الرئيسية » , » لمحات من نور | مي حواس | العدد الثالث والعشرون | كتاب الشعر

لمحات من نور | مي حواس | العدد الثالث والعشرون | كتاب الشعر

Written By غير معرف on الأحد، 31 مارس 2013 | مارس 31, 2013



















لََََِمَحاٌتٌٌ من نور




ميّ حواس





لمحات من نور





لمحات من نور

الطبعة الأولي : 2008
جميع الحقوق محفوظة
مطبعة "                   "
العنوان :






تصميم الغلاف : الفنان التشكيلي / طارق حواس
خطوط : محمد منصور






يا عبد لا تُعن علي مسألتي فتكون كالطالب مفرا مني

النفري





لمحات من نور



كل ما منكَ أجمل من كل ما بدا


لقد تَكَلَّم كل شيء حولي
يحاول جذبي لجوهَرِه
ويدعوني لنفسه
ولا يتجاوز حدودَ كيانه
حيث سحرُ التكوين
ودقةُ الإبداع





ليسَ لَك
 فكل ما لَك
وتظنه لَك
قد كان وسَيَكون بِدونك

فاتركه واترك كل مايمْتَلكُكَ
لتَمْلُكْه
ويكون رهنك









ليسَ لَكْ  ...

لا أعلم  كيف  لا تعشق
 كل ما يمنح الحياة
كل ما يلهم  روحك
بسر الحياة
لا أعلم كيف ترقب صخب الحياةِ
ولا تبصر صمودَ  تسبيحِ
كلِّ نَجْمٍ في السماءِ
أو لا ترْهَفُ  للِطفِ مناجاة ِ
الأرضِ والسماء
كيف لا تَلْمَحُ  أطيافًا
من ومضاتِ أرواحٍ محبةٍ للخلود
ألا تعني كلُّ لحَْظَةٍ لَكَ
لا نهائيةً في الزَّمان ؟
كيفَ تَحَوَّلتْ سماءُ النُّجومِ
سماءُ الآلاء والأمطار
الي ساحةٍ لتعاركٍ  ؟
بلا نبلٍ وبلا  فُرْسانْ ...
...




كل أرض هي أنتَ

كل مكان لك
ما دمت ذلك الكيان
المسمي انسان



"أنا الأرضُ والأرض أنتِ"

محمود درويش
        
كيف صارت أرضُ الريحانِ
أرضُ الأنبياءِ
ساحةً لقتالٍ بلا أشراف ؟
قتالِ اللامبدأ واللاقيمة
تراقُ من أجلها الدِّماء...

كيف هانَتْ أرواحٌ ؟
حتي فَقدتْ كل ما بها من حياة
انتحارًا بطيئًا  تعيشُهُ ...
ليأْسِها الموهومِ ...
من وصالِ مانِحِها الحياة.
لا تُصَدِّق كُلُّ خُطَبِ الحُروبِ ...
 عبودية لِبَريقِ الصوْلجان والمال...
لا ترهفْ لصَخَبِ النايات...
 تمجيدٌ لمادية الإنسان...





كل ما تخافه
يمتلكُكَ
فتجاوزه اليك
ثم لا تنساني
... ناجيني بما رأيت...


لا تخشَ روحك  ...
فروحك  هي كل الحياة بداخلك...
هي كُّل الكَوْنِ...
هي الرَّوْعَةُ التي تُغَيِّرُ الكَوْنِ...
هي اندفاع الأحلامِ والآمال ...
هي كل مَجْدٍ تصنعه وكل نُبْلٍ تشعره...
هي حُلْمُ الإِنسانيةِ ...
هي كَنْزُكَ وجَوْهُرُك ومُحفّزك للإستمرار...

كيانُكَ...
ليس لكْ ...
لكنه وسيلَتُكَ  للخلودْ.





"علمونا أن نصون الحب بالكره
وأن نكسو ندي   الورد غبار"

محمود درويش






هناكَ ولا هناكْ

يقولون:  الطريق...
ما الطريق؟
هو ليسَ ذاك
هو َألمُ روح
رياحٌ بلا رجوع
ارتحالٌ بلا وعود
عَوْدٌ حتميٌّ فَقَدَ الانتماء
...
منذ بداية فنائي...
بلا وطنٍ بلا شطآن
بلا سكونٍ ولا سَبَبْ
غير نورٍ كامنٍ بقلبي
غير سرٍّ يبوح بأسرار لانهائية الجمال
غير احتمالاتٍ تفوق الخيال

حبٍّ لبذل حبٍّ لا يَجِدُ له سببًا
حبٍّ لما لا تراه خافيًا..
.هو ظاهرٌ لا تدركه




وما بعد وإلي أين؟
تساءلتُ...
فحزناً أثيراً أجد
فلا أبالي غيرَ دموعٍ خفيةٍ تخشي استضعافَها

ترابٌ يغرينا بالتراب
وما قيمة ترابٍ ظالمٍ
 لا يرحم إلا التراب
ما قيمة ترابٍ مبذولٍ لأجلِ
 مزيد من التراب
ما قيمة من يرَون الترابَ
غايتَهم وغايةَ الغايات
في أمواج من عبوديةٍ لأصنامٍ
 لا تراها العيون

وما سَنجِدُ الا التراب نتوسَّده
فما لنا نقطع أرحامَنا لأجله ؟
وعودُ سرابٍ في أرضٍ ظالمة
ما بال القرون التي ابتنَتْ أمجادًا
 علي جُرُفٍ هائل؟
وما بال قروننا تدعم أركانَها
علي جبالٍ
 ينخرها الظلمُ والاستبداد
وأعود أتساءل
 ما بعد ...؟

فلا أَجِدُ غيرَ قلبٍ
 لا يملك إلا دموعاً
أصبح إظهارُها قوةً
تجتاح عدوًا لا أراه
قلبٌ لا يملكُ سوي حبٍّ
 لا يَجِدُ له سببًا
 يبذلُ في موضعٍ لا تراُه القُلوب
فكم من قلبٍ سبقَه أحياهُ العَطاء






وكلُّ الجُروح تُدمي
وكلها تدعوكَ للإِبتسام الحزين
واقسى من الجروح
تجاهلُكَ مواجهة الجروح

هناكَ ولا هناك
أعودُ روحًا بلا زمانٍ
بلا مكانْ
حرةً طليقةً...
من قضبانٍ تَجهلُ العدلَ
ولا تستطيعُ الا ظلمًا
 خَسِرَ الإنتصارْ









"لم يسألوا ماذا وراء الموت ، ورتبوا أحلامهم بطريقة أخري ، وناموا واقفين"

محمود درويش
أحياءٌ بلا حياة

لا أدري لِمَ يفْقد كيانٌ إرادةَ البقاء
ويزعم أنه قد أراد يومًا الحياة
كلما أردتَ الحياةَ
 حارَبَكَ  أعداءَُ الحياة
هم أمواتٌ ظنوا الحياةَ ترفًا
واختزلوا الإنسانَ إلي أرقام
واختزلوا عمرَه إلي أعداد
واختزلوا حلمَه إلي أوهام
وبرعوا في قتل براعِمَ قِيَمٍ
براعِمَ أملٍ
 براعم حياة







أَتُراهم عشقوا موتَ الروح
وضنُّوا بها علي العباد؟
لا يكفيهم موتُ أرواحِهم
لِيَمُتْ كل ذي روحٍ وحلمٍ وآمال
هذا نداؤهم
نداءُ الفناء

لا أدري لِمَ نَخضع لطبيعةِ الآلات
فلا تدري مَن السيِّد ومَنْ المَسُود؟

ذلك الذي يُخْضِعُكَ لبرودة الجماد
الذي يقطع صلتكَ بالكون
بالإنسان...بالذات
بكل ما هو قَيِّمٌ خالد

 أم ذاك الذي هو معجب بعبقريَّة الآلات
كأنكَ في حاجةٍ لخضوعٍ لعقلك
لعبقريتِك... لنفسِك...
ونسيت ملهم الإبداع

لا أدري
 لِمَ إذا تراءى لنا ضوءُ حقيقةٍ ما
تَفَرَّق الجَمْعُ دون إدراك
دون رغبةٍ في الحياة
وهي تُمنح لهم كلَّ ثانيةٍ في الزمان
لِمَ يتعامَى الناسُ عن كنزٍ مُنح لهم
أيظن أولئك أنهم أحياء؟

"يهربون من النعاس إلي ملاك النوم، أبيض أحمر اللون من أثر التأمل في الدم المسفوك"

محمود درويش


لا أدري لِمَ يقْتُلنا النَّدم
 بدلاً من بعثِ الأمل
ونهربُ في لحظاتٍ مَضَتْ
من رهبةِ أيامٍ لا نريدها
لا نريد اكتشافَ كينونَتِها
لا نريد إلا ما يَطْمِسُ أَرْواحَنا
إلا ما يُسكت  حنينًا لحرِّيَّة الاختيار



صدِّقْني إن قلتُ لك
إن كان لك بصيصٌ من الأمل

فأنت صنديدٌ شجاع
وإن كنتَ ذا حلمٍ وخيالٍ وآمال
فستفتَقِدُ كلَّ قيمةٍ تُبْذَل لها الحياة

وان كنت ذا رؤيةٍ وفِكْرٍ وإِلهام
فأنت  جسورٌ عبقريّ
فقد حمَيتَ نفسَكَ
من طوفانِ الجَهْلِ والعادات







"أنت أرضي التي دمرتني
أنت أرضي التي حولتني سماء"
محمود دويش
القاهرة

أيكون الحديث دومًا بيننا بلا حديثٍ
بلا حروفٍ
بلا أصوات
أيكون دومًا حديثًا صامتًا ؟
...
قد صَدَّ كلماتي جدارٌ من غرور
جدارٌ من قسوة
...
ليلُ مدينةٍ خاليةٍ من أَحِّبائها
مدينةٍ لا تَمْلِكُ غيرَهم
فَقَدوها في أيامهم بلا ندم
تركوها بلا أَلمٍ يعذِّبهم
بلا جراحٍ تُدمي أيامَهم
وتركوا جراحَها أبديَّةً







هم لا يجدون
جدوى حنينِ طيورِها وأرضِها
لا يفقهون رَخيمها في مناجاة
 ...
أرواح هانت بلا سُموٍّ أو فخرٍ يُحْتذى
بهوانِ حبٍّ قديمٍ عميقِ الأثر
متعطشٍ لحبٍ لا يَجِدُ عنه بديلا
...
نزيفه مستمرٌ دائم
حتي يبدو أن حياتَه
 بلا نزيفٍ
بلا ألمٍ وجراحٍ
لا وجودَ لها...لا معني لها
تَبكي كلُّ جوارحي
وتَئِنُّ لأنينٍ صامتٍ حولي
فلا رحمةَ لديهم
ولا شفيعَ لهم







حنين

أري بفؤادكَ وطنًا
    اغترابًا منذ آلاف السنين   ...
 شوقًا لكل جمالِ أطيافه
التي مازالت
رغم الآلام لا تغيب

جريح

إلي كل إنسان في الوجود
إلي كل ذكري لإنسان
عاش في الجبال والبحار
أُهديه صمتًا وعار

فات زمان الانتصار
غدت أيامُنا وساعاتُنا
عَجْزَ كلِّ كبرياءٍ
عن كل دموع الأطفال
جُبْنًا لا يعرف الحياء
لكل أطفال لبنان الرجال
أنتم رجالنا
فما عاد لنا رجال
ما عاد هناك الا ظنون






مازالت تناجيني  "يا روح
أنت لا تغيبين"

خنع كل إنسانٍ للظلم
أخرسٌ كاذبٌ كل من تشدَّق بالظلم
أسيرٌ عاجزٌ لا يبصر مصيرَه
ضميرٌ له طال الانتظار
طال البحث عنه في كل إنسان ومكان
أكان بحثًا عن سراب ؟
سرابٌ تبدَّد لحظةَ الاقتراب
لحظةُ ظنٍّ عن واحة
لقد صَدَّقْتُ كلَّ سراب

أنبيع أرواحَنا بأرواح أبرياء ؟
ما عاد هناك إنسان
هناك السلطة والصولجان
لأي بريِّة
ما عدنا نحن
 فقط هم الأقوياء الملوك الشرفاء
فكل دفاعٍ إرهاب
وكل اعتداءٍ حربٌ علي الإرهاب




بلادي البعيدة عني ...كقلبي
بلادي القريبة مني...كسجني

محمود درويش


قنابلهم وتدميرهم  شرفٌ
وجُبْنُنا حكمةُ الحكماء
يا كل أرضٍ وكل شرف
نَحْنُ وَهُمْ ضعفاء
هي كَلِماتُهم
أما نحْنُ
فإننا بلا كَلِمات
بلا رغبةٍ في أَنْفُسِنا
 ضاعت في وَهْم الطرقات
يظن الجبناءُ انتصارَ ظلمهم
كل تاريخ وأمجاد لنا
لم يَبْقَ منها إلا  الشعارات
انتصار براءة طفل







انتصارُ عزيمةِ كل انسان
علي كلِّ ظنونِ الآلات
علي كل الدمار والموت والأرقام المخيفة
علي كلِّ أطماعِ القتلة
وعلي كلِّ اللامبالاة القاتلة
انتصار لضميرِ الإنسان...
ضوءٌ في نهاية الطريق










بابل

أنتَ دمعي ودمعك
يا غريبًا في وطنك 
وطَمْيُها فيك الدَّمُ..

لا تَظنَّ بروحك الفناء
فدَمْعُ روحِكَ يُحْييني...
...
عبيرُ شَجَرِ ياسمينك
نورٌ تَنْحَسِرُ عنه الظُّلُمات
 دمْعُ أهلي
وآهاتهم...








وشَجَنُ أَحفادِ الظُّلْمِ
وثَوْرَةُ العَنْدَليبِ علي سُمومِ المَعارِكْ...

ترانيمُ العدلِ مفقودةٌ منذ انهزامِك
مُنْذُ التخاذُلِ عَنْكَ
أمام أبواقِ خادمي القصرِ
أمامَ ادعاءاتٍ
 بايمان المآذنِ والأجراس والحائط
...
الجبلُ يشهَدُ
والنسيمُ هوي شَكْواك
...
فَقيدُكَ ليْسَ فَقيضد ضَعشفك
 فقيدُ الصَّمْتِ والجبن







فقيدُ يُتمَ عدلٍ بلا سفير
فقيدُ انكارنا الأمل
وفقيدُ أنانيةِ تآمرنا الصامت














اغضب

اغضبْ
 لِكل صمتِ تَقاعُسٍ
عن أنينِ عدلٍ في السراديبِ
عدلٍ يبحثُ عنه طفلٌ
من حنينِ عهودٍ لم يأتِ عَهْدُها
لِنُصْرَتهِ في ماضيها
لِلوَحدَة أمامَ جهلٍ ممَُزِّقٍ
لأواصِرَ تُشيد للقرونِ ربيعها
...
اغضبْ
لموتِ السلام
في صمتٍ مسرحي للعزاء
بلا انتصار
لا تبحثْ فروسيةَ الموتِ
في حروبِ نكسةِ الانسان







ستزولُ كُلُّ أكاذيبِ المسرح...
في تفتح زَهْرِ الأَرواح
في ألمٍ وليدٍ...
يصْمدُ للحق.

اغضبْ
 لانتهاكِ حرمِكَ
فالغرفةُ التي لَكَ ...
لَيْستْ لَكْ
لا
لنْ تجدَ إلا غُرْبَةَ مُسافِرٍ
فأنْتَ أَسيرٌ بِلا أَسْرِ...

اغضبْ...
فقد يُحْييكَ الغَضَبُ
شوقًا لمَِنْ تَكونْ...




ثورَةُ الأَثيرْ

كيفَ تَحولَتْ أفكارُنا
لصنمٍ نَعْبدُهُ
كيفَ نَسينا عِشْقًا لا يَنْسانا ؟

أَحقًا ما يكونُ منْ شعورٍ
يَخْتَرِقُ مَدارَ صَمْتِ الآمال ؟
أَمْ مشاعري
منْ بناتِ أَفكاري
أم كُلُّ أَلحْاني
تَراءَتْ كَجِنانٍ عَذْبةِ النَّسماتِ
جنانٍ يَسْتحيلُ معها
كُلُّ خداعٍ أُنشودةِ سلام
يسْتحيلُ بها كُلُّ زَيْفٍ
لعبقِ تفتح الأزهار
يسْتحيلُ جُنونُ المُلكِ والتَّمَلُكِ
لفضاءٍ مِنْ حَنين كَواكِبٍ
وتآلُفِ سَفَرِ نُجوم




قلوبٌ... صَمْتها حديث
دموعُها
لكلِّ عيْنٍ قَدَرُها
فُقْدان الأمان
لكُلِّ روح تعْجَزُ
عن مَنْحِ الأَمان
لكل قلبٍ مَصيرُهُ
مَرْسوم من خطايا البَشر
...
ابتسمْ
لا تقلق
فأَنّاتُ الأطفالِ تَجِفُّ
وجراحُهُمْ تَنْدَملُ كلَّ يوم
لجُرْحِ يومٍ جديد
ابتسمْ
لكل انسان سَعَى لانسان
فالظَّلامُ الذي يكتَنِفْه
نورُ كل الشموس
وقيودُهُ أَهونُ من قيودِ الأرواح
تَبَسَّمْ يا قلب
فابْتِسامَتُكَ كَكُلِّ الجِنانِ المستحيلة
هي حلمٌ أَثيريُّ الوَمَضاتْ
...
تَرَفَّقْ بي
...
فَروحُكَ  تُؤْنِسُ غاباتِ زَنْبَقٍ
عَبَقُها حَيَّرَ مَجْدَ اخناتون







لست فقط كلماتك
ولكن أفعالك أنت

أين الآن منك ...؟

لا تنظر للخلفِ
فالخلفُ مكانه أمس
أما أنْتَ الآن
حيث الآن أنْت
والآن لِوَثْبتكَ في الزمان
فالغدُ القريبُ مكانُك
وهو مِلْكُكَ وبيتُكَ ورِهانُك
أمسٌ يدري قوتَك
وأنت لا تدري سرَّها
سرَّها الذي بين ضلوعِك
أيكون يأسُك كالسَّجان ؟
سوطُه رعدٌ وحرمان
يخنق كل لحظاتك
يحسُدُ لحظاتِ حرِّيتِك
يحوِّلها عبراتٍ لا تُشجي






وأنت لا تدافع
سلَّمتَ سلطانَك علي ذاتِك
كأنَّ عمرَك أضعافُ السنين
وظنُّكَ أن تنتهي أيامُك
لا تَلتفِتْ لأمسك
فجدران أمس الذي غاب
انهارت بكل مخاوفه
لا تُلقِ بالاً لتوسُّلاته الجوفاء
فما يَملِك إلا صراخ اليأس
والقهر والانكسار
وليس لديه مفتاح كنزك
ولا حكمة الأقدار
لا تَمنحْه أمانَك
واكسر أغلالَك







فلن يمنعَكَ أمسُك
فالأغلال مِن صُنعِ خيالِك
والقيود أهونُ من ضعفِك
والعقبات تذلِّلها انتصاراتُ روحِك
وكل القمم ترتقيها
وفي كل قمةٍ رقصةٌ رائعة
تحفرها بِيَدِك …
وبروحِك تُحْيِيها





ضوء

عاليةٌ هي ..
هي نافذة ...
نافذةٌ وحيدة
يداعبها سنا ضوءٍ يتخلّلها
مخترقًا زجاجَها البرتقاليّ

            من وحي أحاديث البنات

جلسَتْ في غرفتها 
غرفةٌ ذاتُ أربعةَ جدران
سماءٌ مرسومة في سقفها
تَحفَلُ حجرتُها
بكل أشيائها
بكل شبابها
بكل طفولتها
شبابيكُها صورةٌ علي جدرانها
سماؤها منقوشة علي سقفها
حياتها في تلك الغرفة
خاصةٌ جدًا
كل ما أرادَتْه
كل ما تريده فقط
موجود
غيرُ ذلك غيرُ موجود
لا تَسمحُ له بالوجود





يهزم جحافل الظلام
يدعوكَ إليها بأعلى
لتشاركها وحدتها

أو لتُحْييها بأن تنطلق عبرها
طائرًا حُرًّا في الفضاء

إذا أردتَ معرفتَها
اعرَفْ حاجياتِها وأغراضَها
في الغرفة
فهِيَ مِنْ تِلْكَ الأَشْياء
حاجِّياتُ أسرةٍ صغيرة
صندوقٌ له صوتٌ وصورة
ألوانٌ ، ملابس
وما خارج الغرفة
هو لها وَهْمٌ ...سراب
فلا حياةٌ ولا كونٌ ولاروحٌ
ولا وجودٌ مُهِمٌ
فكل ما يهم بها






كراكيب لها قيمة الحلم

من سيجلو الكابوس عن الواقع ؟

من في الصورة  هل أحلامها أم أفكارها 
أم وهم عن الواقع ؟

وكل ما هو مهمٌ حقًا
حتمًا يقع خارج الغرفة
الكون كله هذه الغرف
الصغيرة المنعزلة
مسكينةٌ هي...

هل حقًا سعيدة تحيا
بنافذةٍ من طوب؟
سعيدةٌ هي...
الفراغ... الملل
حتي المللُ متسللاً
لا تَراه علي بابها
أتظنُّها
 تَشُقُّ سقفَها
أخيرًا
لأشعَّةِ شمس.
           



"اجعليني شهيد الدفاع عن الحب
عن العشب
عن السخرية"

محمود درويش
غيوم

رغمَ كلِّ الغيومِ في عَيْنَي
ورغم صوتٍ يَجْزعُ مما لا يَدْري
ورغْمَ رَهْبَةِ ظُلمٍ اكْتَمَلَ تَكْوينُهُ
وضجيجٍ لا يحفَلُ بأَحلامِ وُرود

رغْمَ ثَوْرةِ أمواجِ غربةٍ
انتهي عهدْ الصمتِ والنِّسْيان
إلي متى تصمُتُ يا فارِسَ الزَّمانِ والمكان؟
أم أنَّ صَمتَكَ
هو تَأَلُّقُ الثَغَراتْ
أم أنَّ سكونَكَ
من سكونِ الرِّياح
أم أَنَّكَ ما رأَيْتَ
كل ما تراه







"أنا قاومت كل عروش القياصرة الأقوياء...
لم أبع مهرتي في مزاد الشعار المساوم"

محمود درويش

 لا تجدُ زمنًا للبُكاء
 دُموعُك خَفية للطغاةِ
 وزَمَنك من زمنٍ يوَحِّدُ الإله
إلي حيْثُ زمنٍ
 رَبُّهُ الكَهَنةُ
ومعابده المالُ والسلاح

أُناشِدُكَ تَرانيمَ الخُلودِ
أُناشِدُكَ يا كُلُّ ما تَبَقي فيك
من الإنسانِ
حَطِّم كلَّ ما يرْضَخُ فيكَ
لكلِّ الجاهليات

تَوَسَّلْ لحَْظَةَ صِدْقٍ
تُنْقِذُ كُلَّ سِنينِ الإغتِراب
لا تخشى قبحاً بالأَرواح







يا من هو أجمل من كل ما بدا منه

يا شوقاً نراهُ ونعشقه
وإشراقاً نُريدهُ ونْخشاه
وعذوبةً لا نفقَهُ سرَّها
ولا نتعذَّبُ إلا غَيْبَتَنا
في لحظات بعدٍ
يأتي أجملُ قُرْبٍ
ووجودٌ يفسِّرُ الوجودْ
رحمةٌ  نراها ونأملها
ووصالٌ يرجو الوصال





رأيت الحب منطق الوجود
لا حظ من الحب إلا حب مُوجِد الوجود

حُبُّك

أُحبُّ ما تُحبُّ
ليسَ حبًا لذاتِكَ
لكن حبَّ ما تُحبُّ
هو حُبُّ جميلِ ذاتِه
وحبي من حبِّكَ
بحثٌ عن حبِّ ذاتي في حُبِّهِ
هواي الفناءُ له وفيه
عَلَّمَني حُبَّهُ
فلا تَحرمْني حُبَّ حُبِّكَ
عَجِبْتُ من صلاةٍ
لا تنتهي بي
مَن يَدِينُ قلبًا هواهُ هَواك






أحب كُلَّ الصِعابِ فيك
وكَوْني مسافرة متوهمة البعد
وأنت بداخلي ...

كيف أَنفصل عَنْكَ لأراكَ؟

من أكون؟

قُلْ لي
كيفَ أكونُ بدون حُبِّكَ
بلا ملامحٍ
 بِلا مكانٍ
بلا زمانٍ
بلا أنا
احْتَرْتُ
في دموعٍ تَسيلُ كَنَهْرٍ
تُناجيكْ
أنْتَ كُلُّ لمَحةٍ
كُلُّ حَرَكةٍ
كلُّ سُكونْ
القُرْبُ مِنْكَ
إلي بُعْدِ  قُرْبٍ آخَرَ
درْبٌ لا نهائي 



قُلْ لي
أَرْسِلْ سَفيرَ القَلْب
أَيْنَ مِنْكَ أَنا؟
كل ما بي هجرَتْه سكِينتي

من أجلِ عِشْقِكَ
سافَرْتُ اِليكَ
تركتُ كلَّ شمُوخٍ
كُلَّ كِبرياءٍ
 أضحي جِوارُكَ كالسهول

كل مَوْطِنٍ مَوْطِنُكَ
فلمَ  أنْساكَ ؟
إلا إِذا نَسيتُ مَنْ أكون



ليست كل المآذن تنادي للصلاة

ليتهم يتركونها فالقوم يفهمون كيف النداء
كل ذرةٍ في كياني

كأن روحي في فضاءٍ من فراغْ
أو كأنني وقد هَجَرتْني سَكينتي
إلي بحٍر متلاطمِِ الشجن
 عاصفِ بالروح
حيث لا أرضَ ولا شراعْ

اختفت كُلُّ مراكبي
كلها غابَتْ
وغاب عني حتى الضباب

فما كان لي شيءٌ ولن يكونْ
غيرُ حزنِ الطريق






توسل النداء ألا ننسي من المنادي

ووحي لدعاة الجهل نداؤكم باطل ولو اعتلي المنابر

روح في لهفتِها
تضرعت لنورٍ سرمديٍّ
 أمام بابٍ لا تبرح
بحثاً في كيفَ ولمَ
سَكَنَتْ

إن ما ظنَّته بُعدًا
هو عيْنُ القُرْب
وما كانت الدموع
إلا همْسُ زهور
وتوسُّل حبٍ
وتَوسَّلتُك
لأكونَ بِكَ ولَك







 ولأَعْرفَ طريقي
يقين...
غمرني
"لتَهْدَأْ طيورُكِ"

ولأتبيَّن مسلكي دونَ خوف
إلا خوفُ المحبين







لو كان الألم هو معرفتك فعشقي كان للألم

المعرفة هي اجتياز كل ما لا يدل عليه ، وهي اجتياز ما يدعو لنفسه دونه
حيرةُ أَلمْ

أيها الليلُ السعيد بنجومك
كيف تغدو إذا ما بحثتَ يومًا عن قمر
غاب عنكَ زمنًا
في دروب سماوات
 حيرتها
في عينين تعترفان بألم سنين
لا نجاة من تلاقٍ
يورِدُكَ ينابيع صدقٍ بريء
صداه يتردد في قلبي...
أأنهل من صدقٍ يُطهِّرني...
أم أمضي قُدُمًا في صحرائي ؟
أيظنُّ عِلْمَه الطريق؟
همسَتْ نجومُكَ بأثيريِّتها
لقلبه ما كان اختيارك
فكيف ذلك الألم ألمٌ منك؟
ألمي أم ألمك؟






طارت بي أجنحة الشوق
إلي حيث أنت
 وجدتُك تبحث عني كما أبحث عنك
ما كنت أدري
لكي أجدَكَ
ما احتَجْتُ بحثًا


قبل الإدراك...

هل أُحِبُّه ؟ أم أُحبُّ أن أُحِبَّه؟
قالتْ له إِنَّ حُبي لَكْ
(حبُّ النجوم والليل)
إن تَغيَّرْ أحدُنا تَغيَّرْ الحب
إن اخترنا أنفسنا
 تلاقَت أرواحُنا
التي تتناجي في البعد
بما لا ينطق به اللسان في القرب

يبدو أني أخاف حبه
أخاف أن أحبُّ أيَّ إنسان
فأهرب منه
قبل أن يدركني
أجد نفسي قد هربت
فلا أَجدُ نفسي






روحي اهتدت إليك
روحي تطمئنني بوجود روحك
روحك التي تراني
ربي دليلي ومنبعي ومنتهاي
هَداكَ إليّ...
هداني إليك

قُرْبٌ بِلا قُرْب

كل ما بكَ تَجسَّد في الوحدة
خوفكَ من وحدتكَ يزداد دومًا
تُرى أكنتَ تدري بكياني من قَبْل؟

ولِمَ أُريدُ أن أَعْلَم؟
كل ما أَعلمُه
خوفَ قمرٍ وحيد
خوفًا لا يُبقي لروحي
غيرَ دموع
دموعٍ في حيرة...






علي يقينٍ بالتلاقي ولو بعد حين
علي يقين بروحك
إنها تحيي قلبي بالحنين
علي يقينٍ أن خالقنا
لا يضيع أحبابه المشتاقين


تُري الحزن يغار من وحدتي؟
ولا يجدها إلا مستأثرةً حناني

وأنا أجد زهورها
زهورَ وحدةٍ ما لها مثيل
فهي تبهج قلبي
بعبقها وطيفها
ووجودها
من وجود حزني

أكنتَ تبصرني من قَبْل؟
لا أعلم لِمَ تحاول معرفتي

قُرْبُكَ مني
يبعدني عن وحدة حزني






علي يقينٍ بوجدانكَ وأسرار يقينك
هما منبع كياني.
يقينكَ بي
نورٌ يجذبني يهديني
يغمرني ليمحو جراحًا
ويُعميني عن الآلام



 وبُعْدُكَ
كالرعدِ وكضلال التائِهين
وكمَعبدٍ فَقَدَ كُهَّانَه

قُرْبُكَ يُهَدّدني
بانتهاء أمان الروح
بنسيان الطريق
لِمَ نَسيتُ الطريق ؟





متى...؟

قد تدميكَ جراحٌ من عزيز
وتطعنك ظنونه   
وتدهش لأن كل   الطيور تشدو
وهو لا يَسمع إلا صوته
بلا آلام

خوفي هو خوفُ قربِ النهاية
أو هو خوفُ النهاية...

طيورُ شوقٍ وحنين
لذِكري أَزَليةٍ من روحِ الأثيرِ
لا نِهائيَّةِ المناجاةِ...
تخاطِبُ وِجداني الحرَّ الأَسير
إلي أَينَ تسيرين
يا فِتْنةَ القَلبِ؟
وأَينَ أنتي الآن ؟




ما أرهفتَ السمع
ولا أطلقتَ العنان
ولا حطمتَ الأصنام
متى تُوحِّد يا قلب ؟
يا روحاً تَسْكنُ غاباتَ الفِردَوس
ويا نجوى كلِّ المحيطات

تَجِدُني كَهَمسات أَوْراقِ الياسمين
وذكري قمرٍ لليلٍ حزين

تَجِدُني لؤلؤةً بِلا مَحار
ودمعاً يَسيلُ كَأْنهارٍ في غُرْبةِ الطُّرُقات

وإذا سافَرْتُ هناك يومًا...
 حيثُ السلامُ بِلا آلام
فلنْ أَجِدَ شطآن الأمان
 إلا حيثُ روحِك العذبة...






سكون

لقد ناجيتُ كلَّ نجم رأيتُه
وناجيتُ البدرَ كلَّ ليلٍ
 كلما رأيتُ ضوءَه الحنون
ببحرٍ ومحيط

 وكلما رأيتُ شوقَه إلي عيونٍ تعشقه
 همسَه لنسيم الليل وبَوْحِه
 لمسَتْني نجومُه في عَينيْك
وهَمْسُ قلبي بعشقك
لم  أدْرِ عَيْنَيْكَ
هما الحزْنُ







لم  أبحث حبكَ 
فحُبُّكَ هِبَةُ أَلَمِك
سعادةً وسلام
وحبي ميلاده قبل التاريخ
هبةٌ فيك

 أين أنت الآن
 كيف أنت؟
أتدري إلي أين تسير؟
مالكلِّ شيٍء قد تَحَوَّل إليك؟
ولأن سكوتي عن حبكَ
أصبح أحدَ سمات حبك
أصبح سبَب  الانتصار






أين أنتِ ؟

أنا هناك
أنا والنجوم
منذ زمنٍ والكون يدعونا
روحٌ تهتف بي
إلي أين ؟


لا ترحلي

يا أجنحةَ الريحان
                   وعشقَ سرور        
من أيِّ الأكوانِ أَتَيتِ ؟
 أين موطنُكِ العبقريُّ الأثير؟
...
أُفُقكِ لا تنتهي أفلاكُه
كيف لا تسعدين
تحلِّقين حرةً من خفايا القيود
من أَسْرٍ ...عُلُوًا تنشدين
...
صِدْقُكِ ترانيمٌ للخالدين
طيفُ سلامٍ وجودُك
منبعُ صدقٍ...
بين دروب الشكوك




إلي حيث روحكَ 
ومناجاتُكَ تدعوني
إلي ما ليس له خَلْف
إلي قُرْبٍ ما له أين
إلي حيث
 لا مكان ... لا زمان...


ظلالُ غاباتٍ
بصَحْراء الظنون
...
لا تغيبي عن أفئدةٍ
تبحث عن طيفِ وجودِ
كونِها المفقود
...
إذا ما اشتقتِ إلي أفلاكِكِ
فكُوني دليلَ أملٍ لدرْبيَ السعيد
أو كُوني فطرةَ الروح






لا أدري...

يبدو أنه لا يمكن أن تستمر كل الإمكانات أو الاحتمالات أو كل الظنون التي تندهش لها العقول والقلوب.



لا أدري...

كيف اختزلت كل حب العالم
في حبي لك

وكيف تحولتَ لتكون منبعًا
للوجدان
كيف كان حبي لك...
منبع حبي لذاتي
فكُلَّما كنتَ موضع عطائي
كنتَ مغزًى لوجودي
وقربًا من الإله...




لقد بات حقيقيًا أن واحة الأمان الوحيدة في العالم لا توجد إلا في قلبٍ مؤمنٍ ولا وجود لها خارج الكيان، وما هو هذا الخارج ؟



ألا تؤمن بقضاءٍ هو مُفِّرقنا
كما آمنتَ بحتمية يوم إشراق الكون
لِمَ سعيتَ يومًا لرحلة معرفة؟
إذا ما كنتَ مجاهدًا في الغوص
أو عاشقًا لرحلة الروح...
لِمَ بَدأتَ مسيرتك؟
إذا كنتَ تجزم بعلم النهاية

كل الخوف...
أن يظل الحب قابعًا
في قلبكَ أسيرًا
لا يرى النور
وأنت تلهيه بزمنٍ لا تدريه




غريبٌ حقًّا أن تَعمى قلوبنا عن النور الذي نري به الكون ولا نرى إلا البريق الزائف لمظاهر الحياة،بالرغم من أن أهمَّ ما في الوجود هو ذلك الجوهر بداخلك وكل القِيَم التي يتألَّف منها.


 احترتُ في صمتٍ
تُداويهِ بصَمت
ألمٍ لا يبتغي السبيل...
وبالرغم من أسئلتي وحيرتي
ما زلتُ ترنيمةً تفْتَقِدُها
ما زلتُ إيمانًا
لفؤادٍ جريح
مازالت كلماتي
نابضةً بالرغم منك
ما زلتُ لونَ الزهور...
ومحرابًا لمناجاة زاهد...
وقلبًا لكل المحبيِّن...






موت ضمير واحد  يعني بداية الاحتضار

الحياة دليل لأرواح تخشي زوال زمنها فلولا صمودهم ما كان الوجود


عَلِّمْني

وَجدْتُني بعد الإبحار
أرنو لِعيونِك بخيالي
أَطلبُ مِنْهُما المَدَد
فكلما صدَّقتُ صِدقَكَ
أجدُ شوقَ نجومك لليلٍ
سَرمديٍ عَبَقُه ُالأطياف
وعذوبةُ قدرِ الغُربةِ الحنون
...
لحظةُ مناجاةٍ هي سِنين
هِيَ كلِّ السنين





يا طيفًا رائِعَ الومضاتِ
عَلِّمني كيف عشِقْتَ رِحْلاتِك
علمني كيف أُحَرِّرُ
طيورَ المهجر بحبِّ آلام
وكيف استحالَ عَيْنُ غِيابٍ
لتَلَؤْلُؤٍ أبديٍ لا يغيبْ






كلما اشتقت اشتياقي إليك
علمت أني اشتاق سر الحياة...
ورهبتي منك...
 رعشة ميلاد كيان بنورك

توحد رقصات منبعها السلام

أَمْطارُ الإِشْراق

كيف يكونُ الكَيانُ
عندما يكونُ الكيان دموعًا
دموعًا تنتشي بالدموعِ
والأحزان

وقد رَسَت سفينَة الوجدان
أخيرًا عند شاطيٍء
لاح لها قريبًا
لا تري في الأفْقِ سِواه
وبعيدًا عن كل العالم
كانت ترانيمها تنْساب
لقد هانَ القلب
واحتضَرَت زهورٌ غرسَتْها








شكوكي دفء يقيني بك

درب مطلبه الشك  في سواك


ألا يَنْبُت صخرٌ
بقطراتٍ رحيمة
ألا يأسر طيفُ الحنان
شرودَ ضلال التائهِين
لقد آلمني
تكذيبٌ يائسٌ
وَوَعْدٌ بالجنانِ المستحيلة
ألا يخترق ثلجَكَ أشعُّتَكْ ؟






"أنت قيدي وحريتي
أنت قيدي وأسطورتي

أنت لي
أنت لي
...بجراحك"

محمود درويش


لِمَ تعبد العبودية؟

أين سكينة ُفجرِ المساء
قد راودتني السيرةُ
سيرةٌ منذ زمنٍ سحيق
أين شاطئ الأمان
أين شواطِئِه الحاضنات
هي الحقيقة دومًا بإشراق
وهي الوهمُ في عيونٍ بائسات
أين ربيعُ الضميرِ
وعذوبَةُ الرَيْحان ؟
لِمْ لَمْ يتمرد نُبْلُكَ علي عبوديَّةٍ بلا سوطٍ
بلا قضبان
عبوديةِ الذاتِ للذات







عبودية الإنسانِ لمُخَلِّصِ الإِنسان
قَهَرَ الزيفُ الحقيقةَ
بعقول من يريدون الزيف
فتَوَّجوهُ ملكًا علي عرشٍ بلا عرشٍ
بلا سلطانْ
صَحْراء تيهٍ يَسْلُكونها
بلا نجومٍ
ليت شعري
كيف تُغرد العصافير؟
لمَِ ينيرُ القمرُ ليلاً
لجيوش الظلام؟
أَلحتفهم أم للخلاص أم للهوان؟
بعد أن هانَ السبيل
في قلب دراويشِ زمن الزيف








 تَجلَّي للفؤاد
استحالة الصدقِ الموعود
راودتني السيرة
سيرةٌ منذ زمنٍ سحيق
تناجيني طيفًا
عن أمانِ العزلة
في أحضان وحدة ٍمُتوحِدةِ المعالم
تناءي الشعور
بحثًا عن شواطئ أثيريّة الوجدان
هي الحقيقة دومًا بإشراق
وهي الوهمُ
 في عيون بائسات.



سلام للمقربين...

سلام للمحبين...

سلام...

من منا لم يرد السلام ؟
كوني كما تكونين

عندما أرنو
فأجد روحَك
تسألني : لم تتأخرين دوما؟
وتحيرني النظرةُ
فكيف أهرُبُ منها؟
كيف الهربُ من النفس ؟
من الذي أعشقُ؟
أهو من أري؟
ومن الذي أري
أيكون حقيقة أم انعكاسا أم سراب؟
أم أن عِشْقي عشقٌ لها؟





وكيف نعشَقُ بِدونِهِ؟
وكيف لو عشِقْناه
لا نعشقُ الكونَ
وهل العشقُ
أن تبللَ وَجْنتيكَ
دموعٌ خفية

عشقُهُ لا يناله الا المخلصون

أم العشقُ رغبةٌ في النور
عشقُهُ موسيقي للكون
أم هو اعترافٌ بألم البُعد
أم العشق تسليمُك





"لا أحد يعود تماما الي من كانه والي ما فيه"
محمود درويش
لا يناله
الا مَنْ هُمْ مِن جمَاله
بإنكار وجودٍ غير وجوده
...
...
عندما أَردتُ نِسْيانَكَ
لم أستطع النِسيان
فنسيانُكَ كإِنكارِ وُجودي
قلْ لي...
كوني كَما تَكونين
هو أَنْشأَهُم وهو يُعيدُهُم







عُشَّاق

نحن بلا يأسٍ نسير
لا همَّ لدينا
إلا خلاص الأسير
لا هادٍ لنا
إلا نور في نهاية الطريق
لا يسقينا إلا  أشعة شمس
من يقين
فحبُّ غالٍ لدينا
يجمع بين عُشَّاق الغايةِ والطريق





المحتويات

(1)

كلُّ ما مِنْكَ أَجْملُ منْ كُلِّ ما بَدا

ليْسَ لَكْ

هناكَ ولا هُناك

أحياءٌ بِلا حَياة

القاهرة

لبنانُ الجَريح

بابل

اغْضبْ

ثورةُ الأَثير

أينَ الآن مِنكْ؟

من وحيِ أَحاديثِ البنات

غُيومْ


(2)

يا مَنْ هُوَ أَجملُ مِنْ كُلِّ ما بَدا

حُبُّكَ

مَنْ أَكونْ ؟

كُلُّ ذَرة في كياني

حيرةُ أَلَم

قَبْلَ الإِدْراك

قربٌ بِلا قُرْب

بِلا آلام

سُكونْ

 لا تَرْحَلي

لا أَدْري

عَلِّمْني

أَمْطارُ الإِشْراق

مَنْ مِنا قد اسْتَسْلم؟

لمَ تَعْبُدُ العبودية؟

كوني كما لا تكونين

عشاقْ

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads