الرئيسية » » مقاطع من اندلس لبغداد 2002 - 10 | محمد مظلوم

مقاطع من اندلس لبغداد 2002 - 10 | محمد مظلوم

Written By غير معرف on الأحد، 17 مارس 2013 | مارس 17, 2013






محمد مظلوم

مقاطع من اندلس لبغداد 2002 - 10

الْجَميْعُ. 
إلَىْ عُزْلَةٍ واحِدَةٍ،
كأنَّهُمْ صَيَّادُوْنَ فِيْ بِئْرٍ مُرَّة. 
كأنَّهُمْ هَاوِيَةٌ تَتَنفَّسُ فِي البَعِيْد،
الْجَميْعُ،
كأنَّهُمْ خُلاصَةُ جِيْلٍ ضَالٍّ،
اخْتَطَفُوُا مِنْ مَدِيَنةِ الْحَرْبِ أعْمَارَهُمْ،
وَتَنَزَّهُوا، مَعَهَا،
فِيْ مُسْتَعْمَرَاتٍ فِي البِحَار.
…وَهَا أنَا
بَعْدَ ثَمَانٍ أخْرَىْ مِنَ الفُقْدانِ، 
أَجْمَعُ النُّوْرَ،
وأَصِلُ إلَىْ تَبْغٍ قَدِيْمٍ.
فَاتِحَاً مَظَلَّةَ أعْيَادِيْ،
وأمْشِيْ ـ جَمِيْعَاً ـ فِي العَاصِفَة.
عَلَىْ وَشْكِ أنْ يُشْبِهَنِيْ النَّاسُ،
انْتَظِرُ اللَّهَ أنْ يَخْلُدَ إلَىْ النَّوْمِ،
لأتْرُكَ مِفْتَاحَ البَيْتِ،
عِنْدَ رَأسِهِ،
وأغَيِّرَ طَرِيقِيْ إلَىْ البَرِيْدِ 
عِنْدَ الصَّبَاحِ، 
وأتَلفَّتَ فِي الشَّوارِعِ،
بَحْثَاً عَنْ مَقاهِيْ بَغْدَاد.
نِيْرَانٌ تَتَقلَّبُ فِي الهَوَاء 
كَانَ مَشْهَدُ اللَّيْلِ،
أَقْرَبَ إلَىْ نُكْتَةٍ تَنْسِجُ العَتْمَةَ،
خَرَجْتُ مِنْهَا مُلَوَّثاً
بِحَرْبٍ عَلَىْ وَشْك.
كَانَ مَشْهَدُ اللَّيْلِ،
أقْرَبَ إلَىْ ثِيْرانٍ 
تَهْرُبُ فِي العَتْمَة،
حارَبْتُ فِيْهَا بِوجْهٍ عَلَىْ وَشْك.
الْوشَاةُ، فِيْ كُلِّ مَكَانٍ، 
يَجَمَعُوْنَ جَنَّتِيْ 
خَبَرَاً، 
خَبَرَاً،
وَيَتَعَقَّبُوْنَ جُثَّتِيْ فِي المَقْهَىْ،
مَقْعَدَاً 
مَقْعَدَاً
وَيَعُوْدُوْنَ لِلْبِلادِ 
بأرْزَاقِهِمْ الْبَائتَة،
بَيْنَمَا أخْرُجُ مِنَ الْجَحِيْمِ،
ريْثَما يَعُوْدُوْنَ.
أنَا الَّذِيْ مَاتَ
فِيْ حَوَادِثِ سَيَّارَاتٍ،
وبالصَّعْقَةِ الكَهْرَبَائيَّة،
وفِيْ حُرُوبِ الأسْلِحَةِ البِدائيَّة،
أنَا الَّذِيْ اسْتَيْقَظْتُ فِيْ (عَدَنٍ)
مَطْرُوداً مَعْ نُذُورِيْ 
الَّتِيْ تَسْطَعُ فِي الهَاوِيَة.

ظِلالُ الْهَارِبِيْنَ مَعَيْ، 
تَتَشَكَّلُ قَوْسَ بِدَايَةٍ، 
وَمِنْ جَهَنَّمَ الَّتِيْ تَرَكْتُهَا 
تَطْرُدُ أبْناءَهَا فِي الشَّوَارِعِ، 
هَرَبْتُ، 
إلَىْ جَهَنَّمَ تَنَامُ مَعِيْ فِي السَّرِيْر،
وبَغْدَادُ قَوْسُ الْبِدَايَةِ الْمُغْلَقُ 
لا أمْطَارَ تَسْتَدْرِجُنِيْ 
إلَىْ الطَّفُولَةِ الَّتِيْ ارْتَطَمَتْ،
غَيْمَةً بِذَلِكَ الْقَوْس.

أُشْعِلُ لَيْلاً بِلَيْل،
وأعْبُرُ الشَّمَالَ
عَلَىْ ظِلالٍ مُنْهَكَةٍ لِهَارِبِيْنَ قَبْلِي،
كَازَّاً أسْنَانِيْ عَلَىْ ذِكْرَيَاتٍ مُرَّةٍ،
ومَعِيْ أصْدِقاءٌ مَرْضَىْ،
سَبَقُوْنِيْ فِيْمَا بَعْدُ 
إلَىْ مَطَرٍ قَدَيمٍ،
وَلَمْ يَتْرُكُوُا خَلْفَهُمْ
ظِلالاً لِهَارِبِيْنَ،
وَلَمْ يَنْشُرُوا وَبَاءً أوْ مُسْتَعْمَرَاتٍ.

مَا آخِرُ الشَّمَالِ ؟
قَالَ لِيْ الكُرْدِيُّ،
وهْوَ يَدْفَعُ مَا تَبَقَّى مِن الظِّلال 
إلَىْ الْهَاوِيَة،
ويَحْلُمْ بالسُّفنِ الَّتِيْ تَأتِيْ مِن الْجَنَّة.
قُلْتُ لَيْسَ بِيْ جَنَّةٌ لأتَذَكَّرَ،
لكنَّهَا الطَّائِرَاتُ،
تُدَقِّقُ بالغُرُوبِ،
وبالبِغَالِ الْمُتْعَبةِ عَلَىْ طَرَفِ الشَّمَال.

عَلَىْ الْخَابُوْرِ،
كَانُوُا يَثِبُوْنَ مِنْ شَتَّى الأقَليِّاتِ،
شِيْعَةٌ، وأكْرَادٌ، وأرْمَنٌ، 
ومُبَشِّرُوْنَ بِدِيانَاتٍ، 
ومُسَلَّحُوْن!
غَيْرِ أنَّ الرِّيَاحَ دَفَعَتْهُمْ 
إلَىْ الفَنَادِقِ مَرَّةً أخْرَىْ،
ذَلِكَ أنَّ الآلِهَةَ 
ارْتفَعتْ أصْواتُهَا
وَهْيَ تُحَاوِلُ التَّعَرُّفَ عَلَىْ أبْنَائِهَا.

فِيْ الْيَوْمِ التَّالِيْ،
كَانَ عَلَىْ الْخَابُوْرِ قَارِبٌ وَحَيْدٌ،
أقَلَّ الْجَمِيْعَ،
بِسُرَرِهِمْ وصَنَادِيْقِهِمْ،
وَكَانَ الْمَجْرَىْ لامِعَاً
بِصُوَرِ الأضْحِيَة.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads