الرئيسية » » عندما تسكر النار | أحمد يعقوب

عندما تسكر النار | أحمد يعقوب

Written By غير معرف on الأربعاء، 10 أبريل 2013 | أبريل 10, 2013

عندما تسكر النار
أحمد يعقوب


الإهداء
إلى كفاح فنّي


دع فلسفة النص لحسين البرغوثي*
وكمكانيّ مزمن
خذ أنت
خذ إشكالوية المكان
من الزمانية نتالي حنظل
واسأل:
هل رأيت الريح تدق أرقها..؟؟
دع لي:
انهيارات السجائر في اشتعالها
دع لي:
أمنيات المنافض في إفراغها
أنفاس الطاولات
ذاكرة الكراسي
وأن أسأل البارمان مزيد
"كم مرة انطفأت؟
كم مرة توهجت؟
كي تروّح الروح!!"
وأتساءل:
من
أين
تأتي
الروح
النحيلة
بقوة
رد الفعل
المضاد؟؟
آهٍ يا حيفا
من كثير صار دمي خمر الخريف
ولا أدري
لماذا النعاس يضاجع يقظة النحاس؟؟
منذ كثير صار دمي خرير الخرافة
وروحي كأنها دوار منارة رام الله
تشتبك انثيالاتي كسيارات الظهيرة
والباعة المتجولون في أزقة روحي
يعرضون أشيائي الثمينة في مزاد علني
إذن
دع مسرحة النص لمحمد بكري وصلاح القصب

II
جائعاً عند ارتعاش هذا الصباح
أستعير الطين لأكثث جراحي
وأعيد للغيلم عضته من ساقي
فأخذني ارتعافي إلى" أوسلو"
بلاد الفايكينغ
بلاد البحارين
(الرجال العراة بسحنتهم الحمراء، وعضلاتهم المفتولة، بشعرهم الطويل يؤطـّر وجوهاً محزوزة، ومليئة بآثار جراح عميقة. أولئك، الأفظاظ، ومحترفو القتال، المغامرون، الذين كانوا ينهبون الشعوب والمدن والبحر، ويرتكبون الفظائع ويستعبدون الفلاحين وصيادي الأسماك ...)
حقاً
هل حقاً في السويد
أقصد بلاد أسلاف الفايكينغ
أو
هل حقا في أوسلو يسألون الناس عن شكل وتفاصيل القبر قبل الموت !!
دع سينمائية النص لعدي رشيد ورشيد مشهراوي.

بي حنين إلى الصعلكة
لجان وغيلان ونصيّف وكزار وسعد وحسن وضياء وكولاله وخليل ورستم وطالب وعبد العزيز جاسم
وأولاد الصغير وأزراج وظبية ونجوم ومحمد زايد الألمعي وكفالاتسي والكمالين السبتي والسعدون
وكل الاناركيين...
ريثما
مهيب البرغوثي
يروّض الكريب فروت
نهود حبيبته الجهنمية
ويقول:
الإفلاس أرحم من إخوتي!!
ويقول عن الإغريقي عوليس:
إن حشود نساء حوريات خرجن إلى الشاطئ
وبأنامل ملائكية
نزعن أكاليل الشوك
عن رأسه.
هل مرت الثورة من هنا؟
هل جاء المتنبي إلى هنا؟
هل عرفته شعاب بوان؟
وهذا الهوان
أيتها البلاد:
كنت
انتظرتك مثل شيعي يرقب مهديه
ومثل كرديّ
بين الثلج وغاز الخردل
يحييك كردستان
ومثل حوذي
بلا خيل
انتظرتك
وانتظرتك
مثل عبيد روما
من غير اسبارتاكوس
يقرعون رؤوسهم
بالجبال كإيقاع أخير

III
دع قومية النص
لعزمي بشارة وصلاح زنكنة..
دع وطنيته
للهندية الحمراء انغرد
أو
الصفدية "الإسرائيلية" نعمة
(على فكرة، من نعم التراب الوطني أنه دخل إلى مرارتي وبت صاحب حصوة وحصبة)
في فلسطين
(بلاد الفليستيووس، الكنعانيين والفينيقيين البحارين العريقين في ركوب البحر والأمصار خالقي ميثيولوجيات وحكايات وأساطير وفن..)
في فلسطين
فصل الموت يتمفصل مع "فيتشية" الإرجاع
لماذا
الماضي كتاب مفتوح !!
ولماذا الرجوع إليه أكثر ذهبية من
الذهاب إلى قصديرية المستقبل!!
أسلاف الفينيقيين يتساءلون:
هل صار الموت وباء الفقراء؟
هل صار الموت شاي الفقراء
وهل للمستقبل أسفار لم تقرأ بعد!!
قال الطب:
الموت توقف الفيزياء
ولا تتوقف الميتافيزيقيا
أمام السؤال الأزلي:
ماذا بين العدم والوجود؟
لماذا
يحدق الشاعر والفيلسوف بسلطة المجهول ينتصر على
المعلوم الجاهل؟
هل الجهل بالشيء يغري باستسهال الأشياء؟
وهل
الجهل بالحياة يغري بالموت؟
خالق الشعر يموت كلما أحال البياض إلى عدم
ثم
يحيا
كلما خلق منه وجوده الشعري
ويموت
كلما توقفت فيزياء اللغة
وكلما نجحت خيمياؤها بتحويل الفساد
إلى فسيفساء الفساء

IV
هل الموت يوقف فعل التكيف مع الزمكان؟
وهل من يتكيف مع القبح يقتله الجمال؟
ومن لا يتكيف مع الجمال يقتله القبح؟
وكيف نقرأ الاصطفاء الطبيعي؟
بقاء للأجمل؟
بقاء للشاعر؟
بقاء للأفضل؟
بقاء للأقوى؟
تقول جدّاتنا:
القوي عايب
والعايب "عتلٌ"
وماذا بعد ذلك؟
دع فلسفة النص لحسين البرغوثي
واتركني
أتشبث بالشعر
عكازاي :
لغة ونحيب
وإن كنتُ فيتشياً في ثيمة ما
فلتكن الحرية
الحرية قدري!!
الحرية فتنتني!!
ومن الحرية
أن أختار موتي
لن يختار أحدٌ لي مماتي
كما اعتاد أن يحدد لي حياتي !!

V
دع فلسفة النص لحسين البرغوثي
وبصريته لجمال الأفغاني وباسم محمد
لأنني
سأدع ثقافة الريف
إلى ريف الثقافة
فهذه القرامدينة
تقرّدني
كما قرّدت غابات الإسمنت
شارع حب وسيم الكردي
وهذا الشليخ الأزهمر البانخ الخانخ الرانخ
أقول
بانخ
رانخ
رخّ
رايخ
كحق لي في اشتقاق الكلام
وتربيع الحرف وتكعيبه
لأن السماء تئن
والهمزة تنط عن الكرسي
لهذا
سأدع جنون وفنون النص
إلى خضير ميري وربما سليم دولة
فقل لي يا رفيق:
كم من غريقٍ طفا
وأنا
وأنت
نتجلبب بالزبد
هت لي يا رحيق
غفوة لهذا البلد
هت لي يا عقيق
شهوة لهذا البلد
هت لي يا نقيق
صفوة لهذا البلد
هل يأتي
من القوافي أحد
من قافٍ تلد
غنوة للغريب الأبد
ولأن القلقلة آفة القرف والقلق
دع موسيقى النص لموسيقار الشعر محمود درويش
وجئ
أنت
وأنس
وأبو هشهش
تعالوا لنصغي
لزياد الرحباني ونصير شما
أو كاميليا جبران وجميل السايح
فثمة
من يثب
مثل قط بري على نمر معدني
الهنود الزرق
هل
يهبون لاقتحام الفضاء ؟؟

VI
حجرٌ طفا على السطح
ورست أغنياتنا الرقيقة
هل من الرقة أن نصير رقا؟
تقول رام الله:
هكذا رامَ الُلهُ
فيقدّ الميتافيزيك مرامه
ويلقي بالريم إلى المنجنيق
فكان البرغماتي
وكان الشيكل
كأن الشيكل عين فضية للذئب
تمنح العفو للغانجات
وتلج نهج الغنج
وأنا
نكاية بالجغرافيا
وابن خلدون
وأناكسيمانوس
أرتق إيقاعي
إيقاع كوزموبوليتي بلا وطن !!
كنت
قبل انتعاش الأنركي
أرعى الحرية عند كبرياء العشب
وأجعل الأولغاركي يرعوي أمام
"غناء عشب محصود"
كي يكتمل الحب في حقل رعاة الشعر
هل مرت أوطان في ظلالي؟
أم اشرأبت في ظلال المرور
نحو العتيق من البلوى؟
من الوأد
ومن سيمياء اللثغة ؟
هل يكفي حدس الشاعر
كي يشم رائحة المشهد غير الشعري؟
ويراه آتياً على ظهر أفيال الماموث؟
هل تكفي
"بروق"
الحزن المنطفئة
في مرآة المدينة
ليومض الحامض في سمائها؟
أيها الشاعر
يا ماضغ القهر الأزرق
اعط المدينة المقدسة ساعتك البيولوجية
كي تكف عن التهام أبنائها
أعطها فلسفة تنفي اللازمان من الزمان
وتخرج المكان من اللامكان!
فلينتصب إنسانٌ نصفه موت ونصفه حياة!

VII
آهٍ رام الله
أنا أحمد بن نمر بن أحمد بن يعقوب
شاعر الأزرق
سأطوف كل أزرق صباح
على ألف عاشقة
هدهدي:
vivalejos dot com
سبابتي تأمر:
:click
تأتيني جزيرة من خلف البحار الشائخة
Click:
تقول هندية حمراء: أنا الأميرة ماياب
أطفو خلف الأزرق مع جزيرتي الزرقاء
باسم الحب
سآتيك مع الحيتان الزرق
فالفقمة
حتى الفقمة تمخر البحور بحثا عن فحلها !!
Click
تقول
sad_jerusalem:
كأنك شجرة أرز
كلما تغطيت بالسنوات
كلما غطاك جمال دافئ
Click
تقول
sad_jala ، من غزة :
الحب أنواع
وأقول:
الحب زمان ومكان حيث الزمكان حياة
الحب حراك وتحول
والحركة حياة
والثبات موت
الحب حكمة عندما يكون فلسفياً
الحب هيستيريا عندما يكون استحواذياً
الحب بغائي عندما يكون براغماتياً
والحب جغرافيا
والحب تاريخ
والحب وطن
والحب صوفية
والحب شعر
والحب روح وجسد
Click
ثمة من أخاف فراشاتي
في جوار أورشليم
بالضبط
آهٍ رام الله
أو
شكراً
أنا أناجي الله الذي رام
ثم ماذا
إن ألقيت بالعرق على النار!
هل تسكر النار؟

رام الله/ زرياب /كانون الثاني 2001
* كتب هذا النص (غير المنشور من قبل) قبل سفر حسين البرغوثي إلى أعماق الجبل كي يتابع حواره عن فلسفة المكان وعلاقته بالموت،
وقبل رحيل جان دمو ليلقى اينانا.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads