الرئيسية » » القزم/ المهرّج | محمد عيد إبراهيم

القزم/ المهرّج | محمد عيد إبراهيم

Written By غير معرف on السبت، 8 يونيو 2013 | يونيو 08, 2013




القزم/ المهرّج

في بيتنا، معنا يعيش،
كائنٌ قزم، شرشر الأنف،
ذو حدبة،
ساقاه مهزولتان وبطنه قربة،

يجري، فنلحقه أن يقع،
وحين يضربنا
في لوثةٍ
نصعقه حتى يقف،

ووقت أن يهيج
ندهن له تينته
بالخلّ والليمون
فيهرّ ويخرخر، أو يبول...

ومتعباً بأمومتي معه
حذفتُ له خدشه
وأدفأتُ طينته، لينهدّ
كالعصيان عند الملاكِ

قبل القتل. ثم أُنيمه ساعةً
وأمدّ عينيّ في النافذة:
أراه يحملني
فوق حدبته، أمام حبيبتي ـ

أمسِ جندلته، فقام
أبيض كالبوار، يسبّ أمي
ويلعن بهجتي، رطباً
من علكة الدم في حلقه،

فيُعيد جثته،
ليهرب من جديد،
بالعظمة الضائعة
تنام على ثقبه...

هل سينهض، مُراً، من
حياتي، كلؤلؤةٍ
على قبرِ أو سريرٍ، فلم
أُنصفه أو أجثو إلى مجده،

وأخاف
أن ينمو
ليقرضني،
كلّما زحم الحلم.

بعد قليلٍ
أُعلقه: حُرشوفةً
فوق صدري، وأمضي ـ
لا خوف

مثل الدجاجة
تهرش في التراب، فتستخرج
السكين
أزرق من صوف دمية:

لعلّه لا يراني، إن بقيتُ
كالعانس خلف العتبة، أو
تفور جثتي
بأصابعها في الهواء. وتسكن،

كائنٌ قزم
أقلّ من المهرّج،
في انتظار خطوتي
للمرة الثانية! 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads