ليلات في الريف
سيد قطب
من حنين الفؤاد ،من خفقاته | ذلك الشعر ، من صدى زفراته |
وسعتهُ الألفاظ وزنا ومعنى | ثم ضاقت عن روحه وسماته |
هو وحي لذكريات حسـان | أودع الخلد بين ذكرياته |
وليال يا حسنها من ليـال | يشتريها مخلّـد بحياتهِ ! |
همس الصمت بينها همسات | خفض الكون عندها خفقاته |
وسرى البدر مغمض الجفن وسنا | ن كطيف مستغرق في سباته ! |
***
| |
يا جمالا بريف مصر قريراً | هادئ البال في خشوع وقور |
لست أنسى لياليا فيك مرت | هُن أطياف عهدنا المأثـور |
حين نسري والبدر ينشر ضوءاً | فوق سهل كالعيلم المسجور (1) |
بينما الزهر حالم في رباهُ | وغصون مهدلات الشعـور |
وخرير الأمواه سـاج رتيب | مثل شدو في عالم مسحور |
ونجيّ من الرفاق بهمـس | وحديث مستعذب من سمير |
***
| |
قد وعى الدهر هذه الليلات | ووعينا آثارها الباقيات |
فهي ذكرى توشجت بنفوس | حانيات لطيفها راجفات |
ليت شعري : أللفناء سبيل | حين يمضي لهذه الذكريات |
سوف تعييه رقية من خلود | عودتها الفناء والحادثات |
هذه مسكة من الأبد البـا | قي المعهود قبل خلق الحياة |
ذخرتها الأحقاب حتى اجتمعنا | فأبيحت فما لها من فوات |
*
| |
يونيو 1933
| |
____________
| |
(1)البحر المملوء !
|