الرئيسية » » الْمَوتُ يُغيِّرُ جِلدَهُ فِينَا ..!! | هانى عويد

الْمَوتُ يُغيِّرُ جِلدَهُ فِينَا ..!! | هانى عويد

Written By غير معرف on الأربعاء، 10 أبريل 2013 | أبريل 10, 2013

( الْمَوتُ يُغيِّرُ جِلدَهُ فِينَا ..!! ) ...... ( هانى عويد )




......... " إلى الشاعر / عبد الله شرف .. " في ذكراه 18

لِلشمسٍ بَابان ..

يُغازلانِ عَينَ الشبَابِيكِ 

وَللِغيَابِ قُضبَانٌ لانَرَى مَدّها ,

والْغَيبُ إِرتِكَازُ الْحَقيقَةِ ..

وَليسَ لِلبلادِ غَيرنَا إِذَا مَا وُجدتْ البلادُ ,

وَالْمَوتُ يُغيِّرُ جِلدَهُ فِينَا ,

وفى كلِّ مرةٍ أضحك عليهِ

وأنا أمرُّ لمبتغاى .. ,

نَحنُ الْبِلاَدُ ..

والشَجرُ الْمُرَابِطُ عَلى الطَريقِ ,

وَفِى غُرفِ النوم ..,والزحَام

وَعربَات القِطَارِ التى أَنهكتنَا ..,

والْمَحطَّاتُ التى لاَتَأنسْ إلاَّ بالدبيبِ المْوُحشِ لِلسَفر ,

نَحنُ الأنبياءُ بِغير عِصمةٍ ..

تُشبهُنَا عَواميدُ النورِ ,

والسُبلُ ..

كَى يَستظلَّ الْمُسَافِرونَ ..,

آَهٍ لَوْ تَفهمُ الْكرَاسِى الْتِى تُؤجّجُ الوَطنَ فِتنةً

وَتَنصِبُ الشِبَاك ..!

القَصيدةُ شَصٌ أَليفٌ لاَيَجرحُ أَفئِدةَ الندَى ..,

وَالْقَلبُ مفتَاحُ الْبِدَايةِ

وأَنَا الْمُجَازِفُ ..

كَى أَلْتَقِى كُلَّ مَا خَطرَ لِى ..,

واقْتَسمَ دَفْقَةَ الْحَنينِ

وَهَزَّ سِربَ اليمَامِ

لاَ تَهمُّنى حُفَرَ الحُكَّامِ الْتِى خَلِّفَتهَا فِى نَهمِهَا الْمَشبُوهِ ..,

لَكنَّ الشُقُوقَ الضَّائِعةَ مِنْ وَخْزِ الْمَسَافةِ فِى قَدمِ الوصولِ

هِىَ مَنْ استَوقَفَتنِى ..,

أَنَا وأَنتَ ..

مِنَ الْوَجعِ لِلوَجعِ

لِنمنماتِ الذّكرِ فِى الْمَلَكُوتْ ,

أَذكُرُ أَوّلَ طَلّةٍ لِى ..

وأَنتَ مَغموسٌ بينَ كَفّيهَا تُعيدُ تَركيبةَ الْوَميض ,

وآَخرَ عُبورٍ خَفِيفٍ يَثورُ بهِ الْهَواءُ وَيَخمدُ ,

لاتُصَدّقْ أَنَّ الشوَارعَ لَمْ تَزلْ تَحفظ سُكَانَهَا

وأَنَّ مَنْ عَادوا وغَابُوا يلتفُّونَ حَولَ مَوائدِ السمَر

صَيفٌ قَليلٌ ..

وبَردٌ يَكوى فُرجةَ الليلِ ,

والنِسيَانُ مَلابسٌ تَرتدى الصُّوَر

ولَمْ يَعُدْ كَمَا كَانَ كُلُّ شَئْ ..

وَحْدَهَا البناتُ التى فَارتْ مِن حَولِ الحرف ,

وَصوتُكَ فِى شَريطٍ قَديمٍ لَمْ يَزلْ

يُلملمُ ولَدًا يتهجى الضوء ..,

وَيتركُ كلَّ الوصَايَا لِلرحمَنِ مَغفِرةً ,

والفَاتحةُ طَبقُ ابتهالِى الذى أَرتجيهِ يَاعَبدُالله ..

فَلاتَأخُذْ بِوقْتِى ..

وأنَا بَينَ الْحِينِ وَالْحِينِ أَفرُّ انشغالى

كصوفىٍّ ..

وَأَعْلوُ بِكَ إِليكَ ..

ثُمَّ أَمضِى كَمنْ يَجرى إِلى مُستَقَرْ ,

هَكَذَا الطّوَافُ ..

وَنَحْنُ الْمُرِيدُون ..!!
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads