1
أفكِّرُ أحيانًا في ذلك الولدِ الذي
أضعناه ،
كنا سننجبه داكنَ العينينِ
طويلَ النحرِ
له ..
شامةٌ صغيرةٌ قربَ الكتفْ ،
كان الولد سيُدوِّخُ البنات
حين يعبرُ ميدانَ تريومف ،
ويحملُ عنكِ الزهورَ وأنتِ ذاهبةٌ
لزيارة المقبرة .
ماذا لو أنني انتظرتُ قليلاً
- ذلك اليومَ البعيد -
في حديقةِ جروبي ،
حتى تنكسرَ شمسُ الظهيرةِ
وتروقَ الشوارع ،
ماذا لو أنني انتظرتُ المصادفةَ
التي كانت تسعى إليَّ سعيًا
وأنا في غفلتي ،
وماذا ..
لو أنكِ لم تتلكئي ساعتها
أمام الفترينات ،
كنا
سنتصادمُ حتمًا في الممشى الضيق ،
كي أجمعَ ما تناثرَ من حقيبتك
غارقًا في كسوفي .
وفي اللحظةِ الخطرة ،
التي ينبغي أن أرفعَ فيها وجهي
إلى عينيكِ الداكنتينِ
ونحرِكِ الطويل ،
تكونُ في السماءِ قد تبدَّلتْ
أيامٌ ..
بأيام .
2
لأن اللهَ حُرٌّ في عبادهِ ،
يموتُ سيّد عبد الخالق والصيفُ
في مبتداه .
لو ظلَّ الرجلُ حيًا لما تعذبتُ
في الحب أبدًا ،
كان - غالبًا - سيبتسمُ من أعماقهِ
في المقهى ،
وهو ينتفُ الشعرةَ الخفيّةَ
من وجنته .
نعم سيبتسمُ
لا عن ريبةٍ في الحبِّ ،
بل
عن ريبةٍ في نوايا المحبين ،
كان سيجعلُ من توتّري مدخلاً
للحديث عن روايةٍ أتعبتْه
هذا العام .
سيفهمُ سيّدٌ
أن اصطناعَ مشاكلَ من هذا الصنف
طقسٌ موسميٌّ
لا ينبغي أن يثيرَ الانزعاج ،
أو ضرورةٌ شعريةٌ سوف تضمحلُّ
بمرورِ الزمن .
الآن
هذا صباحٌ صيفيٌّ صريح :
أنا واقعٌ في الحب ،
سيّدٌ ميت ،
المواسمُ لم تعدْ تمرُّ في هذا البلد ،
والله ُ..
حُرٌّ في العباد .