الرئيسية » » شاعر فوق أرجوحة يقشّر المندرين. محمد أنوار محمد

شاعر فوق أرجوحة يقشّر المندرين. محمد أنوار محمد

Written By غير معرف on الأحد، 31 مارس 2013 | مارس 31, 2013


شاعر فوق أرجوحة يقشّر المندرين.
                                               محمد أنوار محمد

-1-
على ضفّة نهر أقاموا معسكرا، 
وأرسلوا متسلّلا إلى رأسي. 
على الضّفّة الأخرى أرسلت عقلي 
إلى نملة تحمل حبّة قمح، 
وشرعت أقشّر المندرين. 
وفوق سيقان صفصاف 
مصطفّ جنب النّهر، 
تترقّب غربان جائعة. 
ركبتُ أرجوحة 
ونفختُ في الأفق، 
فهبّت ريح خفيفة. 
" مجرّد كومة غبار في سفح جبل، 
وفوق أرجوحة يقشّر المندرين ". 
سجّل المتسلّل ناسيًا الأساسيّ.
-2-
من أكون كي أشكّل مشكلة ؟
في الطّفولة تعضّيت على ورق أبيض: 
وجهًا سمحًا، 
يدًا تشير إلى جهة نائية، 
عينًا أرقة، 
ورميمًا منتشرًا في كلّ ناحية. 
كنت أسلّل العالم إلى عقلي، 
وأتسلّى بتفتيته، ليتشكّل مشتّتا. 
لقد يبّستُ اليَقَنَ، 
وسنبلتُ الشّكّ. 
وأقفلت باب الرّاحة 
في حياتي دون ندم. 
راحتي: 
على الكتف الأيمن سَمّرت حمامة كونيّة، 
وعلى الأيسر صوّبت بندقيّة محشوّة 
بكلمة كاليدوسكوبيّة.
-3-
الكلمةُ الكاليدوسكوبيّةُ 
نظرةٌ مشرّدةٌ 
في المادّة التّائهة. 
نزلتْ يوما في عيني 
وفجّرت نبعا دون إذني. 
دوما تتدفّق فوق الكينونة: 
كلمة على رأسها لَمْبة، 
تسيل من محبرة فارغة، 
وتنير العالم. 
كلمة في جيدها جرس، 
تتمدّد بسرعة، 
في سلحفاة سرمديّة. 
كلمة مخلصة لشاعر  
منسيّ تحت ماء البحر.
-4-
أيحشد هذا الجيش 
لشاعر فوق أرجوحة 
يقشّر المندرين؟ 
يحشد لشاعر يضع طاقية 
تخفي غابة 
حيث ذئاب ضالّة 
تزحف بخبث 
إلى العالم 
لتفترس أعرافه الطّيبة. 
لست متأكّدا، 
أضع طاقية لِأقيَ رأسي. 
لكنّ حيرة النّاس 
على حافة الحياة 
تدفّق فيّ المرح 
وتمنحني الرّاحة.
-5-
في وقت ما، 
بمسلّمات يابسة، 
سرتُ والنّاسَ خلف كلمة ما. 
محفوفا بالخوف 
تسلّقت العالم  
كعضاية كسولة. 
مرتبكا في كتاب 
تنفّست بعسر. 
وباستسلام تامّ 
سرت بسذاجة جنب السّفح. 
كنت نهرا صافيا 
يصبّ في جمجمة محمّلة 
بحشرات ميتافيزيقيّة عملاقة. 
ولَمّا الكلمة الكاليدوسكوبيّة 
ساحت على عرش اللّوتس، 
ولمعت في عين الشّمس، 
وشبّت في شجرة العلّيق، 
ونزلت في عيني 
نبعا متدفّقا.. 
تجلّيتُ شاعرا 
يجري في صحراء تائهة 
تتمدّد في رأسي دون توقّف. 
وأدركت الكون كلمة: 
كلمة تتحرّكُ، 
كلمة من الموج. 
حينا في السّفح، 
وحينا في الأوج. 
لذا متّنوا مضاربهم قرب النّهر. 
ليتقدّموا !
-6-
زحفوا.. 
لم يجدوا إلّا مجازا 
يتأرجح في البرّية. 
عقلي أرسلته إلى نملة تحمل حبّة قمح 
( خدعة نسجتها تحت الشّمس ). 
جثثًا خرجوا 
تلقّفهم الغربان الجائعة، 
بينما كنت أرى الكلمات 
تمرُج  بعيون ممدودة 
إلى عشب أخضر 
يبتسم كالعصافيرْ.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads