مُعْجَمٌ
بِكِ
مُعْجَمٌ بِكِ | مُحَمَّد حِلْمِي الرِّيشَة | العدد الواحد والعشرين | كتاب الشعر
مُحَمَّد
حِلْمِي الرِّيشَة
مُعْجَمٌ
بِكِ
"لَقَدْ
حَبَسْتُ المَعْنَى الْحُرَّ الطَّلِيقَ،
وَبِذلِكَ جَعَلْتُ الْهَوَاءَ أَسِيرًا
لِلْحُرُوفِ"
…
"إِنَّ
الدَّمَ لَيَتَفَجَّرُ مِنْ فَمِي مَعَ الْكَلِمَاتِ"
…
"لَوْ
أَنَّنِي خَطَوْتُ خُطْوَةً أُخْرَى،
فَسَوْفَ أَحْتَرِقُ"
(جَلَالُ
الدِّينِ الرُّومِيُّ)
"الْمِيَاهُ
نَفْسُهَا، وَلَا مَوْجَةٌ تُشْبِهُ مَوْجَةً"
(مَارِينَا
تِسْفِيْتَايِيفَا)
إِلَيْهَا..
وَلُغَتِي؛
تِلْكَ
الَّتِي لَا أَغْتَصِبُهَا
إِنْ لَمْ
تُمَتِّعْنِي.
مَا
بَعْدُ
لأْلأْةٌ
نَجْمَةٌ
ضُحًى أَرْبَعَاءٌ
مُثَلَّثُ
وَرْدَةِ الْوَجْدِ
أَجْمَعُ
الْأَمَلَ نَافِذَةً
تَ
تَ
دَ
لَّ
ى
لَأْلَأْةَ
بَيَاضٍ
صَفَاءَ
غِوَايَةٍ
وَرُطُوبَةَ
نَايٍ
فُجْأَةُ
الْأُذُنِ الثَّالِثَةِ
طُيُوبًا
يَ
نِ
زُّ
الْأَثِيرُ
...
تَوَاصَلْ
أُفُقِيًّا
أَيُّهذَا
الْأَلَقُ
نَوْمُ
صَحْوَةٍ
فِي غِشَاءِ
حُلُمٍ
...
بُسْتَانُ
أَرِيكَةٍ
مُسْكِرَةٍ
تَنْتَظِرُ
كَأْسَيْنَا
حَتَّى
ثُمَالَةِ
الْخَضِّ
لِنَدْخُلْ
مَعًا
فَاكِهَةَ
الْجُنُونِ
بِشَفَافِيَّةِ
بَرْقٍ
وَ
أَ
نْ
فَ
ا
سِ
زَبَدٍ
كُلُّ
لَوْنِ عَطَشٍ
بَيْنَ
مَدَى
مِعْرَاجِنَا
يُمْحَى
بِرِيشَةِ مَاءٍ
مَغْمُوسَةٍ
بِصَرْخَةٍ
تَ تَ عَ
رَّ ى
يَ
رْ
تَ
جُّ
حِبْرُ
بَهَائِنَا
نَتَعَلَّقُ
بِلَسْعَاتِ دَوِيِّ صَمْتٍ
...
مَعًا
نَنْحَنِي
نَحْوَ
مَهْبِطِ
الْغَيْبُوبَةِ
كَيْ
يَنْتَصِبَ فِينَا الدُّوَارُ
أَيَّةُ
مُوسِيقَى سَائِلَةٍ الْآنَ
تَتَخَارَقُ
إِنَاءَيْنَا
تَتَشَاسَعُ
دَائِخَةَ تَجَلٍّ
كَسَكْرَانِ
وَابِلِ تُفَّاحَةٍ لَا تَكُفُّ
كَأَنَّهَا
صَبَاحُ نُعَاسٍ
أَوْ
لَيْلَةٌ
هَشَّةُ سُدُولٍ
هُنَا
نُقَارِبُنَا
إِلَيْنَا بَعْدَ نِصْفِ تَقْشِيرٍ
وَنَعْتَصِرُنَا
قَطْرَةً
كَامِلَةً
حَوَاسّ
كُلَّمَا..
وَقَعَ الصَّمْتُ
حَوْلِي
كُلَّمَا..
تَحَسَّسَتْ أُذُنِي
وَقْعَ خُطُوَاتِكِ الْقَادِمَةِ.
لِسَانُكِ الْعُصْفُورُ
الَّذِي نَقَّرَ
صَوْتُهُ غِشَاءَ حُلُمِي
قَدِرَ أَنْ يَهْتِكَهُ بِحَنَانٍ.
حِينَ، فُجْأَةً، بِالْبَابِ أَنْتِ
لَمْ يَسْتَطِعْ سِوَى
أَنْ يُسَلِّمَ إِطَارَهُ لِيَدَيْكِ الْجَانِحَتَيْنِ
وَيَمْضِي بِزَوَايَاهُ يَغْبِطُنِي.
كَمْ كُنْتِ عَلَى صَوَابِ الْقَلْبِ
حِينَ خَطَّأْتِ
سَاعَةَ الشُّرْفَةِ الْعَاشِرَةِ
سَبَقْتِ عِنَاقَ عَقَارِبِهَا لِعِنَاقِنَا
بِسَاعَةِ رُوحِكِ الرَّشِيقَةِ
مِثْلَ أَيْلٍ
يَ تَ وَ اثَ بُ
فَوْقَ
طَمْيِ انْتِظَارِي
دُونَ
أَنْ يَتْرُكَ أَثَرًا.
لِهذِهِ الْفُجَاءَةِ أَكْثَرُ مِنْ رَوْنَقٍ
يَنْحَنِي
لَكِ..
لِي..
لَنَا..
لِأَجْلِ
تَقَوُّسِ
هُتَافَاتِنَا
مِثْلَ تَفَتُّحِ
قُبْلَةٍ عَاجِلَةٍ.
إِشْرَاقُ وَجْهِكِ كَانَ مِرْآتِي
نَظَرْتُ فِيهَا
بِعَيْنَيْنِ
مِنْ أَمَلَيْنِ
لِأَرَانِي..
فَكُنْتِ أَنْتِ.
لَيْسَ شَهْدًا، فَقَطْ،
مَا يُضِيءُ شَفَتَيْكِ؛
إِنَّهُ ذَوَبَانُ كَوْكَبِ الشَّوْقِ.
أَمَامَكِ أَمَامِي، وَبَيْنَهُمَا؛
خَمْسُ سَنْتِمِتْرَاتٍ مِنَ الْهَوَاءِ الرَّخْوِ
يَ تَ نَ ا ثَ رُ
فَوْقَ
ارْتِعَاشِ أَقْدَامِنَا بِفَرَحٍ.
بِلَحْظَةٍ أُولَى
أَطْفَأْنَا ظَلَامًا؛
بِنَدَى يَدَيْنَا
الْوَرْدَتَيْنِ،
وَاشْتَعَلْنَا شَمْعَتَيْنِ؛
بِذُبَالَةٍ وَاحِدَةٍ.
أَنَا وَاحِدَتُكِ هُنَا
إِذًا..
أَنْتِ وَاحِدِي.
شَلَّالُكِ الْأَسْوَدُ
كَادَ يُخْفِينِي
لَوْلَا أَنْ رَآنِي
بُرْهَانُ لَهْثِكِ.
صُدْفَةُ الْأَثِيرِ اخْتَرَقَتْ
صَدَفَةَ الْيَأْسِ
بِوَمْضِ رَنَّتِكِ الذَّاهِلَةِ..
ها أَنَا مُقَشَّرٌ مِثْلَ جَسَدٍ دُونَ ظِلِّهِ،
يَرْتَجِفُ دِفْئًا
مِنَ احْتِكَاكِ
مُرُورِكِ
فَوْقَ
سِكِّينِي.
اِرْتِقَائِي
لِمَرْمَرِ
جِذْعِكِ الْوَرْدِيِّ
عَطَّلَ بَقِيَّةَ الْفَقْدِ عَنِ احْتِمَالِهِ.
اِرْتِبَاكُ نَايِ المَاءِ
كَادَ يَفْشَلُ عَزْفُ رَذَاذِهِ
لَوْلَا مَهَارَةُ
أَصَابِعِكِ لِسَمَاعِ يَنْبُوعِهِ.
الْعُشْبُ الَّذِي احْتَوَى
وَزْنَ انْصِهَارِ ثُنَائِيَّتِنَا
لَمْ يَعُدْ يُدْرِكُ النَّوْمَ بَعْدَنَا،
بِخِفَّةِ مُخْمَلِهِ.
شَالُكِ المَنْسِيُّ
تَرَكَ عِطْرَ إِيقَاعِكِ فِي فَضَاءِ عُزْلَتِي
يَدُورُ بِي
كَدَائِخِ رَقْصٍ.
كَأَنْ كُنَّا
نَبْحَثُ عَنَّا..
كَأَنْ كُنَّا
نَسِيرُ إِِلَيْنَا..
كَأَنْ لَمْ نَفْتَرِقْ غَدًا
إِلَّا لِوَعْدِ
الْأَمْسِ.
نَشِيشٌ
كُلُّ ذَاكَ الْحَنِينِ الَّذِي اجْتَاحَنِي؛
مِثْلَ مَوْجَةِ فُتُونٍ تِلْوَ أُخْرَى/
لَمْ يُشْبِعْ ذُهُولَ صَدْرِي
بِعِنَاقِكِ.
ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ مِنْ تَقَمُّصِ الْأَثِيرِ؛
كَانَتْ كَفِيلَةَ الْفِعْلِ حَقًّا/
كَيْ نُعَلِّمَ الْحَيَاةَ كَيْفَ تُعَاشُ
بِالْحِيلَةِ.
كَأَنَّكِ طِفْلَةٌ تَعِدِّينَ بَاقِي المَسَافَةِ..
كَأَنِّي طِفْلٌ أُعِدُّكِ شَهْدًا لِشَفَا شَفَتَي..
كَأَنَّا طِفْلَانِ كَبِيرَانِ يَهْبِطَانِ الْعُمْرَ إِلَى
أَوَّلِهِ.
فِي نُزُلِ الْبَدْءِ؛
أَوْصَدْنَا كُلَّ كُوَى النُّورِ/
كَيْ نُضَاءَ
بِنَا.
بِصَلِيبِكِ وَدُعَائِي؛
أَقْلَعَتْ عَنْقَاءُ الشَّوْقِ بِرَفِيفِ أَجْنِحَتِنَا/
نَحْوَ مَحْمِيَّةِ
الْوَجْدِ.
بَعْدَ كُلِّ اهْتِزَازٍ دَاخِلِيٍّ،
وَبُلُوغِ ذُرْوَةِ جَبَلِ الْبَيَاضِ/
أَمْسَحُ طَلِّيَ عَنْ سَطْحِ بَهَائِكِ بِفُوطَةِ
سَحَابَةٍ.
مَا السِّرُّ بَيْنَ السَّرِيرَةِ وَالسَّرِيرِ؟
هذَا الَّذِي لَمْ أُدْرِكْهُ بَعْدُ/
رَغْمَ تَأْنِيثِكِ
وَتَذْكِيرِي.
لِمَنْ كُنْتِ تَبْتَسِمِينَ؛
لِي أَمْ لِرَمْشَةِ الْكَامِيرَا؟
أَيَّتُهَا الْوَثَّابَةُ بِثَبَاتٍ فِي لَقْطَةِ
الْقَلْبِ.
مَدَدْتِ مَائِدَةً لِانْبِثَاقِ فَمِي،
يَا أَنْتِ الَّتِي أَحْبَبْتُكِ قَبْلَكِ/
كَمْ كَانَ لَذِيذُ يَدِكِ هُوَ
الْأَشْهَى.
النَّهَرُ الَّذِي اغْتَسَلَ بِمَاءِ قَدَمَيْكِ؛
صَارَ يَصْرُخُنِي مِنْ جَرَيَانِ عَطَشِهِ فِي حَلْقِي:
أَشْعُرُ بِرَغْبَةِ الْغَرَقِ بَيْنَ قَوْسَيْ
ضِفَّتَيْهَا.
لَا يُمْكِنُ تَفْسِيرُ مَكَانٍ بِظِلِّ زَمَنٍ..
حَتَّى غُرُوبُ الشَّمْسِ شَرْقًا هُنَاكَ/
كَانَ مِنَ اخْتِلَاطِ التَّوَهُّجِ بِمَاءِ
المَسَرَّاتِ.
عَلَى مَقْعَدٍ خَفِيضٍ فِي مَحَطَّةٍ عَالِيَةٍٍ،
تَحَلَّقَ حَوْلَ إِصْبَعَيْنَا خَاتَمُ عِطْرِ
الْهَنَاءَةِ/
هُنَا.. تَأَكَّدْنَا أَنَّ قَيْدَ الْإِصْبَعِ هُوَ
حُرِّيَّةُ أَنْ
نُحِبَّ.
حِينَ كُنْتُ أَفْتَحُ عَيْنَيَّ عَالِيًا،
فَأَرَاكِ بَعْدَ نَوْمٍ أَيْلِيٍّ/
لَمْ أَكُنْ أُتْقِنُ الْفَرْقَ بَيْنَ صَبَاحِ الْقَهْوَةِ
وَرَائِحَةِ
الْخَيْرِ.
كَيْفَ صِرْنَا نُشْبِهُنَا؛
نَحْنُ اللَّذَيْنِ اخْتَزَلْنَا سِيَاجَ الْفُصُولِ/
فنَهَضَتْ لِأَجْلِنَا مَنَازِلُ
الْوَرْدِ.
دُلِّينِي: كَيْفَ بِاسْتِطَاعَتِي الْآنَ،
وَقَدْ تَرَكْنَا أَعْشَابَ سَاعَاتِنَا تَحْتِ أُرْجُوحَةِ
نَشِيشِنَا/
أَنْ أَمِيزَ الْفَرَحَ مِنَ
الْحُزْنِ؟
كَمْ تَمَنَّيْتُ لَوْ أَكْسِرُ سَاعَةَ الرَّمْلِ؛
تِلْكَ الَّتِي أَغَاظَتْ لَحْظِيَ بِسَرِقَتِهِ/
وَأَنَا جِدُّ جَعَلْتُهُ نَحْوَكِ
دَائِمًا.
... وَحِينَ وَحْدِي أَخِيرًا فِي نُزُلِ الْفَرَاغِ؛
تَذَكَّرَتُ ذَاكَ الْحَنِينَ الَّذِي غَادَرَنِي كَحُلُمٍ/
آنَهَا - شَهَقْتُ بِتَفَحُّمٍ:
آآآآ...
ثَانِيَةً أَؤُوبُ إِلَى وَحْدَتِي الطَّائِشَةِ؛
كَأَنِّي تَأَخَّرْتُ عَنْهَا بِضْعَ أَرَقٍ/
فَرَاغٌ آخَرُ اسْتَقْبَلَ شِبْهَ
انْتِهَائِي.
اِخْتِزَالٌ
ههُنَا..
إِذًا:
أَسْتَظِلُّ
بِأَمْوَاجِكَ النُّورِيَّةَ
كَأَنَّ
يَدَيْكَ شِرَاعَا شَجَرَةٍ
تُورِفُنِي
عِنَاقًا بِحَنَانٍ
فَيَا
أَنْتَ.. أَنْتَ؛
مَاسِحَ
نَأْيِي بِانْسِدَالِكَ:
تَغْشَانِي
[الْآنَ]
مِثْلَ
عُبُورِ عَبَقٍ
يُنَدِّي
احْتِرَافِي احْتَوَاءَكَ سَهْمًا
يُخَارِقُ
حُبُورَنَا
لَا
تَرْتَفِعْ
[بَعْدَ
صَمْتِ افْتِتَانِي]
عَنْ
صِيغَةِ الصَّدْرِ
آنَ لِي
[بَعْدَ
انْخِطَافِي إِلَى بَرْزَخِ الْحُلُمِ]
أَنْ
أَشُدَّكَ خَصْرًا
وَحَصْرًا
نَحْوَ
لُغَتِي
كَيْ
أَتَهَجَّاكَ، وَتَبْقَى
أَبْجَدِيَّتِي
المَالَ عَرْشُهَا
إِلَى
صَوْتِ
صَادِ
الصَّبَابَةِ
وَبَلِيغِ
بَائِهَا
تَعَلَّلْ
[بِمَا
شِئْتَ]
حَتَّى
بِلَثْغَةِ الْأَثِيرِ أَمَامَ كُوَّةِ السَّمْعِ
أَوْ
بِتَأْتَأَةِ
الْقَلْبِ حِينَ يَقُولُنِي وَصْفًا
كَأَنَّهَا
حَبْوُ شَفَتَيْكَ
عَلَى
سُنْدُسِ
السَّطْرِ
إِذًا:
كُلَّمَا
تُضْعِفُ الْهِرَّةَ فِيَّ
حَدَّ
قُوَّةِ المُوَاءِ
سَأَصْطَادُ
سِرْبَ خَيَالَاتِكَ
بِخَدْشَةٍ
طَائِشَةٍ
أُضَفِّرُهَا
بِدُوَارِ الْعَاطِفَةِ
أَعْجِنُهَا
بِمَحْلُولِ الْحَنِينِ
وَأَدَعُ
رُؤُوسَ أَصَابِعِ الانْتِظَارِ
تَنْقُرُ
صَهْوَةَ
الْوَقْتِ ثَانِيَةً:
أَمَا آلَ
لِي؟
أَشْيَاءُ
قُصَفٌ
قُصَفُ شَعْرِكِ
الَّتِي اخْتَلَسَهَا نِسْيَانُ فُرْشَاتِكِ عَلَى أَرِيكَةِ غُرْفَةِ الْفَرَحِ،
[مِنْ شَدَّةِ ارْتِبَاكِ مُغَادَرَتِكِ المُفَاجِئَةِ]، لَمْ يَكُنْ لِعِنَّابِ
أَنَامِلِي الْتَرْجِفُ بِفَقْدِكِ، سِوَى أَنْ تَنْزَعَهَا بِرِفْقِ حَانٍ،
كَأَنَّهَا خُيُوطُ ضَوْءٍ تَنِزُّ عِطْرًا [فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ الشَّرِسَةِ]
عَلَى عَتْمَةِ الْقَلْبِ، وَلَمْ تَزَلِ الْأَنَامِلُ [مِنْ حِينِهَا]، تُعِيدُ
تَمْثِيلَ رَائِحَةِ الْحُضُورِ بَعْدَ قُبْلَةِ الْفَقْدِ.
كَامِيرَا
الْكَامِيرَا الَّتِي
أَخْفَتْ عَيْنَيْكِ عَنْ الْتِقَاطِهَا أَحَسَّتْ بِحِسِّ أَنْفَاسِي؛ أَلْقَتْ
عَلَيْهِمَا غِشَاوَةَ سَهْوٍ، إِذْ خَزَنَتْكِ فِي أَحْشَائِهَا لِتُظْهِرَكَ
لِي، كُلَّمَا [دَائِمًا] تَقَوَّسَتْ مُخَيَّلَتِي، وَاشْتَدَّ سَهْمِي.
حَقِيبَةٌ
كَمْ كَانَتْ
حَقِيبَتُكِ الصَّغِيرَةُ [الَّتِي شَدَّهَا خَصْرِي إِلَيْهِ]، تَحِكُّ انْحِنَاءَهُ
اطْمِئْنَانًا، أَنَّكِ [كُلَّ آنٍ] تَلْتَصِقِيْنَ بِي كَظِلٍّ عَمُوْدِيٍّ،
حِينَ يَمُرُّ بِخَاطِرِي دِفْءُ طِينِكِ الشَّهِيِّ، كَأَنَّكِ أنْثَى الدُّنْيَا
الْأُولَى؛ تَهْبِطِينَ مِنْ لُغَةِ الْجَنَّةِ، فَتَتَشَقَّقُ تَرَائِبِي
[بِإِيقَاعِ عَزْفِكِ]، عَنْ غَيْمَةٍ عَابِرَةٍ لِمَجْرَى الْحَنِينِ.
سَرِيرٌ
فَوْضَى السَّرِيرِ
الَّذِي تَرَكَتْهُ عَوَاصِفُ الْعَاطِفَةِ، وَفُيُوضُ مَاءِ الضَّوْءِ، لَمْ
تَكُنْ [بَعْدُ] عَلَى حَالِهَا/حَالِنَا، حِينَ عَادَ بِي وَدَاعُكِ يُمْسِكُنِي
مِنْ مَجْرَى الدَّمْعِ، نَحْوَ جُنَّةِ الْفَرَاغِ الَّذِي أَنْضَجَهُ مَعْكُوسُ
خَطْوِكِ الْبَرْقِيِّ، كَأَنَّ يَدَيْنِ مَاكِرَتَيْنِ أَحْكَمَتَا وِثَاقَ
تَنَفُّسِي، دَاخِلَ مُرَبَّعِ زَفِيرِكِ المَتْرُوكِ عُصْفُورًا فِي فُسْحَةِ
قَفَصٍ.
حَبٌّ
لَمْ أَكُنْ
لِأَسْتَطِيعُ ابْتِلَاعَ نَثْرِ حَبِّكِ [رَغْمَ جُوعِي إِلَيْكِ]، ذلِكَ أَنَّ
جَفَافَ كُلِّي [مِنْ اشْتِعَالِ نَهْرِنَا بَعْدَنَا]، تَرَكَنِي قَصَبَةَ نَايٍ
خَدِرَةَ الثُّقُوبِ، يَعْزِفُ عَلَيْهِ تَرَنُّحُ رِيحِكِ الْغَادِيَةِ.
شَايٌ
هَيَّأْنَا كُلَّ
شَيْءٍ لِنَشْرَبَ شَايًا مَعًا؛ إِنَاءً وَمَاءً وَسُكَّرًا وَمِلْعَقَةً
صَغِيرَةً وَكُوْبَيْنِ فِي بَيَاضِ عُرْسَيْهِمَا.. لكِنْ كَيْفَ صِرْنَا نَدُورُ
[مِثْلَ بَرْدَانَيْنِ]، بَحْثًا عَنْ قَبَسِ حَرَارَةٍ، أَوْ كُوَّةِ نَارٍ فِي
الْجِدَارِ؟ حِينَهَا؛ ضَحِكْنَا قَلِيلًا، وَذُبْنَا مَعًا بِارْتِشَافِ
انْتِشَاءٍ.
خَاتَمٌ
الْخَاتَمُ الَّذِي
اسْتَقَرَّ هَالَةَ رَوْنَقٍ حَوْلَ إِصْبَعِي [بِفِعْلِكِ الْبَرِيءِ]،
أَتَحَسَّسُهُ آنًا بِآنٍ؛ لَيْسَ تَأْكِيدًا لِوُجُودِهِ يَلْتَفُّ حَوْلَهُ فِي
خُشُوعٍ، بَلْ لِأَرَاكِ إِذْ تَرَكْتِ رَسْمَ وَجْهِكِ النَّبِيلِ، عَلَى
ضَرَاعَةِ عَيْنِهِ، وَفِضَّةِ مِرْآتِهِ.
صُوَرٌ
ثَلَاثُ صُوَرٍ لَكِ
هِيَ قُطْفَتِي مِنْ طَاقَةِ أَلْبُومِنَا: وَاحِدَةٌ وَأَنْتِ مُنْتَصِبَةٌ
تَتَّكِئِينَ عَلَى رَذَاذِ سَحَابَةٍ، وَتَفْرِدِينَ حُنُوَّ جَنَاحَيْكِ نَحْوَ
بُرْتُقَالَةِ الْغَسَقِ. ثَانِيَةٌ وَأَنْتِ تَجْلِسِينَ عَلَى صَخْرَةٍ هِيَ
فَوْقَ ضِفَّةِ اختِلَاطِ نَهْرِنَا بِنَهَارِنَا، وَتَمْنَحِينَ لَوْنَ زُرْقَةِ
قَمِيصِكِ وَاخْضِرَارِ حُبُورِكِ لِتَمَوُّجِ مَائِهِ، كَأَنَّهُ صَدْرُكِ
يَتَنَهَّدُ. ثَالِثَةٌ وَأَنْتِ تَرْتَقِينَ بِيَمَامِ خَطْوِكِ تَقَوُّسَ جِسْرِ
الْجُنُونِ الْجَمِيلِ نَحْوِي، وَمَيْلُ عُنُقِكِ الْوَرْدِيِّ [بَعْدَ بَدْءِ
انْطِوَاءِ يَنَاعَةِ دَمِي]، يَذْبَحُنِي وَرِيدًا وَرِيدًا بِشَقْوَةِ
دَلَالِهِ.
لَآلِئُ
وَبَعْدُ.. أَشْيَاؤُكِ
الْقَلِيلَةُ الَّتِي انْتَثَرَتْ [لَآلِئَ تَجْرَحُ بِلَّوْرَ ذَاكِرَتِي]، عَلَى
سَطْحِ اغْتِرَابِي، كَانَتْ كَثِيرَةً عَلَى ضَعْفِ احْتِمَالِي أَمَامَ سَطْوَةِ
خُلَّبِهَا.. إِنَّهَا لَمْ تَزَلْ؛ تَطْفُو لِأَشْهَدَ غِيَابَكِ، وتَغُوصُ فِي
أَعْمَاقِي لِأَكْتَشِفَنِي فِيكِ، كَأَنَّهَا المَرَّةُ الْأُولَى كُلَّ مَرَّةٍ.
جُنُوحٌ
كِتَابَانِ
نَحْنُ؛
بِوَرَقةٍ
وَاحَدِةٍ
لِمَوْضُوعٍ
وَاحِدٍ:
أُحِبُّك..
بِكَافٍ
مَفْتُوحٍ هُوَ أُفُقُنَا،
وَذَاتُهُ
بِالْكَسْرِ انْحِنَاءً فِي الْعُبُورِ.
الْبَيَاضُ
الْكَانَ؛
لَمْ
تَكْتُبْ
عَلَيْهِ
الرِّيحُ
يَأْسَهَا
أَوْ
تَتْرُكْ
شَرْشَفَ الْغُبَارِ يُمْلِي
عَلَيْهَا
إِقَامَتَهُ.
كَأَنَّهَا؛
فُسْحَةُ
عُشٍّ تَتَزَنَّرُ
تَضِيقُ
أَعْشَابُهُ كُلَّمَا اقْتَرَبْنَا
دُونَ
عِلْمِ لَوْنِ خَطْوٍ
مِنْ ظِلِّ
انْتِظَارِهِ.
لَمْ أَزَلْ
أَتَذَاكَرُ انْمِحَاءَ بَعْضِ الْبَيَاضِ:
كَيْفَ
مَدَدْتِ جُنُوحَ صَوْتِكِ
بِصِيغَةِ
الْآهِ
إِلَى
أُذُنِي الْفَاتِرَةِ
ذَاتَ ضُحَى
الرُّوحِ فَـ
تَ
سَ
ا
قَ
طْ
تُ
فَوْقَ
بَ يْ نِ ي
بِكُلِّ
وُضُوحِ شَغَفٍ
لِصُورَتِكِ
الْغَامِضَةِ.
ثَلَاثُ
سَاعَاتٍ لَمْ تَكُنْ زَمَنًا، أَوْ
صَمْتًا
يَتَرَنَّحُ مِنْ أَبْيَضِ سُكْرِهِ..
كَانَتْ
تَحَوُّلَ ثَوَانِي بَارِقِهَا
إِلَى
ذَبْذَبَاتِ
نَحْلَةٍ،
بَلْ
كَانَتْ أُخْذَتِي
إِلَى
مَلِيكَتِهَا
دُفْعَةً
كَامِلَةً.
لَا وَزْنَ
لِي فِي طُقُوسِ جَاذِبِيَّتِهَا المُضْمَرَةِ؛
أَ
شْ
تَ
ا
قُ
كَ
هكَذَا ..
تَدَلَّتْ
حُرُوفُهَا كَانْدِلَاقِ دَالِيَةٍ
فِي حَلْقِ
عَيْنَيَّ،
وَهكَذَا..
لَملَمْتُ
عِنَبَ شَهْقَتِي.
بِرُؤُوسِ
أَصَابِعِ الْوَلَهِ خَطَّتْ
فَوْقَ
صَدْرِ
شُرُوقِي
هَبَّةَ
أَرِيجِ أَنْفَاسِهَا الْأُولَى،
وَبِرِيشَةٍ
عَطْشَى غَمَسْتُهَا فِي رُطُوبَةِ دُوَاتِهَا
فَاشْتَعَلَتْ
تَلَأْلُؤًا..
مُنْذُهَا
أَنَا لَمْ
أَكُنْ أَنَا،
وَلَمْ
أَزَلْ
أَعْتَرِينِي
تَبَرْهُنَ يَقَظَةٍ.
لُجْأَةٌ
يَبْدَأُ اللَّيْلُ مِنِّي؛
عَتْمَةَ تَمَاهٍ بَيْضَاءَ
لِيَنْتَهِيَ
نُوَّارُهُ
فِيكِ.
بِاسْتِقَامَةِ سَيْرِنَا المُبْهَمِ نَحْوَنَا؛
اِفْتَضَحَ الْحُلُمُ عَنْ غَبَشٍ ضَئِيلٍ..
وَبِفُجْأَةٍ مُوَارَبَةٍ،
وَلُجْأَةٍ خَفِيضَةٍ
مِلْنَا
مَيْلَةً
عَالِيَةً.
ثَلَاثُ وَرْدَاتٍ نَكُونُ؛
أَنْتِ بِلَوْنِ الْحَنِينِ..
أَنَا بِلَوْنِ الشَّوْقِ..
مَعًا
بِلَوْنِ
المَسَرَّةِ.
مُعَلَّقَةً أَضْحَتْ، عَلَى صَدْرِكِ، قَصِيدَتِي؛
نَجْمَةً دَائِخَةً بَيْنَ مَذْبَحَيْنِ..
مَحَارَةَ دُوَارٍ حَوْلَ انْحِنَاءَاتِهِمَا..
- وَهُوَ؟
آيَةُ طَلِّ عُشْبٍ يَقْطُرُ عَطَشِي
قَطْرَةً
قَطْرَةً
قَطْرَةً.
لُذْتُنِي إِلَيْكِ؛
صَقْرًا دُونَ نَظْرَةٍ..
جَنَاحًا دُونَ طَائِرٍ..
رِيشًا دُونَ رِيحٍ..
فَكُنْتِنِي بِبَرَاعَةِ بَرِيقِكِ الْحُلُمِيِّ
تُرِيقِينَ بَلَلَ أَهْدَابِ أَسْمَائِكِ الْوَاحِدَةِ
فَوْقَ
فَقْدِي،
وَتَبْذُخِينَ فُيُوضَ تَفَتُّحِي
رُوَاقًا
تِلْوَ
رُوَاقٍ.
لَمْ تُشَبَّهِي لِي؛
حَقِيقَةٌ أَنْتِ، الْآنَ،
عَلَى تَوَهُّمِ الْأَمْسِ؛
تَتَكَوَّرِينَ حِضْنَ هَدِيرِي بِمَوْجِ ارْتِخَائِكِ
فَأَغْمِسُ كَرَزَةَ نَجَاتِي فِي أُقْيَانُوسِكِ
الْبِئْرِيِّ
وَأَصْعَدُنِي هُبُوطًا
رَكْوَةَ
رُوحٍ
رَهِيبَةً.
بِمُصَادَفَةٍ صَافِيَةٍ اصْطَادَتْنِي مُصَافَحَةُ
صَوْتِهَا؛
كُنْتُ أُذُنًا بِمَا يَكْفِي
لِأَخِرَّ خَلْفَ خَلْخَالِ خَطْوِهَا،
وَأَسَّاقَطَ فَوْقِي
نَغْمَةً
إِثْرَ
نَغَمَةٍ.
لَنْ تَعُودِي مَجَازًا بَعْدَ الْآنَ؛
أَنْتِ تَحَقُّقُ عَقْلِ جُنُونِي
وَكَذَا.. أُرِيدُنِي هَشًّا
أَ تَ فَ تَّ تُ
حَوْلَ فِتْنَةِ تُوَيْجِكِ؛
نَمْنَمَاتٍ
نِدَاءً
نَدًى.
أَشْكُرُكِ جِدًّا؛
أَيَّتُهَا المَتَاهَةُ سَالِفَةُ الْغُبَارِ
أَنْ أَضَعْتِ لَهْثِيَ مِرَارًا
رَيْثَمَا تَنْضُجُ حَبَّتَا الْوَجْهِ بِوُضُوحِهَا،
وَيَمِيلُ بِدَلَالٍ
مَيَّاسُ
غُصْنِهَا
نَحْوِي.
لَا تَغِيبِي لَيْلَةً أُخْرَى
يَبْدَؤُنِي كُحْلُهَا؛
غِشَاوَةَ غَشْيَةٍ..
سِتَارَةَ سَدِيمٍ..
وَجُمْلَةً جَامِحَةً..
لَكِ، الْآنَ، أَنْ تُعِيدِي
تَرْتِيبَ فُسْحَةِ فُصُولِي؛
شِتَائِي اشْتِهَاءً
خَرِيفِي خَفِيفًا
رَبِيعِي رُجُوعًا
صَيْفِي انْصِرَافًا
لكِنْ..
إِلَى خَفِيضِ
فَصْلِ
وَصْلِكِ
الطَّوِيلِ.
كِتَابٌ
لَمْ أَكُنْ لِأَبْدَأَهُ كِتَابًا،
أَوْ أُعِيدَ تَهْجِئَتَهُ..
هُوَ فِي مَتْنِهِ
مَتْنِي.
إِغَارَةُ أَثِيرٍ أَشْرَعَتْ غِلَافَهُ؛
تَرَاقَصَ أَوْرَاقًا..
أَنَا أَعْزِفُهُ
خَفْقِي.
كِتَابُهُ دُنُوُّ شَجَرَةٍ
بِعُرْيِ لَيْلِ حَفِيفِهِ..
أُسَامِرُهُ بِثِيَابِ
ثِمَارِي.
سَمْتُهُ مِنْ قَبْلُ؛
وَجْهُهُ بِعُنْفُوَانِ تَوَهَانِهِ..
كَيْفَ لَمْ أَعْرِفْهُ
فِيَّ.
عَبَثَتْ بِأَوْصَافِهِ الرِّيحُ؛
أَغْمَضَ أَهْدَابَ دَفَّتَيْهِ..
أُفَتِّحُهُ قِرَاءَةً
وَاحِدَةً.
مَلِيئَةً بِفَارِغِ وُجُودِي
كَانَتْ سُطُورُهُ..
يُرَطِّبُ إِبْهَامِيَ
فَأَقْلِبُهُ.
طَافِحٌ بِحُرُوفِ الْعَطْفِ..
نَافِرٌ بِنُونِ نِسْوَةٍ وَاحِدَةٍ..
أَلْثُمُهُ صَفْحَةً..
صَفْحَةً.
مِنْ خَلْفِ سِيَاجِ المَسَافَةِ،
يُنَاثِرُنِي جُوَّانِيَّةَ أَبْجَدِيَّتِهِ..
أَمْتَصُّ حُرُوفَهَا
لِيَكْتُبَنِي.
مَرَّةً أُولَى وَأُخْرَى
خِلْتُهَا كِتَابَةَ كِذْبَةٍ..
مَا أَرْفَفْتُهَا
حِينَ صَدَقَتْنِي.
يَتَفَتَّحُ قُرْبِي تَعَاذُبَ أَجْوِبَةٍ..
تَتَعَذَّبُ يَدَايَ فَرَاغَهَا مِنْهُ..
أَسْئِلَةً أَكْثَرَ
بِاتَ حِضْنِي.
وَقْعُ رَائِحَةِ رِقَاعِهِ
يَشَّاهَقُ هَدْرَ تَنَفُّسٍ يُشْتَهَى..
أَدُسُّ أَنِينَهُ فِي
وِسَادَتِي.
مَا أَسْغَبَ انْتِهَائِيَ مِنْهُ؛
يُغْلِقُ جَنَاحَيْهِ عَلَى وَقْدَةِ نُعَاسِي..
فَجْرًا أَبُثُّهُ
أَمْوَاهَ شَوْقِهِ إِلَيَّ.
تَتْرُكُ كَلِمَاتُهِ آثَارَ نَرْجِسٍ
عَلَى شُرْفَةِ الشَّفَتَيْنِ..
أَضُمُّهَا اشْتِعَالًا
طَيَّ قُبْلَتِي.
فِكْرَةٌ وَاحِدَةٌ
لَهُ اسْتَرْخَتْ
صُورَةً مَائِيَّةً..
أَنَا تَحْتَ ظِلِّ
سُطُورِهِ.
كَانَ ثَمَّةَ افْتِرَاضُ امْرَأَةٍ
تَتَشَبَّثُ بِحَوَاشِي قَلْبِهِ..
الْآنَ ثَمَّتِي
أُنْثَاهُ.
اِشْتِرَاقٌ
زَمَنٌ
كُلُّ الرُّخَامِ الْحَلِيبِيِّ هذَا
الَّذِي يَخْتَبِئُ أَمَامِي الْآنَ
لِمَ لَمْ أَكُنْ لَهُ
أَزَلًا
وَيَكُونُ لِي أَبَدًا؟
مَفَازَةٌ
مُشَظًّى بِالظَّمَأِ
مُوجَعٌ بِالْجُوعِ
أَحْضِنُنِي
اشْتِرَاقًا
كَأَنِّي رَعْشُ
رَمْلٍ.
صَدًى
تُنَادِي عَلَيْهَا أَنَاهَا
يُنَادِي عَلَيَّ أَنَايَ
أيَّتُهَا المَسَافَةُ
المُحْتَجِزَةُ:
لَوْ كَانَتِ الْأَرْضُ
أَصْغَرَ.
فَضَاءٌ
لِي قُدْرَةُ انْسِكَابِ الرَّحِيقِ
لَهَا اشْتِهَاءُ امْتِصَاصِ الطَّلْعِ
مَتَى سَرَاحُ الرِّيحِ
بَيْنَنَا
كَزَاجِلِ دَوْرَةٍ
يَنْكَمِشُ؟
طَقْسٌ
إِنَّهَا أَصَابِعُ المُخَيَّلَةِ
تَكَادُ تَقْطُرُ ضَوْءًا
آهٍ تَصَّاعَدُ مِنْ
بَيْنِهَا
تَكَاثُفَ أَنِينِ
نَايٍ.
تَرْوِيضٌ
أَذُوبُ حَتَّى آخِرِي
كُلَّمَا اسْتَرَاحَ عُصْفُورُ صَوْتِهَا
لَيْتَ تَكْفِي الْأُذُنُ
وَحْدَهَا
عِلَاجًا كُلَّ نَأْيٍ.
شَتَاتٌ
مَا بِكِ أَيَّتُهَا اللُّغَةُ
لَا تَسْتَطِيعِينَ بَرِّيَّةَ حِبْرِي؟
لَمْ أَزَلْ
أُحَاوِلُكِ إِلَيْهَا
رَاعِيَ أَسْمَاكِ
بَحْرٍ.
مُنَادَى
كَمِ الْأَلَمُ يَعُضُّ نُعَاسِيَ
يَصْهَرُ نَابَيْهِ فِي لَحْمِ سَهَرِي
أَرِيدُهَا يَقِظَةً
تُثَعْلِبُ حُلُمِي
أَرْغَبُنِي أَنَامُ
مَا بَعْدَ: تَعَالَ.
جُنُونٌ
أَعْصِفُ أَرْدِيَتَهَا لِيَهْبِطَ تَمَوُّجِي
أَصْبُغُ ثِمَارَهَا بِلَوْنِ الْحَرَارَةِ
وَدَّ قَطِيعُ رَعْشِي
مِرَارًا
أَنْ لَا يُغَادِرَ
مَمَرَّهَا الرَّبِيعُ.
ثَبَاتٌ
بِهَا تَعَلَّقَتِ الرُّوحُ
كَقِرْطِ قَمَرٍ تَدَلَّى مِنْ عُنْفُوَانِهَا
هَا أَتَأَرْجَحُ فِي
المَسَافَةِ الْوَهْمِ
بَيْنَ بَيْنِهَا
وَبَيْنِي.
تَنَاثُرٌ
تَكَاثَرَ المَكَانُ تَعَثُّرَ الْوَقْتِ
يَبْتَعِدُ كَانُونُ كُلَّمَا اقْتَرَبْنَا
هُنَاكَ تَنْقُضِينَ
غَزْلَ المَسَافَةِ
هُنَا حَيْثُنِي
تَقَلُّبُ سَاعَةِ رَمْلٍ.
صَهِيلٌ
أَسْتَأْذِنُكِ الْآنَ لِأَعُودَكِ قَبْلًا
أَيَّتُهَا المُهْرَةُ فِي سَهْلِ مُخَيَّلَتِي
تَعِبَتْ اللُّغَةُ
مِنَ ازْدِحَامِي
وَلَا أَتْعَبُ
مِنْكُمَا أَبَدًا.
رَنِينٌ
سَبْعَةٌ.. وَتَطِيرُ
رَشَاقَةُ الْأَثِيرِ، بِخِفَّةِ الْوَلَهِ، أَقْصَى مَا يَضِجُّ الشَّوقُ
بِنُضُوجِ وَخْزِهِ، فَيَفْرُكُ الْحُلُمُ أَسْئِلَةَ عَيْنَيْهِ هَرِعًا مِنْ
غَبَشِهِمَا نَحْوَ أَجْوِبَةِ هُتَافٍ صَافٍ.
سَبْعَةٌ..
وَيَسَّابَقُ نُهُوضُ صَحْوَتَيْهِمَا كُلًّا إِلَى آخَرِهِ، حَدَّ أَنْ يَغِيبَ
أَحَدُهُمَا فِي يَقَظَةِ غَيْرِهِ المُشْرَئِبَّةِ، مِثْلَ عُنُقِ قَمَرٍ
يَحْمِلُهُ أُفُقُهُ نَحْوَ وَاحِدِيَّةِ حِضْنَيْهِمَا.
سَبْعَةٌ..
وَيَنْشَقُّ افْتِرَاضُ ظِلِّهِمَا عَن فِرَاشَيْهِمَا عَطْفًا، فَيَدَّارَكَا
بَرْدَهُمَا تَلَاصُقَ تَقَابُلٍ.. آنَهُ؛ يَكْشِفَانِ بُلُوغَ التَّدَانِيَ،
وَيُشْرِقَانِ شَمْسًا أَغْمَضَتْ نَهَارَ دَوَامِهَا.
سَبْعَةٌ..
وَتَتَكَوَّرُ طِفْلَةً مُبَلَّلَةً بِلَثْغَةِ أَنِينٍ تَحْنِيهِ حُنُوًّا
حِينًا، وَحِينًا يُشَابِقُهَا قَسْوَةَ بَوْحٍ، دُونَ تَعَمُّدِ اكْتِرَاثٍ،
رَغْمَ تَوَاتُرِ نِدَاءِ الْأَلَمِ.
سَبْعَةٌ.. وَلَا
يَهْدَأُ لَوْنُ المَاءِ فِي صَغِيرِ جَنَّتِهَا.. تَعْطِشُهُ طِوَالًا كَأَنْ
لَمْ يَرْتَقِ سِرُّهُ سُلَّمَ كَرْمَتِهَا المُنْبَسِطِ، وَكَأَنْ لَمْ
تَقْطِفْهُ مِنْ تُوَيْجِ نَحْرِهِ.
سَبْعَةٌ.. وَيَسْتَحِي
الْغِيَابُ مِنْ نَفْيِهِمَا، فَهُمَا تَوْأَمَا مِجْذَافَيْ قَارِبِ
قُرْبِهِمَا.. يُسَارِعَانِ الْوَقْتَ شَبَحَ جُمُودٍ يُقَطِّرُ بِبُطْءٍ كُرَاتَ
وَهْمِهِ، كَأعْشًى يُدَاعِبُ وَقْعَ خُطُوَاتِهِ.
سَبْعَةٌ.. وَيَرْتَجُّ
تَخَاطُفُ هَاتِفَيْهِمَا، كُلَّ مَرَّةٍ، بِلَحْظَةٍ تَتَشَابَهُ.. تَنْتَشِي
أَنَاقَتُهُمَا أَمَامَ مِرْآةٍ لَا مَاءَ فِضَّةٍ يَسْتُرُ عُرْيَ زُجَاجِهَا..
مَحْضُ قُبْلَةٍ: مَا مِنْ زُجَاجٍ كَانَ.
نُعَاسٌ
مَا بِهَا تِلْكَ النَّظْرَةُ الشَّقِيَّةُ..
يُدْرِكُهَا
النُّعَاسُ
كُلَّمَا
أَيْقَظَتْنِي.
ثَغْرُهَا نَحْلَةٌ تَتَعَسَّلُ غِنَاءً..
لَوْ
أَرْشِفُهَا
انْسِكَابَ
طَرَبٍ.
هِيَ قِيثَارَةٌ بِتَوَاحُدِ وَتَرٍ..
أَعْزِفُهُ
ضَائِعَ
الْبَحْثِ
عَنْهُ.
فَوْقَ مَخْدَعِهَا تَطَايَرَ وَهَجُهَا فَرَاشًا..
كَيْفَ
اصْطِيَادُ
يَرَاعَاتِ
نَوْمِي؟
طَرَّزَتْ وِسَادَتِي بِتَنَاثُرِ رَائِحَتِهَا..
أُحَاوِلُ
لَثْمًا
نَسْجَهَا
زَنْبَقَةً.
أَنْفَاسُهَا تَصَّاعَدُ هَدِيلَ وَرْقَاءٍ..
سُطُورًا
يُخَرِّقُنِي
أَنِينُ
لَهْثِي.
تُرِيقُ طُفُولَتِي عَلَى تَقَبُّبِ صَهْوَتَيْهَا..
مَا
أَظْمَأَنِي
آخِرُ
رَشْفَةٍ.
تُدَاعِبُ أُفُقِيًّا كَنْزَهَا دُونِي..
عَمِيقًا
يَعْتَرِينِي
حَنِينُ
ذَهَبِهَا.
صَبَاحُهَا بِطَعْمِ عُرْيِ كَرَزَةٍ..
أَيَّتُهَا
السِّنَّةُ
هذِهِ
ثَمَرَتِي.
مَسَاؤُهَا رِدَاءُ عَتْمَةٍ تَنِزُّ نُورًا..
تَتَعَرَّى
أَوْرِدَتِي
لِدِفْءِ
مَذْبَحِهَا.
لِوَرْدَتِهَا ذَوَبَانُ سِحْرٍ شَهِيٍّ..
شَائِكَةٌ
رَغْبَتِي
بِشَوْكِ
غَيْبُوبَتِي.
تَتَثَاءَبُ دَلَالًا كَغُنْجِ قِطَّةٍ تَتَعَاذَرُ..
تَتَوَاثَبُ
رِقَّتِي
قَسْوَةً
فَوْقَهَا.
تَتَوَامَضُ فِضَّةُ فَقْدِهَا فِتْنَةً جَارِحَةً..
لِمَ
حَلِيبُ
حُلُمِي
لِلْفَرَاغِ؟
كَأَنَّ نُعَاسَهَا خِفَّةُ أَسْرِي..
أَحْرُسُ
ثِقَلَهُ
طَوْعًا
وَكَرْهًا.
آهٍ: مَا بِهَا تِلْكَ الْقَصِيدَةُ الشَّقِيَّةُ..
تُدْرِكُهَا
الْيَقَظَةُ
كُلَّمَا
أَنْعَسَتْنِي.
بَيَاضٌ
أُحِسُّكِ..
أُحِسُّكِ
دَائِمًا..
أُحِسُّكِ
دَائِمًا هكَذَا؛
دُوَاةَ
عَتْمَةٍ تَغُوصُ فِي بَيَاضِ يَرَاعِي.
يَااااااه...
كُلُّ هذَا
الْبَيَاضِ جَسَدُكِ؟
إِذًا:
سَيَجْعَلُنِي
الشَّاعِرَ الْوَحِيدَ
بِلَا
الْأَعْمَالِ الْكَامِلَةِ.
يَظَلُّ
نَاصِعًا بَيَاضُ انْتِظَارِي..
أَلَا
يَتَوَقَّفُونَ عَنْ صُنْعِ السَّاعَاتِ الدَّائِرِيَّةِ؟
مَاذَا
سَيَحْدُثُ لِلْوَقْتِ
لَوْ سَارَ
أُفُقِيًّا
وَلَوْ
بِعَقْرَبٍ أَعْرَجَ وَآخَرَ أَعْمَى؟
أَلَمْ
تُصِبْهُمْ دَائِرَةُ الْعِشْقِ؟
حَتَّى
وَإِنْ قُطِعَتِ الشَّبَكَةُ
حَسَدَ أَنْ
لَا أَصْطَادَكِ..
مَنْ
يَسْتَطِيعُ بِمَكْرِهِ الْأَسْوَدِ
إِخْفَاءَ
صَوْتِكِ الْأَبْيَضَ؟
لَوْلَا
نُعَاسُكِ المُفَاجِئُ
قَبْلَ
انْسِكَابِ عَسَلِ الْفِضَّةِ
لَكُنْتُ
خَلَّيْتُ بَيضَةَ الْقَمَرِ طَازَجَةً
حَتَّى
مَطْلَعِ النَّبْعِ.
الَّذِي
ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنْ كَمَدٍ لَا يَرَى
أَمَّا
الَّذِي تَرَمَّدَ صَدْرُهُ فَلَمْ تَزَلْ
جَمْرَةُ
قَلْبِهِ تَنْبِضُ.
الْبُخَارُ
الَّذِي يَتَصَاعَدُ بَيَاضًا
الْآنَ
مِنْ
قَهْوَةِ قَصِيدَتِي؛
هُوَ
رَقْصَةُ
الشِّعْرِ
تَعْلُو
مِنْ
مَلَكُوْتِ الْقَصِيدَةِ.
حَتَّى
وَإِنْ كَتَبْتُكِ
بِأَزْرَقِ
السَّمَاءِ
فَوْقَ
أَصْفَرِ
الصَّدْرِ
سَتَسْتَخْلِصِينَ
بَيَاضَ صَوْتِي
بِنَحْلَةِ
أُذُنِكِ
يَتَنَاقَطُ:
أُ
حِ
بُّ
كِ
فِعْلًا
وَخَلْفًا؛
كَانَ
قَلْبُكِ الْحَافِي يَسِيرُ
فَوْقَ
ظِلَالِ
سُؤَالِي عَنْكِ
وَأَنَا
أَرْتَجِفُ قَلِقًا
أَمَامَ
أَبْيَضِ السِّجِلِ
إِلَّا
مِنْكِ.
لَمْ
أَتَمَاسَكْ
حِينَ
كَأَنَّكِ شَجَرَةُ خَوْخٍ
بَعْدَ
بَيَاضِ أَزْهَارِهَا..
كَيْفَ
لِقَطِيعِ جُوعِي
أَنْ
يَنْتَظِرَ اغْتِسَالَ ثَمَرِكِ وَقَدْ
دَنَا
فَتَدَلَّى؟
دَخَلْتِ
لِي؛
بِخُطْوَةِ
تَوْقِكِ الْخَفِيضِ
وَكَعْبِ
إِغْوَائِكِ الْعَالِي.
خَضْرَاءُ
أَمْ صَفْرَاءُ أَمْ حَمْرَاءُ..
مَا
هَمَّنِي لَوْنُ الْإِشَارَةِ
حِينَ
عَبَرْتُكِ إِلَى رَصِيفِكِ الْأَبْيَضِ
رَغْمَ
ازْدِحَامِ حَذَرِكِ.
تَعَطَّلَ
اللِّسَانُ عَنْ بَيَاضِ يَاقُوتِهِ لاِنْهِمَارِي..
يَا ..
قُوتَ .. نَارِي.
ثَمَّةَ
أَمْطَارٌ كَانَتْ
تُمَارِسُ
احْتِلَامَهَا خَارِجَ النَّافِذَةِ،
وَأَنَا
أَتَرَاذَذُ دَاخِلَ مَكْنُونِكِ
بَيَاضَ
نَبِيذٍ.
لِأَدْنَى
مِنْ
فِرَاشِ شَغَفٍ،
وَأَبْعَدَ
مِنْ
شَهْقَةٍ مُشْرَئِبَّةٍ؛
كَانَ
مَسَارُ بَيَاضِ صَهِيلِي.
كَمْ
كَانَتْ أَكْثَرَ حُرِّيَّةً
زَقْزَقَةُ
عَصَافِيرِكِ التَتَأَوَّهُ بَيَاضًا
دَاخِلَ
قَفَصِ صَدْرِي.
دَائِرَةُ
الْعِنَّابِ الَّتِي سَالَتْ
عَلَى
بَيَاضِ
الْأُمْسِيَةِ
كَانَتْ
طَقْسًا
مِنْ حَفْلِ
تَوْقِيعِ كِتَابِكِ الْوَرْدَةِ.
كُنْتِ؛
أَكْثَرَ
مِن جَسَدٍ لاِحْتِلَالِي..
كُنْتُ؛
أَكْبَرَ
بَيَاضًا فِي حُلُولِي فِيهِ.
لَمْ أَزَلْ
أُوَبِّخُنِي كَثِيرًا
لِأَنِّي
نَسِيتُ لَملَمَةَ دُرَّاقَ الْعِنَاقِ
عَنْ حَقْلِ
عَرْشِنَا.
لَا
أُرِيدُكِ أَنْ تَأْتِيَ
بِرَمَادِي..
لَا
أُرِيدُكِ أَنْ تَذْهَبِي
بِبَيَاضِي..
كَيْفَ لَكِ
حَرَكَةُ خُطْوَةٍ
وَاحِدَةٍ
وَأَنْتِ
فِيَّ؟
تَخَابُبٌ
خِيَانَةٌ
أَرْغَبُ، اللَّيْلَةَ، أَنْ أَخُونَكِ..
نَعَمْ.. هكَذَا؛
نَافِرًا مِثْلَ
شَقْاوَةِ بُرْكَانٍ
فَوْقَ
فِرَاشِ
مُخَيَّلَتِي
مَعَكِ.
غِشَاءٌ
اِفْتَضَضْتِ غِشَاوَةَ عُزْلَتِي
كَغِشَاءِ عُذْرِيَّةٍ
مُقَنْدَلٍ..
أَنَايَ، الْآنَ، زَوْجُ رُوحِنَا الْوَاحِدَةِ.
عِصْيَانٌ
آمِلًا أَنَّكِ خُلَاصَتَهُنَّ وَأَخْلَصَهُنَّ،
وَحَقًّا تَكَوَّنْتِ لِي هكَذَا..
لِذَا؛
عَصَيْتُ كُلَّ
أَوَانِهِنَّ،
وَاصْطَفَيْتُكِ شَهْقَةً؛
تَتَنَزَّهُ عَلَى
شُرْفَةِ شَفَتَيْكِ
بِكُلِّ نِدَاءِ
شَهْدٍ.
اِغْتِصَابٌ
مَاذَا سَأَفْعَلُ بِسَاقِيَتِي- الْحَنَانِ؟
أَشَعَّ الْوَقْتُ ظِلَّ عَتْمَةٍ،
وَاخْتَفَيْتِ فِي غَيْمَةِ كَيْنُوْنَتِي
إذًا..
فَلْتَسْمَحْ لِي جِهَاتُكِ بِاغْتِصَابِهَا؛
بِرِقَّةِ قَمَرٍ يَشَّاهَقُ تَنَفُّسًا
وَبَرْقَةِ إِيقَاعٍ يَتَقَوَّسُ سُنْبُلَةً.
جُمُوحٌ
بتَضَوُّعِِ رَفِيفِهِمَا وَكَرَزَتَيْ أَوَانِي
ثَمَّةَ يَمَامَتَانِ تَكْتُبَانِ؛
مُنَاخَ تَنَفُّسِ
الْبَهَاءِ/
سِيرَةَ تَمَوُّجِ
الْأَنِينِ/
فِرْدَوْسَ تَنَهُّدِ
التَّجَاذُبِ/
صَهِيلَ تَخَابُبِ
الْأَلَمِ/
سَرَاحَ تَهَدْهُدِ
النَّدَى/
.....
كَيْفَنِي لَمْ أَزَلْ أُحَاوِلُ تَهْجِئَتَكِ؟
عُرِيٌّ
تَفَاجَأْتُ/
حِينَ عَرَّيْتُكِ..
تَفَاجَأْتِ/
حِينَ سَتَرْتُكِ
بِعُرْيِي.
دَلَالٌ
يَتَغَنَّجُ عِطْرُكِ؛
مِنْ تُوَيْجِ نَشْوَتِهِ
إِلَى مَتَاهَتِي
الشَّائِةِ..
يَتَرَاقَصُ صَخَبِي؛
مِنْ عُلُوِّ نَارِهِ
إِلَى مَوْقِدِكِ-
انْطِفَائِي.
أَلَـمٌ
اِنْفِرَاجٌ يَتَرَبَّصُ لُعَابَ بَصَرِي..
اِنْتِشَارٌ يَتَرَيَّضُ بَيْنَ مُمَدَّدَتَيْنِ..
اِنْفِلَاتُكِ إِلَى كُلِّ الجِهَاتِ..
.....
أَنَا أُنَاثِرُكِ أَلَمَ لَذَّةٍ..
أَنْتِ تُشَاعِرِينَ شَهِيَّتِي.
مُرَاوَدَةٌ
أَصْعَدُكِ/ مِنْ أَعْلَى
إِلَى أَسْفَلَ
أَنْسَابُ/ أَغْصَانَكِ ثَمَرَةً
ثَمَرَةً
أَشْبَعُكِ/ وَلَا أَقْطُفُكِ
لِهذَا؛
يَظَلُّ شَبَعِي
جَائِعًا إِلَيْكِ.
خُشُوعٌ
هَبِينِي أَتَنَزَّلُ
عَلَيْكِ
سَوْطًا حَانِيًا
ثُمَّ أُنْصِتُ إِلَى هِرَّةِ خُشُوعِكِ
مِنْ شِدَّةِ شُبَاطِهَا.
اِمْتِزَاجٌ
شَرِهَةٌ أَصَابِعِي بِفُحُولَةِ حُضُورِهَا..
لَسْتُ أَشْتَهِي سَخَاءَ سُكَّرِ هَوَائِكِ لِأَمْزِجَهُ
بِمَاءِ حُلُمِي/
فَقَطْ؛
أُرِيدُكِ أَنْ
تَبْخَلِي بِالْغِيَابِ.
غَيْبُوبَةٌ
يُدَاعِبُنَا حُضُورُنَا المَبْتُورُ؛
فَنَتَلَهَّى بِغَيْبُوبَةٍ نُعَاوِدُهَا،
وَنَتَعَدَّدُ عَلَى غِيَابِهَا..
كَمْ يُحْزِنُهَا تَرْكُنَا نَفْتَرِقُ
عِنْدَ الْتِقَاءِ آخِرِ قُبْلَةٍ.
كَمَانٌ
لَكِ شَكْلُ المُوسِيقَى؛
يَصَّاعَدُ مِنْ حَسْرِ يَدَيَّ/
وَمِنْ خَلْفِي؛
أَوْتَارُ أَصَابِعِكِ النَّجْلَاءُ
تَسُوطُ:
كَمَانْ.
بَصَمَاتٌ مِنْ نَوْسَةِ ضَوْءٍ
فَوْقَ الصَّدْرِ/
وَتَحْتَ ظِلَالِ مُرُورِي؛
تَكْرُزُ كَرَزاتُكِ نَحْوَ فَمِي،
أَيْ نَحْوَ:
كَمَانْ.
يُزْحِفُنِي جَبَرُوتُ الضَّعْفِ؛
كَمِحْرَاثٍ يُسْهِبُ فِي سَهْلِ
اللَّهْفَةِ/
إِذْ يَشْطُرُنِي حَدُّ أَنِينِكِ؛
هذَا المَشْدُودُ لِطَعْنِ
الطُّعْمِ بِحَجْمِ حَنِينِي/
لِعُرْيِ:
كَمَانْ.
مُنْفَرِجٌ فَجْرُكِ ذُو
السَّاقَيْنِ الخَيْلِيَّةْ/
وَكَذَا يَعْلُو بِنَوَارِسِ
دَفْقِي؛
كَي تَهْبِطَ فَوْقَ مُبَالَاتِكِ
عَطْشَى/
(أَيَّتُهَا السَّاحِرَةُ
المُنْثَالَةُ طَلًّا)
بِرَشَاقَةِ دَنْدَنَةِ أَنَاكِ:
كَمَانْ.
أَتَذَوَّقُ، فَجِعًا، مَلْمَسَكِ
الثَّرَّ/ أَنَا؛
نِصْفُ الدَّمْعَةِ، جَائِعَةً، فِي
صَحْنِ نَشِيجِكِ
نِصْفُ الْقَطْرَةِ، دَائِخَةً، فِي
حِضْنِ شِبَاكِكِ
أَبْكِي فَوْقَكِ؟ أَمْ
أَنْزِفُ فِيكِ عَلَى وَقْعِ:
كَمَانْ؟
عَرَقُ الْيَاقُوتِ..
زَبَدُ المُنْحَنَيَاتِ..
مَاءُ التَّحْنَانِ..
لَيْسَتْ تَكْفِي فِي سَطْرِ
السَّاعَةِ إِمْلَائِي/
شَفَتَانِ تَشُدَّانِ:
كَمَانْ.
مَاذَا قُدَّامِي، حِينَ الْآمَالُ
الرَّطْبَةُ
فِي عَرْشِ الرَّغْبَةِ تَتَلَوَّى
بِنِدَاءِ ذِرَاعَيْهَا،
وَأَنَا أَغْلِي كَحَلِيبِ إنَاءٍ،
وَأَفُورُ/
سِوَى أَنْ أَخْضَعَ
كَي أَرْضَعَ مِنْ ثَدْيِ:
كَمَانْ؟
الْوَقْتُ يُخَمِّشُنِي وَأَنَا
أَتَصَفِّحُ أَجْنِحَتِي
فِي عُرْسِ فِرَاشٍ وَفَرَاشٍ؛
مَا شَكْلُ اللَّوْنِ؟ يُسَائِلُنِي
شَغَبًا..
لَا رَدَّ لَدَيَّ/
أَعِيرُ الْأُذُنَ لِرَقْصِ:
كَمَانْ.
مَا
قَبْلُ
رَوَاغٌ
(1)
لَا تَدَعِيهِ
يَشْعُرُكِ
- هذِهِ اللَّيْلَةَ -
أَنَّكِ وَحْشٌ
ضَئِيلٌ،
وَجَنَازَةُ
سَرِيرٍ أَعْمَى.
(2)
الْبَيَاضُ الَّذِي
هَبَّ فُجْأَةً
- مِنْ فَرَاغِهِ -
لَمْ يَكُنْ
يَسْتَطِيعُ ابْتِلَاعَهُ
بِلَمْسِةِ
عَيْنٍ يَتِيمَةٍ،
وَبِأَرْمَلَةٍ
سَوْدَاءَ مُبْهَمَةٍ.
(3)
لَهَا فُتْحَةٌ
لِغَزْوَةِ
إِصْبَعَيْنِ مَعًا
وَثَالِثٍ مِنْهُ
لِافْتِضَاحِ
رَائِحَةِ رَوَاغِ وَرْدَتِهَا
أَمَّا الَّذِي سَالَ
عَلَى
خِدْعَةِ فَمِهَا
- مِثْلَ ذِئْبٍ
خَافِتٍ -
قَصَفَ فِرَاءَهُ
هَلَعًا
مِنْ
حَرَاشِفِ غَيْبُوبَتِهَا.
(4)
بَحْرٌ
يُحَاوِلُ
مِقْيَاسَ رَسْمِهَا
بِاسْتِطَاعَتِهِ
الدَّاكِنَةِ،
وَهُوَ
- إِذْ يُفْشَلُ،
دَائِمًا، بِتَصْغِيرِهَا فَزَّاعَةَ حُلُمٍ-
يُنْدِي لَهَا جَبِينَ
مَهْبِطِهَا
بِزَبَدِهِ
المَحْرُوقِ.
(5)
تُحَاوِلُ ابْتِلَاءَهُ
بِقُصْفَةِ صُرَاخٍ مُمَغْنَطَةٍ
لكِنَّهُ..
أَصْبَحَ
أُذُنَ ارْتِيَابٍ ثَرِيٍّ،
وَلِحُزْمَةِ مَا
سَخِرَتْ مِنْهُ أَسْلَاكُهَا الرَّطْبَةُ
لَمْ تَعُدْ تَصْلُحُ
حَتَّى
لِنَشْرِ
غَسِيلِهَا الْأَبْكَمِ.
(6)
صَافِنَاتُ الْحَوَاسِّ
أَمْ؛
أَجْوَفُ رَوْنَقِهَا
الَّذِي يَصْهُلُ فِيهِ
نِدَاؤُهُ
الشَّمْعِيُّ
بِفُرُوسِيَّةٍ
مُنَكَّرَةٍ؟
(7)
يَاااااااااه..
كَيْفَ ابْتَلَعَ كَمَّ
مَسَامِيرِ فِتْنَتِهَا
وَلَمْ يَزَلْ
شَجَرَةَ
غِنَاءٍ
لَمْ
تَتَمَعْدَنْ بَعْدُ
وَلَنْ...
خَشْخَاشٌ
الْهَوَاءُ أَمَامَ
عَتَبَةِ الْوَقْتِ
كُتْلَةُ احْتِوَائِي
الصَّافَّةُ/
(عِتَاَبٌ
عَلَيْهِ أَمْ عَلَيَّ؟)
فَاذْكُرِي شَقْوَةَ الضَّوْءِ
فِي بُرُوزِ
أَعْصَابِهِ/
(كَأَنْ لِلرُّوحِ فِيهِ خُيُوطًا تَتَكَهْرَبُ)
أَيَّتُهَا
التَّضَارِيسُ الَّتِي
لَمْ أَخُنْهَا بَعْدُ/
(هَلْ
أُرِيدُ؟)
وَلَمْ تَسْرِ
أَنْفَاسِي إِلَى
مَكْمَنِهَا
الضَّئِيلِ/
(نَضُجَتْ
مَكِيدَتُهَا)
مُنْذُ بِلَّوْرَةٍ مَرِحَةٍ
ابْتَرَدَتْ فِي
اصْطِيَافٍ/
(لَعْنَةٌ
هُوَ الدِّفْءُ؟)
فَارْتَدَتِ النُّعَاسَ
اخْتِبَاءً/
(ظِلُّهَا
سَائِلٌ حَارٌّ)
فَاسْتُلَّ لَهْثُ
قِمَاشِي.
أُقَلِّمُ شَوْكَةَ
الْغَسَقِ بِكِتَابِ الْحَنِينِ..
مَا مِنْ مَسَاءٍ
إِلَّا وَأُخْدُودُهُ نَافِرٌ
كَنَصْلٍ
أَعْشًى
- إِذًا؟
-...
لَا يُقْرَأُ اللَّيْلُ
بِرُطُوبَةِ وِسَادَةٍ فَقَطْ؛
هذِهِ مُرَاهَقَةٌ تُ
رَ
ا
قُ
عَلَى
مَنْفًى
يَتَنَفَّسُ
صُعُودًا
عَبْقَرِيًّا
كَمْ أَنْتِ زِحَامٌ
فِي رُدْهَةِ عَتْمٍ..
كَمْ أَنَا رُخَامٌ
بِنَقْشِ انْتِظَارٍ.
تَذَكَّرْ..
- أَيُّهَا الْغَامِضُ
فِي فَرَاغِ رَحْمٍ-:
ها أَنَذَا أَشُدُّكَ
إِلَيَّ
بِصِيغَةِ حَامِضِ
نَهْرِي؛
ذلِكَ الَّذِي
يُسِيلُنِي
مَقْذُوفًا نَحْوَ مَتَاهَةِ فَرَاغٍ
...
لِمَ كُلُّ هذِهِ
الاهْتِزَازَاتِ الضَّالَّةِ
عَلَى
شَفَا
جُرُفِ الْبِدَايَةِ؟
وَكُلُّ تِلكَ
المَسَااااااااااافَااااااااااتْ ..
المَسَا ..
فَاتْ..
الَّتِي مَشَتْنِي
بِكَامِلِ حُفْيِهَا وَثُقُوبِ وَهْمِي؟
كَأَنْ لَمْ يَكُنْ
صُبْحٌ سَيَأْتِي
- ذَاتَ
نَوْمٍ -؛
بِدَوَرَانِ بَيَاضٍ
حَوْلَ بِذْرَتِهَا
أَوْ ..
بِاهْتِيَاجِ ثَغْرٍ مِلْءَ
وَرْدَتِهِ.
أُبَّهَةٌ
مُسْتَكِينَةٌ
كَأَنْ تَضَارِيسَهَا
مَأْسُورَةٌ
بِاجْتِذَابِ نَفْحَةِ
الصَّدَى
...
تَصْحُوْهَا؛
مِثْلَ
قَهْوَةِ صُبْحٍ
تَفْتُرُ
قَبْلَ تَقَوُّسِ الْفَمِ
أَوْ/ ...
هِرَّةِ
ضَجَرٍ
تَتَمَطَّى
أَمَامَ فَأْرِ اغْتِصَابٍ
...
- التَّضَارِيسُ: لَمْ
أَعُدْ أَتَلَعْثَمُ فِي الْأَدَاءِ
- المُنَاخُ:
أَتَوَازَنُ فِي لَسْعَةِ الْبَيَلُوجْيَا
...
كُنْ أَيَّ شَيْءٍ،
إِذًا، أَيُّهَا اللَّوْلَبِيُّ الْحُلُمُ
كُنْ..
سِوَى نَكْهَةِ
الْحَلِيبِ يُرْشَقُ
إِلَى بَهَائِهِ.
● عَتْمَةٌ تَتَأَوَّهُ..
غَيْمَةٌ فِي
نَفَاسِهَا..
كِتَابَةٌ تَتَشَابَقُ
تَكْوِينًا..
رَابِعُهُمْ لَمْ
يَكُنْ
كَلْبَ اللَّهْثِ.
● (وَضَّاحُ)
الصُّنْدوقِ
- يَا (عَيْنَ
اللَّيْلِ) -
لَمْ يَزَلْ
فِي
الْقَاعِ.
● فَرَاشُ خَشْخَاشِ الْأَسَى يَنْحَنِي
فَوْقَ
عَثْرَتِي؛
قَوْسَ قُزَحٍ مَمْزُوجًا
بِاللَّازَوَرْدِ.
● الْخِيَانَةُ
كِتَابًا لَمْ يَصِلْ
رُبَّمَا لِأَنَّ
الْبَرِيدَ
يَتَعَمَّدُ إِضَاعَةَ
الْـ password .
تَطُولُ إِقَامَةُ
الْهُوَّةِ بَيْنَـ
(ـنَا)
أَكْثَرَ مِنَ افْتِرَاضِي
أُحِسُّهَا شَجَرَةَ
وُسْوَاسٍ
تُثْمِرُ سَاعَاتٍ
ضَيِّقَةً فِي الْمِعْصَمِ..
كُلَّ أَمْسٍ
تَهَيَّأْتُ
لِلْمَشْهَدِ نَفْسِهِ؛
مَوْعِدٌ فِي
أَجِنْدَةٍ ذَاتِ أَوْرَاقٍ مُتَشَابِهَةٍ.. شَارِعٌ بِرَصِيفٍ وَاحِدٍ
وَمُعَطَّلٍ.. كُرَاتُ زَبَدٍ مُغْتَبِطَةٌ بِفَرَارِهَا مِنْ نَرْجِسَةٍ فِي
سِنِّ يَأْسِهَا.. صُبَّارَةٌ تُسَيِّجُنِي هِيَ حَدِيقَةٌ كَامِلَةٌ.. أَوْرَاقُ
عُشْبٍ مَأْكُولَةٌ بِأَقْدَامِ عُشَّاقٍ نَزِقِينَ.. نَافُورَةُ بِرْكَةٍ
مُطْفَأَةُ الشَّهْوَةِ.. سَطْحُ طَاوِلَةٍ تَرْفَعُهُ قَوَائِمُ ظِلٍّ.. نَادِلٌ
أَعْمَى لَا يَرَى سِوَانَا بِعَرَجِ عَصَاهُ.. أَكْوَابُ عَطَشٍ قَلِقٍ بِلَا
قِيعَان.. سِكِّينٌ وَشَوْكَةٌ يُمَارِسَانِ لَذَّةَ الْجُرْحِ الأَوَّلِ..
شَمْعَةٌ عَذْرَاءُ فِي دَوْرَتِهَا الشَّهْرِيَّةِ.. وَفَاتُورَةُ حِسَابٍ
مَفْتُوحَةٌ عَلَى الْأَبَدْ..
وَلَمْ
نَكُنْ
أَحَدْ.
رَغْوَةٌ
لَا أَحَدَ يَشُدُّهُ
إِلَيْهِ
فِي
مَسَائِهِ الضَّيِّقِ
فَحِينَ وَصَلَهُ
انْتِظَارُهَا
رَأَى الْفَرَاغَ
يَتَفَرَّسُ مَلَامِحَهُ،
وَسَمِعَهُ هَمْسًا:
كَأَنَّهُ...
هُوَ.
كُتْلَةُ الرَّغْبَةِ الْقَاسِيَةِ/
الْقُصْوَى
تَسْتَلْقِي
- بِكُلِّ
حَاسَّتِهَا الْوَاحِدَةِ -
فَوْقَ
زَغَبِهَا المُجَفَّفِ
فَيَحْتَرِقُ هُوَ،
وَلَا دُخَانٌ لَهُ
يُرَى.
عَشْرُ دَقَائِقَ
كُلُّ
سَاعَتِهِ..
عُشْرُ ثَانِيَةٍ
لَمْ
تَكُنْ..
عُشْرُونَ حُفْرَةً
فِي
وَاحِدَةِ حُفْرَتِهَا؛
أَرْبَعٌ تَوَرَّدَتْ
بِسُوقِ: آهٍ
وَالْأُخْرَيَاتُ؟
دَائِمًا
وَحْدَهُ
فِي مَزَادِهَا.
كَيْفَ تُرِيدُهُ
نَهْرًا
دُونَ
مَاءٍ؟
كَيْفَ يَقْبَلُهَا
عَيْنًا
دُونَ
نَظْرَةٍ؟
ثَمَّةَ انْفِصَامٌ
لَمْ يَزَلْ
يَمَسُّهَا مِنْ شَرْخِ
وَرْدَتِهَا..
ثَمَّةَ تَرَاكُمُ
سُؤَالٍ يُغِيرُ عَلَيْهِ:
حَتَّى وَإِنْ كَانَتْ
تَعِيشُهَا دَغْلًا
كَيْفَ يَعْبُرُ ثَورٌ
بِبَلَاهَةٍ
فَوْقَ
هِرَّتِهَا
الشَّاعِرَة؟
إِجَّاصَةً/
تَنَبَّأَهَا
إِجَّاصَةً/
أَتَتْ،
وَلَمْ يَكُنْ لِفَمِ
الْعَيْنَيْنِ سِوَى
لَمحَةِ خَيْطَيْنِ
يَلْتَصِقَانِ بِرَأْسَيْهِمَا
تَحْتًا
قَبْلَ أَنْ يَ
نْ
زِ
فَ
هُ
- وَدَاعًا
-
أَسْفَلُهُ.
كَأَنَّهُ عَطَشٌ
تَتَشَرَّبُهُ
فَخَّارَةٌ مَسْلُوخَةٌ،
وَلَا عِتْقَ مِنْ
ثُغَائِهَا؛
هذَا الَّذِي
يُ
فَ
تِّ
تُ
حُنُوَّ
ذِئْبِهِ
حَتَّى فِي غِيَابِهَا
وَعَمَائِهِ.
يُجْلِسُهَا
عَلَى
رُزنَامَةِ المَاءِ
وَرَقَةً.. وَرَقَةً؛
وَاحِدَةً
تَخْرُجُ
مِنْ بَيْنِ الْأَصَابِعِ
أُخْرَى
تَلْتَصِقُ
بِاسْتِغَاثَةِ حُمَّاهَا
وَعَلَى الرَّغْمِ
مِنْ...
لَمْ يَنْجَحْ - بَعْدُ
-
فِي تَثْبِيتِهَا
بِمِسْمَارِ رَغْوَتِهِ.
كَأَنَّهَا عُصْفُورَةُ
سَهْوٍ
تَحُطُّ
- كُلَّ
مَرَّةٍ -
عَلَى
شِبَاكِ سَاقَيْهِ
وَلَمْ تُلَامِسْ
طَعْمَ الطُّعْمِ
بَعْدُ.
... ،
... ،
... ،
وَلَمْ يَزَلْ
وَلِيدُهُ
فِي
فُوَّهَةِ يَدِهِ؛
أَيُمْسِكُهُ
عَلَى
قَلَقٍ؟
أَمْ ..
يَدُسُّهُ
فِي
الْغُبَارِ؟
وَرْدَةٌ.. مِنْ
أَظَافِرَ
بَسْمَةٌ.. مِنْ إِبَرٍ
شَهْوَةٌ.. مِنْ شَوْكٍ
حِضْنٌ.. مِنْ سِيَاجٍ
وَ ...
سَاعَاتٌ.. بِلَا
زَمَنٍ
رَجْفَاتٌ.. بِلَا
جَسَدٍ
دَفْقَاتٌ.. بِلَا
مَرْفَأٍ
عُصَارَاتٌ.. بِلَا
رُطُوبَةٍ
وَ ...
أُنُوثَةٌ.. فِي وَهْنٍ
ذُكُورَةٌ.. فِي
مَتَاهَةٍ
حَمْلٌ.. فِي نِسْيَانٍ
وِلَادَةٌ.. فِي وَهْمٍ
...
أَهذِهِ كُرَّاسَةُ
الْحَيَاةِ
أَمْ..
أَبْجَدِيَّةُ
الْعَدَمِ؟
- لَوْ كُنْتَنِي...
- لَوْ كُنْتِنِي...
وَلَا إِنَاءَ لَهُ فِي
سَرِيرِهَا الْجَنَّحَتْهُ
لِأَوِّلِ جُثَّةٍ
عَابِرَةٍ..
وَإِذْ يَمُوتُ
فَوْقَ
كُرْسِيِّهِ
- كُلَّمَا
اشْتَهَتْ -
لَا تَنْتَهِي مِنْ
قَتْلِهِ بِدَائِهَا السُّؤَالِ
مِثْلَ لَـمْسَةِ يَدٍ
مَضْمُومَةٍ
عَلَى
تَنْهِيدَةٍ
ضَائِعَةٍ.
هَـ.. لُمَّ.. نِي كِ
سْ رَ ةً
كِ سْ رَ ةً
إِذْ.. قُ طِّ عَ تْ
أَزْرَارُ عُرْيِي
بِثَوْرَيْ يَدَيْهِ،
وَابْدَأْ.. نِي
مِنْ غِلَافِ
الْأَثِيرِ الَّذِي شَكَّلْتَنِي
قَالَتْهُ.. لكِنْ؛
لَمْ تَصْعَدْ قِطَارَ
جُرْأَتِهَا،
وَتَرَكَتْهُ أَعْشًى
يَقْطَعُ ضِفَّتَيْ
سِكَّتِهَا
بِالطُّولِ.
زَوَالٌ
سَتَذْهَبُ
[ذَاتَ
يَوْمٍ مَضَى غَدُهُ]
إِلَى جُمْلَتِكَ المَرِيضَةِ؛
تِلْكَ
الْآيِلَةِ
إِلَى
عَادِيَّةِ الْبَسْطِ
تَحْتَهُ
كَخُشُوعِ شَمْعَةٍ مُشْرَئِبَّةِ الذُّبَالَةِ،
وَالْتَتَنَفَّسُ بِخَيَاشِيمِ وَرْدَةِ الْعَتْمِ
الضَّئِيلَةِ
دُونَ سَاقَيْكَ،
وَبِقَلْبٍ مُثَقَّبٍ بِاجْتِرَارِ الْحَنِينِ،
وَطُرُزِ الضَّحِكَةِ الْوَاحِدَةِ
المَصْبُوغَةِ بِأَحْمَرِ الْوُجُومِ
لِتَنْزِعَ قُبَّعَةَ الْبَرَاءَةِ الْتَهَكَّتَتْ سِيْرَةُ
انْتِظَارِهَا..
حِينَ ذَاكَ؛
سَتَرَى كَمْ كُنْتَ
شَقِيًّا وَصَالِحًا لِلتَّوَهُّمِ، مِثْلَ زُجَاجِ حَدَقَةٍ أَعْمَى..
أَيُّهَا الشُّعُورُ بِهَا.
ثُمَّ:
سَتَنْتَقِلُ إِلَى
نَثْرَنَتِهَا بِافْتِضَاحٍ يُضَرِّجُ قِمَاشَ وَجْهِهَا
كَخَجَلِ ثَمَرَةٍ تَتَعَاذَرُ قُبَيْلَ لَمسَةِ
النُّوَاةِ..
فَكُنْ حَيْثُ لَا تَكُونُ،
وَلَوْ
بِضَجَرِ ثَعْلَبٍ يَلُوكُ مُخَيَّلَتَهُ،
وَبِرَخَوِيَّةِ
أَعْضَائِهَا تِجَاهَكَ، فَقَطْ..
أَيَّتُهَا الشَّرِهَةُ الْيَابِسَةُ.
وَبَعْدُ؛
سَتُرِيقُ
رَ
ذَ
ا
ذَ
كَ
عَلَى
نَشَاءِ
اسْتِشْـ .. عَارِهَا
عَنْ بُعْدِ
سُلَّمِ
هُبُوطِكَ
إِذْ إِنَّ دَرَجَاتِهِ اللَّزِجَةَ
مُتَاحَةُ الرَّحْمِ لـِ(آخَرَ) هُوَ لَمْ يَكُنْ أَنْتَ،
وَأَنْتَ
تَ تَ نَ ا ثَ رُ
طَائِرَ ضِيقٍ حَارِسًا حُلُمًا
لَا يُطِلُّ عَلَى
شَفَافِيَّةِ أَهْدَابِ انْفِرَاجِ شُرْفَتِهَا الْوَاطِئَةِ
كَأَنَّكَ اخْتِدَاعُ ظُلْمَتِهَا الْتُعْتَمُ
بِسَائِلِ ضَوْئِهِ
الْأَبْلَهِ،
وَلَا يُضِيئُهَا سُؤَالُكَ المُنْتَصِبُ الْأَمَلُ..
أَيُّهَا الْعَاثِرُ بِظِلِّكَ الْعَمُودِيِّ.
إِذًا..
سَتَخْرُجُ مِنْهَا؛
لِتُولَدَ دُونَ حَبْلٍ سُرِّيٍّ
يَلُفُّ فِكْرَتَكَ
الطَّائِشَةَ الْجَمَالَ
فَلَا فُسْحَةٌ فِيهَا
لِتَقُودَ عَصَاكَ نَحْوَ انْفِرَاجِ مَرْمَرِ الْعِتْقِ
ثَانِيَةً
مِنَ انْكِمَاشِ نِدَائِكَ المُتَكَرِّرِ
لَوْثَةً إِثْرَ
لَوْثَةٍ
عَلَى
نَدَّاهَةٍ فِي رَتِيبِ إِيقَاعَاتِهَا،
وَلْتَكُنْ؛
لِلصَّهْوَةِ
الْتُغَيَّبُ فِيكَ نَظْرَةُ الانْصِرَافِ
مِنْ تَضْفِيرِ
حَمَائِمِ الشَّهْدِ الْبَلِيغَةِ
حَيْثُ لَا سَمَاءَ،
وَ ..
حَيْثُ لَسْتَ أَنْتَ.
سَأَمٌ
مَا الَّذِي
أَثَارَكَ لِوُلُوْجِ بَاطِنِ مِرْآتِكَ؟
أَكُنْتَ
تَظُنُّ أَحَدًا غَيْرَكَ
/ غَيْرَ
مُشْبَعٍ /
فِي
ارْتِبَاكِ فِضَّتِهَا؟
حِينَ
رَفَعَتْ كَأْسَ الْغِيَابِ إِلَى غَيْبُوبَةِ فَمِهَا
لَمْ تَكُنْ
لِتُدْرِكَ أَنْتَ
/ حِينَهَا
/
مَنْ
يَشْرَبُ مَنْ؟
لَمْ تَزَلْ
تَمُدُّ يَدَكَ إِلَى كَتْعَتِهَا..
أَمِنْ
قِصَرِ نَظَرِ ابْتِلَائِكَ
/ أَمْ /
مِنْ طُولِ
بُخْلِهَا؟
زَهْرَةُ
حَنِينِهَا الْكَابِيَةُ
تَتَنَدَّى
مِنْ جَبِينِ تَعَبِكَ؛
/ تِلْكَ
مُحَاوَلَتُهَا المُتَكَرِّرَةُ /
لِتُبْقِيَكَ
مَعَهَا وَدُونَهَا فِي آنٍ.
تَسْتَلْقِي،
مُرْغَمًا، عَلَى ذُهُولِكَ فِي حَدِيقَةِ الْإِثْمِ..
هكَذَا
تُتِيحُكَ لِثِمَارِهَا
/
الْتَشْتَهِيكَ /
وَلَا
تُبِيحُكَ حَتَّى لِخَرِيفِهَا.
كَأَنَّكَ
قَلَمُ رَصَاصٍ مِنْ خَشَبِ الْقَلْبِ..
كَأنَّهَا
مِبْرَاةُ خَوْفٍ مَثْلُومَةٌ؛
/ دَائِمًا
/
تَقْصِفُكَ
عَلَى بَيَاضِ وَعْدٍ.
تَفْجَؤُكَ
بَعْدَ انْهِمَارِ سُعَالِ الْأَصَابِعِ،
وَانْهِيَارِ
سَيْلِ الْأَسْئِلَةِ:
/ - كُنْ
ضِفَّتِي الْوَاحِدَةَ.. لكِنْ/
دَعْ
مَوْجَكَ فِي خِزَانَةِ الثَّلْجِ.
تُشَرِّدُ
شِرَاعَ الْفَرَحِ قَبْلَ الْوُصُولِ،
ثُمَّ
تَسْأَلُ بَسْمَتَكَ بِعَيْنَيْهَا
/
اللَّاتَرَاكَ:/
- لِمَ
أَنْتِ دُونَ شَفَتَيْنِ؟
وَرْدَةُ
النَّارِ مَتْرُوكَةٌ عَلَى جُثُوِّهَا،
وَأَنْتَ
مَنْهُوبُ مَاءِ الرُّؤَى
/ مُنْذُ
انْفِلَاتِ تَوَازِي السَّاقَيْنِ /
دَاخِلَ دَائِرِيَّةِ
الْخُطَى.
جُويسْ
جُويسْ
الْحَدِيقَةُ لَمْ
تَزَلْ
عَلَى
أَوَانِهَا المَرِيضِ
تَطْرَحُهُ جَمْعًا
ثَمَرَةً وَاحِدَةً
عَلَى
وِسَادَةٍ
شَرِهَةٍ لِأَرِيكَةٍ جِنِّيَّةٍ
كَأَنَّهَا آنِيَةُ
دَمٍ يَغْلِي
فِي تَخْصِيبِ خرِيفٍ..
...
وَهِيَ لَمْ تَضَعْ
رَأْسًا فَوْقَهَا
مُذْ مَرَّ
انْسِحَابُهُ عَلَى
عَجَلَتَيْ عَيْنَيْهِ الشَّائِهَتَيْنِ،
وَمُذْ كَانَ يَرْصِفُ
نَحْوَهَا
أَجْنِحَةً
حَافِيَةً.
تَ
هْـ
بِ
طُ
سَلَالِمَ الْأَمَلِ
دُفْعَةً تَتَكَرَّرُ
مِثْلَ مَوْجَةٍ
تُتْقِنُ دَلَالًا
عَلَى
خَلِيجِ
دِلْتَاهُ..
تُسْرِعُهُ
بِاضْطِرَابِ نَظْرَتِهَا
المَائِلَةِ..
كَأَنَّهَا تُطَارِدُ
حَلَقَةَ دُخَانٍ
بِشَهْوَةٍ
عَرْجَاءَ
وَ ..
سَاقَيْنِ مِنْ طَمْيِ
خَزَفٍ.
يَطُوفُهَا حَفِيفُ
ذَاكِرَةٍ قَلِقَةٍ
مِثْلَ
فُلْقَةِ قَمَرٍ
تُسْحَلُ
انْبِهَارًا
فَوْقَ
كَيْنُوْنَةِ
لَيْلِهَا الْخَشِنِ..
...
وَإِذْ تُرَوَّعُ
بُومَتَا صَدْرِهَا الْبَيْضَاوَانِ
يَنْتَفِضُ
خُسْرَانُهَا
بِطَلَاقَةِ
قُبَّرَةٍ تَلُوكُ مَشِيمَتَهَا.
بُؤْرَةٌ تَتَلَصَّصُ
بِانْدِفَاعِ أَنْيَابِهَا
تُشِعُّهَا رَائِحَةَ
بَنَفْسَجَةٍ
فِي عُزُوفِ
لَوْنِهَا
كَأَنَّهَا رِيشَةٌ
تَغْمِزُ
سَرِيرًا طَائِرًا
بِفُحُولَةٍ
مَعْقُوفَةٍ..
...
لَسْتُ جَسَدًا
- فَقَطْ -
لِأُشْوَى
بِجَمْرَتِي الطَّائِشَةِ
أَوْ ..
لِتُلْتَهَمَ
"وَجْنَتِي السَّمَاوِيَّةُ"
كَقُرْصِ جِبْنَةٍ مِنْ
حَلِيبِ شَاةٍ مُرْضِعَةٍ
"كُنْتُ أَصْرُخُ
دُونَ أَنْ أَفْتَحَ فَمِي
لِأُشَرِّعَ رَأْسِي
عَلَى اللَّيْلِ"
...
وَأَجِنُّكَ.
"مَكَائِدُ
يَدَيْكَ الْعَمْيَاءُ
فَوْقَ نَهْدَيَّ
المُرْتَعِشَيْنِ
الْحَرَكَاتُ
اْلبَطِيئَةُ لِلِسَانِكَ المَشْلُولِ
فِي أُذُنَيَّ
المُجَيَّشَتَيْنِ لِلْعَوَاطِفِ
كُلُّ فِتْنَتِي
الْغَارِقَةُ فِي عَيْنَيَكَ دُونَمَا بُؤْبُؤَيْهِمَا
المَوْتُ فِي بَطْنِكَ
وَهُوَ يَلْتَهِمُ دِمَاغِيَ
كُلُّ هذَا يَجْعَلُ
مِنِّي آنِسَةً غَرِيبَةً"
ها أَنْتَ
إِلَى
زَوَالٍ
- مِثْلَ دَبَقٍ
تَعَرَّشَنِي خِلْسَةً -
أَغْسِلُهُ بِعَضَّةِ
الْقَلْبِ..
ها أَنَا
- فِي انْفِلَاتِكَ-
بَقِيَّةٌ كَامِلَةٌ.
إِشَارَةٌ:
الْعِبَارَاتُ الشِّعْرِيَّةُ الَّتِي بَيْنَ أَقْوَاسٍ هِيَ لِلشَّاعِرَةِ جُويسْ
مَنْصُور مِنْ مَجْمُوعَتِهَا "صَرَخَاتٌ"، تَرْجَمَةُ: رَشِيد وَحْتِي.