حجر الأجيال
يا حجراً أعرفهُ مذْ كنتُ صغيراً ألهو
|
فوقَ العتبة .
|
وأدقُّ عليكَ نواةَ المشمشِ والخروبْ
|
في المدخلِ ..
|
كنتَ تنامُ عميقاً ..
|
لا توقظكَ الشمسُ ولا
|
هَرْوَلةُ الأقدامْ .
|
كنَّا في شمسِ طفولتنا وصبانا
|
نصطادُ فراشَ الأحلامْ
|
وأنا أسألُ صَمْتَكَ :
|
هل تَتَفَصَّدُ ملحاً - مثلي - أمْ
|
تنفصَّدُ عَرَقاً من رملٍ أمْ
|
سوفَ تشيخُ فتنثركَ الأيامْ
|
فى طرقِ السعي ؟!
|
وهل صمتُكَ دمعةُ حزنٍ مكْنونةْ
|
أم زفرةُ يأسٍ أم بهجةُ حلمٍ
|
يتوقَّدُ في أغنيةِ الصمتِ المجنونةْ؟!
|
كنَّا فى طرقِ السعي نغنّي للعدلِ وللحريةِ
|
ونفجرُّ في ضَرَباتِ القلبِ بروقاً خُضْراً
|
.
|
تَسْطَعُ فى كيْنُونتنا السرِّية
|
فترانا الأرضُ بشارةً فجرٍ يطلعُ من
|
تاريخِ الظلمة.
|
يا حجراً أعرفُه ..
|
هل كنتَ الموسيقى المخبوءةَ في
|
شعرِ الشعراءْ
|
أم كنتَ نداءً كونيّاً يَصَّاعدُ من صمتِ الشهداء؟!
|
أزْمنَةٌ مرّتْ..
|
كانت تنثرُ فضَّتَها ورمادَ
|
كهولتها فى الشِّعْرِ
|
وَوَهَنِ الخطوةِ
|
والجسدِ المهزومْ
|
.
|
وأنا أسألُ صمتَكَ :
|
هل صرختُكَ الملساءُ الحُبْلى
|
تحملها عرباتُ خرابٍ مندفعةْ
|
ينقلها بنَّاءون لصوصٌ من أعتابِ البيتِ
|
لبناءِ السجنِ وتَعْليةِ الأسوارْ ؟!
|
أم هذي الصرخةْ فجرٌ فَضَّاحٌ مكتومْ
|
سيُشعْشِعُ حينَ يدقُ الولدُ الآتي
|
- من ظلماتِ الغيبِ-
|
نواةَ المشمشِ والخروبْ ؟!
|
|