الرئيسية » » قصيدتان | عاطف عبد العزيز

قصيدتان | عاطف عبد العزيز

Written By غير معرف on الأحد، 7 أبريل 2013 | أبريل 07, 2013





1

أفكِّرُ أحيانًا في ذلك الولدِ الذي

أضعناه ،

كنا سننجبه داكنَ العينينِ

طويلَ النحرِ

له ..

شامةٌ صغيرةٌ قربَ الكتفْ ،

كان الولد سيُدوِّخُ البنات

حين يعبرُ ميدانَ تريومف ،

ويحملُ عنكِ الزهورَ وأنتِ ذاهبةٌ

لزيارة المقبرة .



ماذا لو أنني انتظرتُ قليلاً

- ذلك اليومَ البعيد -

في حديقةِ جروبي ،

حتى تنكسرَ شمسُ الظهيرةِ

وتروقَ الشوارع ،

ماذا لو أنني انتظرتُ المصادفةَ

التي كانت تسعى إليَّ سعيًا

وأنا في غفلتي ،

وماذا ..



لو أنكِ لم تتلكئي ساعتها

أمام الفترينات ،

كنا

سنتصادمُ حتمًا في الممشى الضيق ،

كي أجمعَ ما تناثرَ من حقيبتك

غارقًا في كسوفي .

وفي اللحظةِ الخطرة ،

التي ينبغي أن أرفعَ فيها وجهي

إلى عينيكِ الداكنتينِ

ونحرِكِ الطويل ،

تكونُ في السماءِ قد تبدَّلتْ

أيامٌ ..

بأيام .



2

لأن اللهَ حُرٌّ في عبادهِ ،

يموتُ سيّد عبد الخالق والصيفُ

في مبتداه .

لو ظلَّ الرجلُ حيًا لما تعذبتُ

في الحب أبدًا ،

كان - غالبًا - سيبتسمُ من أعماقهِ

في المقهى ،

وهو ينتفُ الشعرةَ الخفيّةَ

من وجنته .

نعم سيبتسمُ

لا عن ريبةٍ في الحبِّ ،

بل

عن ريبةٍ في نوايا المحبين ،

كان سيجعلُ من توتّري مدخلاً

للحديث عن روايةٍ أتعبتْه

هذا العام .

سيفهمُ سيّدٌ

أن اصطناعَ مشاكلَ من هذا الصنف

طقسٌ موسميٌّ

لا ينبغي أن يثيرَ الانزعاج ،

أو ضرورةٌ شعريةٌ سوف تضمحلُّ

بمرورِ الزمن .                                                                                                     

الآن

هذا صباحٌ صيفيٌّ صريح :

أنا واقعٌ في الحب ،

سيّدٌ ميت ،

المواسمُ لم تعدْ تمرُّ في هذا البلد ،

والله ُ..

حُرٌّ في العباد .
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads