الرئيسية » » الحركات الأخيرة ( مملكة البيادق ) | ‎حمد عبود

الحركات الأخيرة ( مملكة البيادق ) | ‎حمد عبود

Written By غير معرف on الأربعاء، 10 أبريل 2013 | أبريل 10, 2013


الحركات الأخيرة ( مملكة البيادق )

 
يقولُ وهو يعطي ظهرهُ للبيادق:

خلفُنا ملكنا إنْ أردتموهُ اهجموا مسافاتُ بردٍ بيننا ودربُ حربٍ ملونةٍ كما نشتهي
يرددُ الذين هم خلفهُ قسماً مماثلاً ,هم ضحايا خطةٍ إنْ لم تُحَكْ بدقةٍ... سقطوا  
هناك بيدقٌ في آخر الصف يطفحُ حذاؤه اختناقا يُلملمُ عتادهُ و يهمسُ:
أحدُ جوانبي فارغٌ وحذائي ينزُّ ندماً على شيءٍ لم أفعله بعد,خذ ما استطعتَ يا ضميرُ مني فأنا طينٌ ويشبهني بيدقٌ حائر

(يتسربُ البيدق خائفاً من المشانق)

بيدق آخر يجد جانبه فارغاً!
(2)
على الجانب الآخر من الرقعة
ـ الحقيقة أنها أكثر من رقعةٍ حيثُ القلبُ تمزق ـ
على الجانب الآخر لونٌ مالوا على لونه فاحمر غضباً
(3)
"أنا اللون الحر" قالَ البيدقُ واكتفى بصدى اسمه تنقله غيوم البارود والليل
بدأت المعركة انتشرتْ رماح المصيبة فاحتمى الجميعُ بالجميعِ تفرّق الدمُ وعليهم تفرّقْ

"أنا الأبيضُ" هكذا سمعنا حيثُ كنّا
كان ظاهراً للمراقبين على التلال والتلالُ تزاحمتْ لتكون أعلى وأعلى
تعالتْ..
من البعيدِ لن نُمَيز البيدقين المتصارعين ولا الملكُ المطلوب حياً
تهافتتْ الرماحُ والجراحُ في اتساعٍ وتفاوتْ
(4)
حركةٌ ثم أخرى فانسحابْ
رقعةٌ تتملص من أختها.. تتركُ الأرض يبابْ
(5)
القلعةُ التي كانت جلمود صخرٍ أذّنتْ في الأبيضِ أنْ احتموا داخلي قلعةٌ قُصِفتْ إذ رآها الملكُ تمادتْ والصخرُ نَزَفَ تاريخهُ أن اعلموا لكلِ صخرٍ وفاة
(6)
الحصان ـ أحدهم على الأقل ـ انتقل بحركات خُلبيّةٍ إلى خارج الرقعة ليستْ كل الأحصنة أصيلة لربما حصان اليمين هربْ لربما حصان اليسار انشقتْ عنه ماهيته ومن الآدمية اقتربْ كلنا (بعضنا) نتعلمُ ركوب الأمواج قُبيل الغرقْ
(7)
خارج الرقعةِ بلاد قلاعُها آمنة ـ أو لم نسمع بها ـ وأحصنةٌ أصيلة صامتة نحن الذين نصهلُ كلما دغدغتنا حقيقة / قذيفة
(8)
خارج الرقعة جنود لم تعرف اللعبة فوقفتْ على الهامش الشفوي تُسَّبِحُ باسم الذي قال للملكِ اسجد للشعبِ وأبى
(9)
خارج الرقعة
أنا
(10)
الفتيانُ الذين تقاربوا مني شكّلوا جبلاً من الغيم
كلنا انتظرنا مطرنا لنرتوي
بعضنا زاد على العطش اشتياقا بعضنا زاده شهادةً للضيم
الفتيان تساءلتْ وتفاوضتْ عندما ثـُـقِبَتْ قربة الأمل
لم يحدث مطر
أصختُ السمع في الحدود
خاننا بيدقٌ منا ركب البيرق سرق القمح وتسربْ
(11)
الرقعة اتسختْ / مالت / تعرتْ
الفتياتُ كنَّ في فترة مخاض خاطفة يأكلنَّ حُبَهُم ويلدنَّ حُبَهُم وإن كان حُبا معافى رموه لأن الهاوية تتسعُ
الفتيات اللواتي نظفنَّ الرقعة قلبوها على طُهرِها وعلى ظهرها ,الحرب لن تنتهي لأن حَوَلاً أصاب القلب والعاطفة
(12)
البيادق الصغار ما ذنبهم لم تحتملهم صرامة المربعات شحذنا خطوط الحدود بصوان أحلامهم
من فقدَ لونه لموتٍ مُفاجئ ٍ لونَّا الشفاه بأحمرِ أقلامهم
البيادقُ الصغار وقفوا على رقعةِ آبائهم بأحذية واسعة عليهم
(13)
وحده الوزير ارتبك من حرية الحركة كل الجهاتِ مفتوحة وعيونه مغلقة
(14 )
يقول البيدقُ وهو يعطي ظهره للحقيقة:
اهربوا / تسربوا / تسربلوا / تطيَّروا شررا / تمايلوا / تحايدوا تقارضوا في السر / واخلعوا عنكم شرعية الحياة / تسارعوا في الخوف تباطؤوا في الوعد قبل الوفاة / تكاثروا / تنازعوا / اغتالوا بعضكم / وانجوا من الحق القريب / تطايروا فزعا يا حماة المملكة / يا بنادق

يُهَمْهِمُ وهو يستفرغُ قَسَمَهُ الغريب:
اسودتْ وجوهنا من رقعةٍ مخادعة / ناقصة
(15)
الشعراء انزووا في مربع واحد الربابات تولتْ نظم القصائد لتقولها بالنيابة
الكلمات تُعنى ببعضها الكلماتُ المبالغُ في وعيها انكسرتْ أمام طفلٍ يغني:

"يا رب إذ أنت نور /هل تُصلح القلوب الحزينة / هبنِي في لُقياكَ خبرا / أن الأموات وصلوا ولم يته أحد حين تقطعتْ كهرباء المدينة"
(16)
إنها حربٌ تستوجبُ مهرجاً ومخرجاً وكاتباً للمبادرات الحاصلة
(17)
في الطريق إلى المجزرة
وقفنا نصلي جماعةً على جماعةٍ على جماعة
في الطريق إلى الله سقطَ خبرُ المجزرة بالتقادم


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads