الرئيسية » » وردٌ أحْمَر | علي عبد الحميد بدر | كتاب الشعر | العدد الرابع والعشرين

وردٌ أحْمَر | علي عبد الحميد بدر | كتاب الشعر | العدد الرابع والعشرين

Written By غير معرف on الاثنين، 1 أبريل 2013 | أبريل 01, 2013



وردٌ أحْمَر | علي عبد الحميد بدر | كتاب الشعر | العدد الرابع والعشرين





وردٌ أحْمَر








الطبعة الأولى 2010
للنشر والتوزيع، القاهرة.
© جميع حقوق الطبع محفوظة.
لدار أرابيسك للنشر والتوزيع بالقاهرة.
26، برج المصطفى، 2، شارع علي عفت
محطة حسن محمد، فيصل، الجيزة.
arabesque.publishers@gmail.com
75 صفحة، مقاس 12×20
رقم الإيداع: 202285/ 2010
IBSN: 977ـ17ـ7755ـ6      
تصميم الغلاف: طاهر البربري
أعمال التجهيزات والإخراج الداخلي: أرابيسك
              

























إلى: شيماء
هَذه وُرودىَّ الحَمْراء مُنذ الأزَل
فى أرض الله
اجدليها
حبلاً مِن مَسَد
لشَنْقى
ولا تُبالى





























الحفيفُ الذى تَركته يا شيماء
على شعر رأسى، وحواف أصابع
يدى اليُمْنى
وغطاء المقعد
منذ ستة أشهر
صار يتيمًا
فتلاعب به: الغرباء
والأقرباء
قساةُ القلبِ.



















عندما تَرانى أضحكُ فإننى
أُوغِل صدرى بقيظِ مَحَبَتِها
وأيضَا
لا أمنعُ نفسى من البُكاء
عندما يحُك جِلدى ماءُ انتظارِها.
























الغرامُ
هذا المُلثَمُ الذى ضربنى
غيلةً،
لا بأس
سأحتاطُ المرةَ القادمة
بأن أُجَهِزَ عُدتى فى الليل
وأربطُ يديهِ
ورجليه
لأرمهِ فى غفلةٍ من شرفة العذاب
الذى أصبحَ حقلاَ للهَجرِ والفِراق.



















رغم ضيقِ الشارع، أدارت ظَهْرها لى
وهذا ما كان ينقصنى
أن أعرف لون شدادة الصدر
ومقاس خصرها.
























الصديقات الثلاث
الأولى: الحمامة البيضاء، لها وسادة السماء الصافية،
الثانية: ثرثرة الحكى المنمنم لرائحة الصباح،
الثالثة: فتنة ملائكية تُوغل فى ورد احمر
الصديقات الثلاث، فكانت:
السماءالصافية
رائحة الصباح
والورد الاحمر.














مر هادئًا
غير سعالٍ فى صدره من التبغ



























وآهة موجعة من الغرام
ظن أن كوب الينسون يُبْطِلُ السعالَ
أكيد فى بعض الحالات
والغرام
لم يحتجزه ضيق القلب.























العينان
ابتداء، يقوده الزهوُ المنتصر لرائحة الليل
الشفتان، مستنى ـ بماء الغيمة تلو الغيمة ـ
النهدان، أسرى لقبيلة من الياسمين
البطن، موسيقى النازفة المرتلة للحنين
وماذا عن...................؟
تحرسه دانتيلا سوداء مرسومة
بورد أحمر
كغابة تتهيأ لنهر يفيض
للمرة الأولى.


















قال شيخى:
لا تَبُح بِسرك حتى لاتفقد حلاوته
فالسرُ كنزُ العاشِقِ
وكيف لا أحكى لأصدقائى
أنى اليوم رأيت شيماء مبتهجة.























كنت ضريرًا
ولم أكن أعلم من أمسك يدي
قالت أمى: أقدار مسلطة على أعناقنا.’
وقال أبى: هو لا يصلح لقنص النساء.’
أ نصب فخاخ لارتياد البهجة
وقالت شيماء: ربنا يشفيك!’
ألم يكن الأجدر به أن يطعنها بسكين الخداع
قبل أن يسقط فى كدِ هواه، ويتخذه حاكمًا ليس
بعادل.



















بالقرب منك، كانت أنفاسي ترسم
دموعًا لفراق قادم،
وتحط على جبهتك مساءات لشاعر
أتقن المسافة بين حربة قلبه وعينيك،
العلاقة السرية
بين وتر الكمان ورائحة شعرك
على مخدة السرير
فعرف مبكرًا فطنة القلب التى هيأت له
حصاد النشوة.



















أنظري كل يوم من نافذتك،
ستجدين خيولى،
ووقع خطوات قدمي، فهي غائرة فى الطريق
ولن يدهسها أحدٌ غيرى،لأن حارسها:
نجوم تفجرت مع ينابيع موسى.






















حرفتي التى أتقنها:
إمساك الهواء للناى كي يعزف:
كم خطوة باقية
لأصعد
وأحرر
ضفائر شعرها.





















قنديل الزيت المطفأ
أشتعل فجأة
عندما
حررت ضفائرها شيماء
لتستريح
على مخدة القصيدة القادمة
فطغت مفاتنها من تحت القميص
بيارق وهاجة
وأدلة للفجر.



















لقد أخطأت
عندما
حككت صرة البطن
فإذا:
الراشدة فى الجهات، مشتعلة
والعادلة فى الخطوة، رائجة
على حواف السرير
وإذا بعقابى:
سماء صافية ترتفع وتهبط
غولاً وحشيًا
فى مائى.

















لولا أن رأى برهان شيماء
كذلك رأى معه: الأصدقاء
والغرفة الضيقة ـ عليها ماؤها
وكذلك لنصرف عنه السوء
وبعضًا من التهور
والهوس الليلى
إنه العاشق لا تخوم له
إلا الجنون.




















حظى أنى وضعت كفى على منزلك،
فعرفت قدرتك
على القفز، ياسمينك، رجرجة نهديك،
وتطويحة يديك لامتلاك الهواء
وكيف تبددين حروف شفتيك،
كنزًا لا يفنى،























حظى أنى كنت النجار الذى صنع الكرسي،
الذى جلست عليه أعوامًا
فعرفت مقاس قميصك الكتان،


























حظى أنى مشيت فى الشارع، الذى ينيره منزلك
عشرين عامًا، فلم تدهشني، الأحجار
النساء الجالسات استعدادًا لنميمة يومية
أو حتى أعمدة الإنارة
عندما
باحت بسرك.























حظى أن رقعة السماء، التي تظلك كل يوم
هى نفسها التى رسمتُها
عندما أثبت
النجوم بعد الفجر.
























حظى أنى أعرفك
ستكونين المرأة
كاملة الاستواء
فوق صفحة الماء
الذى فيه
بعض مائي،























حظى أنى صادفتك
وبقليل من الحنكة والاجتهاد
صرت جامع التراث لعينيك
وللزهر المتساقط حول سور حديقتك
أصنعه فستانًا هدية
لعيد ميلادك القادم.






















لأبيها، وأمها، وأعمامها، وأخوالها، وأختيها، وأخيها الصغير، ولأبى وأمى، للجار والجارة، ولصديقاتها الواشيات، وللنساء المنشغلات بخرم عين المحبة، أؤكد لكم جميعًا، أنها سوف تبتعد وتنهك وتثمل، وتبدل ملابسها فى الليل، فيقايضها ويهبها نجمة بيضاء، وسماء صافية كعزف الكمان، فلا تدرى: كيف تمنح العاشق ماء قلبها، فترتبك، حتى يأتى النهار فتصير وردة بنفسجية، نايًا مزهوًا ببهجة الصباح، وتفرح قليلاً، فأفرح، وتحزن، فأحزن، فتبيض عيناها، وتهرول بين جبلين: كان الليل بقسوته، والفقد وتجرب كونها الرائقة، وتجرب كونها الماسكة زهور شفتيها، بلاغة الجمل الفاصلة، وتجرب الافعال المضارعة، ومنطق البدايات، وتنهار قليلاً، قليلاً، ولا تحتمل برقا لامعا، فتبتعد، وتبتعد، لكن عند سدة النبع تجدنى واقفًا كصقر أبيض فاردًا جناحيه، أقول لها:
الصفحُ الجميل !’













لقد أخطأت
ولا أبالى
فأطلقت العصافير من هودج
الأسود القاتم
ووسعت شفتى الوقت
كى تمرح قليلاً
قليلاً





















ما الذي يضبط الإيقاع
فى رقصة البوح تلك؟
ـ عندما تمتلكين أمرى
وساعات الرضا
ـ يضبطه:
أن تلمس كفاك شعر صدرى
كطائر رفرف
من شوق جارح
فحط من توأمي صدرك
على تقوس ظهرى


















فلا السمع ولا البصر
عليها بشاهد
لذا كان على أن:
أنشئ لذرات الهواء ـ أبراجًاـ
لتحتفظ بموسيقى خطواتها
وضمة شفتيها
وأرش الجدران بزيت جلدى
ليلتصق بها فراشات جسدها




















لم يستطع
وذلك لأسباب خارجة
عن إرادة الغرام
أن ينزع فتيل مكابدة الليل القاهر،
أو أن يخرم جسدها بأدوات النحات الماهر،
وانما قدر له ـ وهذا ما كان فى استطاعته ـ
أن يصنع لها أسطورة
من عناقيد البوح المشتعل
ليل نهار،
فتكون بردة صغيرة لأحلامه النائمة


















أن تخلع عنها قميصها
من أمام
أو خلف
وتثبت بين نهديها
وشمًا لفرس جامح
هذا كان السهل
لكن الأصعب:
أن تضع فى عنقها قلادة النشوة
وتهبط سماويًا فى كمائنها الليلة
لتقتفى أثر القبلة
فى العينين

















ماهرةٌ
تحترف سرعة المقامرة،
العلو والانبطاح،
تعتلى نخلتان مشدودتان إلى
القمر الوحيد
هذه بطنك كنصف دائرة
تكرار منظم لألية الرشق
فأرشقنى أيها القائم فى عتمتي
بحجارة من سجيل
حتى تهبط أسئلة القيظ


















الممتلئة فرحًا،
الهينة قولاً،
الدقيقة فى التفاصيل،
هذا كان وصفها قبل أن:
يداعب العصفورتين النائمتين
على صدرها
ـ فبأى أرض ترسو سفائنه
لتبل ريق العطشى
عند اشتداد الكرب
ـ وبأى دم تبقى النشوة هادرة
فى الليل
فتعمدنى قطيعًا من الأرق

















ينادي باسمك
خاشعٌ مُحِب
فلا تمحي أثر العاشق
فوق صفحة وجهك
ينادى:
جثتى فى الليل
تتقاذفها الأشباح فى برك
أسنة من أقوال الوشاة
فغطينى بلمسة حانية
أو برمقة ظل من جسدك الوارف
حتى لا تبين نزوتى


















تنام فى سكينة
وهى لا تدرى أن العاشق
يحرس باب الحجرة بماء فؤاده
بألوية حربية من كتاب قلبه
وفراشات مدربة
على غواية الجسد















هكذا فى ليله الافتراضى:
تعامله برفق، تتسلل ليلاً إلى غرفته، ترفع غطاءه المنزاح، تضع له الماء فى الدورق، ومكعبات السكر تحت مخدته، تقول له: أنت مثلى، قلبك أبيض، فتجر لك أحصنة الخيال سبع عربات من السكينة الناعمة، فلا تخف أنا معك، ولن تخرج الأشباح فى الليل، ابوابها مغلقة، أنا ساهرة بجنبك، سأحكى لك قصة الأمير والعاشقة القرمزية، سأهش من ليلك نهارك القبيح، وانزعه لألقيه فى مدفأة الليل حتى يصير رمادًا، وأغسلك بماء الأحلام، سأعطيك نجوم قلبى وحواديت علمتها أمى لى، ضع رأسك على حجرى واسترح، لا تبالى، هذا النقر على زجاج نافذتك، هى النجوم تأنسك، تعزف لك سلام العاشق، أغمض عينيك عدة دقائق ترانى ممتدة فى حلمك، كالأعوام البيضاء، على جانبيها أشجار النخيل وتوت البهجة، استرح، ليسكن جسدك سكينة العشاق.











تصحو،
فتغنى فراشاتى
كنت هنا،
متسللاً بين سيقان الورد،
لأحرس حلمى بين نهديك
حتى لا يلمس صرتك
فتنزعجى.



















لا أكتب اسمك كاملاً
فى شعرى،
خوفًا من أشياء كثيرة،
مثلاً: الأب
العائلة
أن تفهم بنت أنها المقصودة
خطأ، فيقال إنى كتبت شعرًا
فى غيرك من الجميلات،
ولن أطيل النظر ـ بعد الأن ـ
بين الشين والهمزة
لأن حروف اسمك الانطوائية
مجرى منحوت بأدوات العاشق
من طرف لسانى حتى الأورطى فى قلبى
قبيلة من الكمنجات، وابتهاج الأزرق













وظهر لي، فقال: ما تريد
قلت:
أن ألصق حكاياتى
فى بطن سريرها
لتغطى قدميها، عندما ينزاح الغطاء
وأغلق الشيش الموارب
حتى لا تخرج
أشباحى ـ التى عبأتها منذ عشرين عاما ـ
من النافذة

















أركض
وأمشى بطيئًا
وأرفع قدمايَّ، حتى لا تبتل
من هذه المياه التي فاضت
من أطراف سريرك
فأشمر ساعدى
لأحفر نيلاً،
يغرق جسدىّ الصاهد
من فرط تخبط ركبتى


















بدون صوت
ولا  موسيقى
ولا حشرجة انفاس مثخنة
يقع الرجل
أفقيًا أو عموديًَا فوق بطنها
كى يُعيد رسم
الجهات المختلفة للأرق
والفقد الساهرفى مكابدته:
كل خطوة مثمنة بلحظات الوجد  الشفيف
كل لحظة جبال من ارتقاء
سدرة الفرح
















فى الصباح الباكر، يوم العيد
ترفع الديكة أذانها
هى المتلصصة عليك
وانت امام بيتها
المحبة وحدها تجعلك ساهرا
لأن تدخن 100 سيجارة، ولا تعرف أنك
مررت 100 مرة، حتى تستيقظ ديكة الصباح
فتحمل رايتك
خرقة من حرير أحمر
مكتوب عليها:
جنون العاشق جنتى
















قيل لى: ابتعد
لقد فرت سنوات فارغة
بين قدميك
قلت: أضم قدميَّ
ولن يفر حتى هواء الوقت
سوف أصده
فتضيق اللحظة بعد اللحظة
فلا تبين هرولة الاشياء
إلى الفناء
وسرعة يديَّ إلى التقاط الثرثرة
فى عينيها
















لا يقف خلفى أحد
هنا أمزج غناء الروح بحروف اسمها
الخمسة
وانتظرها،
لكى أترك كائنات نهارية
مسكونة بغرامي
لأعزف أغنية:
لن يهون الود.’



















لو كان بيدي
لاغتلته
بطعنة فى رقبته
ورششت على جسده الملح
ليتعفن
هذا هو النسيان
عدوي الماكر
الذي لا يتقن عمله
يحط على كل جسدى
ويتركه وحيدًا
لا يقترب منه أبدًا:
هوى قلبى
وورده














سأستل سكينًا، وأضعه دائمًا
فى طيات ملابسى،
لأطعن كل من يتقرب منك،
حتى تسألي: لما العشاق لا يتقربوا منى
كعادتهم، ولا يدور حول بيتى قاصدُ سبيلٍ فى الهوى.
ألف وأدور وأقول لك: لا يجدونك جميلة، وهذه خديعتى
وهكذا، فى كل مرة سأجهز خديعة، حتى تقولين:
أمرى
إلى الله ولك.’

















وأحيانًا،
أستعمل ذكائى الذى دربته لسنوات فى تدريس الرياضيات،
وبدلاً من قصف الروح بورد، أو تدليلها بأراجيح وألعاب وبسكويت،
تكون خطتى: نقرٌ خفيف على غشاء القلب، حتى يقول:
الامر لى.’




















وأحيانًا،
أمرن نفسى كل يوم، لأنك حربي الأخيرة أحفر كل يوم سينتيمترًا، قيد أُنملة برضاء الطاعن فى عشقه، مسافة بين وردةٍ ووردة، وأزيح التراب
عن الفراق أو احتمال الهجر، حتى يعلو كجبل شاهق، وأقول انى انتظرك حيث الملائكة
(إنما تسكن هناك فى البعيد البعيد الذى هو قلبى،
اختزنها لأطلقها ساعة أن يقول حبيبى: الامر لك)
ولا تحيد خطوتى عن الخط الفاصل بين
جسد سائل فى نعمته
وصفاء الوجد المشبع بنقاء السكينة.

















وأحيانًا،
أمتطي الليل المُعتم
كبهلوان يجوز
وكحكيم يجوز
فلا تمسك يدايَّ إلا غناء الروح























وأحيانًا،
أُمارس السحرَ، الذي أتقنت فنونه، فأخيط تميمتي بخيطِ رقيقٍ حرير فى ذيل فستانك، لا تراه أمك، وأضع حاجزًا عليه صورتي كلما هممت بينك وبين نفسك، حتى يختلط عليك الامر، فتكون مشورتى، ضعى رأسك عند أطراف أصابع يدى اليمنى، وأرتاحي قليلاً على صدري، حتى أكون قاب قوسين أو أدنى من أنفاسك، هناك أعلم رئتيك أن الهواء النقي هو زفيري، وغير ذلك فاسدٌ، وأن طعم ريقى هو العسل المصفى، ترياق لألمك الليلي، وأُحجيتى فى ذلك: طعام من فواكه البحر، وشغاف قلبك، حتى لا تعرفي الفرق بين الجد والهزل، فيكون لك فى كل يوم شان، فتلبسين لليل وورده الأحمر الذى ينبت عند أصابع قدميك قميصك الأسود الفاتن، فأقول لك:
لقد شفيت بمهاراتى.’
فتقولين:
الامر لك.’













خرافيةٌ
مهنتها الوحيدةُ
كتابة حافلة من الحروف
لاتساق عروقها
هى العنق
مجازية
لا ينطق بها إلا الهوى
فباغتيني
فى ليلتي الممطرة
لأمتطي صهوة
الغائب فى شدوه


















لا تندهش
حتى لا ترتعش فى يدك
السكين
لتتقن بغرامك المغدور
تقليم الشراشف المعلقة
فى القبو
فهل تقدر ـ وأنت الخائب ـ
على اعتلاء
عرش القلب القاسي



















أسكب على جسدها
ماء فاترًا
أهدئ: اضطراب أصابعها
الأحمر القانى فى شفتيها،
هى مضطرةٌ أذن
أن تلتصق بجسدى
ساعتها
أقتنص فراشة البطن
وأومئ بنظرة عينى إلى:
لم يعد حراس على البيت


















كل صباح
أمارس تدريباتى اليومية
بقساوة
حتى لا أفقد هذه البهجة
التى أطلت عندما قالت:
صباح الخير.’






















لا تخفى سرًا
حتى لا يُقال أنك
خازنُ أسرارٍ
فتخافك الفراشات الملونة
فى صدرها
وتبتعد عنك
ثرثرة احتكاك يدك اليمنى
بهواء مقعدها الأثير




















الغيمات الناعمات
التى اصطفت فوق شرفتها
أسرت لي:
هون عليك
وكون مترجلاً بهاء الحرف
أغنياتك فوق ملاءة السرير
تراقصها
وأنت عازف العود
شجينًا
وهينا.’


















العابر خلسةً
الوردي الذى تتشح به
الأرواح البيضاء
قال لى فى هذا الليل
لا أثر باقٍ
سوى ورد أحمر لعينيها
فأرشقه برهافة العازف
المدرب على سلم موسيقاها
وتباطؤ الفارس العنيد



















السخونة التى فاحت منكِ أمس
هى نفسها السخونة التى
تلتصق
بأركان حجرتى
فتمهلي قليلاً
حتى أفتح شُباك الحجرة
مسترجعًا ذاكرة الوجد
باسطًا يدى
لفراشات الملامسة الأولى



















الحجرةُ لك فى بهاء فرحتها
الشجرةُ الهادئةُ أمام بيت أمي لكِ
الكراساتُ والواجباتُ المنزليةُ لك
هدوءُ الرجلِ فى انتظارِ ليلهِ لكِ
رقصُ العاشقِ فى حلقات الذكر لك
حتى يستديرَ جسدُكِ
بهاء كاملاً
فتتهافت عليه الغزالات
فأقول:
الملك لك!’



















حركت مياهًا
وأنفاسًا كانت نائمة
لتتأرجح بين طفولة عمرك
ويديك القويتين
فى اصطناع بهجة لا تضارع
عندما لامستك
أغنياتها الخفيفة
وأصابع يديها الرقيقة
وهى تمسك ـ بخداع الرهينة ـ
جدار القلب


















كان الخطو خفيفًا
على سجادة الصالة
كان رائقًا
فى الممر بين الحجرتين
ولم أكن غير جثةٍ نائمة
كملاك أبيض
فاقتربتُ
ورفعت غطاءها فوقي
جسدى وجسدك
عجينة الصلصال الأولى
هنيئًا للمار هوناً فوق سفح
الأسود القاتم
















ما تبقى
من الحكي الصاهد
وافتراش الأزرق الصافي
فى ذاكرة الطفولة
ما تبقى
العَتْمة، وفقط
قبل أن تقص أظافرها
أو تمشط شعرها
فى مرآة الوقت المرخى
على زهرات التشبع والوهن
لا سواك
فى ذاكرة الرجل
















هذة أختك الصغيرة، تشبهك، لذا سأضحك عليها بقطعة من البسكويت،
لتكون ساعى البريد بيننا، أو حتى فى أقل القليل عينى السرية التى ترى
بياض عنقك،
انا المغلول بقطعان الأهل، والخوف من الجالس على دكة البيت،
سأصطك قاموسًا للغرامِ فى كراسة الواجبات،
فهل تفهمين إشاراتى:
علامة (*): وردى لك، وهو كثير
علامة (**): لا تهبطى قلقًا
ولتكونى سلامًا
علامة (***): لك السماء، والأشجار مصطفات لليلك القريب
علامة (!!): أنتظرك كل يوم فى الثامنة صباحًا














فإذا أردت كتابة رسالة لي، خطيها بأنفاس متمهلة، ومسيها بملكات النحل
علقيها فى عروة قميصك المنشور فى الشرفة، سأتسلل وأخذها، محاذرًا أمك والنجوم والجارات، ولن يضبطنى أحدٌ، فأنا شبحُ سكينتكِ النائمة، لا أُرى بمنطقِ المكانِ، ولا بالحضورِ والغيابِ، وإنما الورد فى عينيكِ هو الذى يَكشِفُنى




















حتمًا،
سأتذكر:
كيف أثبت المقلاع
فى ركن الأسود القاتم
وهو القائم فى سهده وحده
لا شريك معه غير
الفقد
والتلميح بنزولِ فراشاتٍ ناحلة





















القصائدُ التى كتبتها
هرولت لتقف حائطًا صلدًا
لاعتلائى
قمة الجبل
























يَنْشَعُ الياسمينُ
على ظهرك
قصائدٌ ملونةٌ بوردٍ أحمر

























لا الهواء
ولا النخيل المظلل لعريشتك
يصلح أن يكون ساعى البريد
بينى وبين
اللحظات القليلة التى رسمها
حضورك القوى
إشراقة الغمازتين
واكتمال صوتك
بالموسيقى



















حتى إذا غشيته ريح عاتية
فتركت علامات مشققة فى جسده
فإذا به
رافعًا هذا الجسد
كمصلوبٍ على جبل
ولن تدركى اللحظة بقولى أو لغتى
الفاتنة
لكن
هى الروح ـ ومنزلتها الصدق ـ
وزهورى بين عينيك
ماء تَنَزَّل
فكثر الزرع والحصاد
















كلما
انتظرتها خارج الحافلة
أو يوم الجمعة
أو فى تفاصيل المكان
أخرجتنى خائبًا
من بين جدائل جنة الشهوة
لترتوي مكيدةٌ
هى المجهول
لأصابع يدي
فى المدى


















لك الطير، والسماء بنوافذها، كل عصافيرها
لك الفرحة، العيد، كل الكعك والبسكويت
لك الأغانى، منشدات الحرير، كل عزف الأشجار فى الربيع
لك الحرفُ، واقفًا وقاعدًا، وعلى جنيه مسترسلاً  فى
آهة العاشق، يرسم مخيلته الواسعة فى أرض الله
لك أربعون عامًا، من خمرٍ معتقةٍ، وأردية لا تَبْلى،
كل خيطٍ فيها من ذهب عينيك، تحيكه النساء بضمة صدورهن إلى الليل، مَرضيات بحديثهن الساحر عن الغرام.
لك النخيل، استوى فوق العرش، لك السمر فى الغيطان، ذهاب الفلاحين إلى الحصاد وإيابهم، الأرض وطبقاتها، الخشنة والناعمة.
لك أخر رمقة نظر، قبل أن ينقضى كتاب الليل
لك السلام يا شيماء، وبرحمة منك، لا أشقى،
لك السلام
حتى مطلع الرضا في عينيك.
54 |


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads