـــحُ |
وكانـــت أهــة الشكوى | لهــــا في قلبـــــه نبــحُ |
لتتركنـــي وحيــــداً في | ليــــالٍ عمهـــا القيـــحُ |
ينام النـــاس في أمـــن | ومن وجـدي أنا أصحو |
أفكـــــر في مؤرقتــــي | وعذبَ حديثهــا أنحـــو |
فأذكـــر أنهــــا غابـــت | وغــاب شبابهـا السمحُ |
فأسبــــح في غياباتــي | عسي أن يأتـيَ الصبـحُ |