الرئيسية » » (كتاب الحب ) | أحمد مجدي عصام

(كتاب الحب ) | أحمد مجدي عصام

Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 28 يونيو 2016 | يونيو 28, 2016

(كتاب الحب )
(1)
" أربع حركات "
كان يسأل عن عنوان لا يعرفه
و كانت تدمن معانقة الغرباء
و عندما نظر
اجتذبته رائحة البحر في ملامحها
غيبته أحاجي كلماتها الممدودة
فتذكر أنه شاعر
وشرع يكتب أولى قصائده
لم يتوعدا
أسلما مصيرهما لقانون الوجود
كأنهما نجمان يتجليان في الأفول
كأنهما جسدان يعتقان الضحك
و عندما استبد بهما الحنين
نادتهما أغنية
فارتحلا نحو حانة في المغيب
و شرعا في العناق و البكاء
............................
_ ما أصعب أن أحب مجنونا لا يؤمن بالتاريخ
= ما أصعب أن أحب مسافرة تختلق الألغاز
_ كنت سأقدم لك لعبة تعلمك الحب
= كنت سأحملك لبياض في القصيدة
_يبدو أن البحر يفضل النهايات الحزينة
=هذا لأن الخسارة تمنحنا حرية أكبر
_ لكن قصيدتك جديرة بالغناء
= وعيناك كانت دليلا أن الحب ممكن
_أود تقبيلك قبل الرحيل
= سأتذكرك ، وكلما تذكرتك سينبت البحر في كفي
......................................
كان يسأل عن عنوان لا يعرفه
وكانت تدمن معانقة الغرباء
و عندما نظر
تذكر أن امرأة ما قابلها هنا يوما
جعلته يؤمن بالتاريخ
وأن كلماتها الغاوية
أوحت له بقصيدته الأولى
و أنهما كانا قادرين معا
على الضحك و البكاء و الموت
لكن شيئا في هذه المرأة تغير
أحس به في صوتها
و كأنها كانت تنتظر القادم في ركاب العابرين
وكأنها أصبحت أكثر ايمانا
و أكثر جنونا
....................................
= لم أكن شجاعا بما يكفي كي أحبك
_ و أنا كنت أنوي خديعتك
= كان جرحي يزدريني
_نعم ، لهذا رأيتك بريئا
=وعندما شفيت عرفت أنك السبب
_ تلك الحيلة تعلمتها من أمي
= لكن هل تغير التاريخ في غيابي ؟
_ لا أدري لكن يقولون أني صرت أكثر ايمانا و أكثر جنونا
= قصيدتي الأولى نسختها مئات المرات بمئات الأشكال
_ هذا ما كنت أتوقعه
= ربما هو قانون الوجود..
_ أود أن أكون آخر من يقبلك قبل الموت
= أجل ، والبحر سيروي حكايتنا
(2)
" ما وراء النص "
أحببت امرأة ما
و خفت أن تتركني وحيدا
فتصنعت الجنون
و أنشأت ذلك النص السابق
عن عاشق بريء
وعن امرأة تشبه المدن القديمة
تقدس التاريخ
و تحفظ أحاجي البحر
مخاوفي دفعتني لأختلق فراقا
فكانت رحلة العاشق
كنت لا أدعو لشيء ما
لذا كنت متساهلا ولم ألق بالا كبيرا بالتفاصيل
وكم وددت رؤية حبيبتي
لذا اخترعت نهاية سعيدة
واعدت تفسير الكون ليناسب تلك النهاية
و هذا النص كان فرصة
أن اتبع رائحتها
علني أكتشف معنا للحب
معنا للجنون
.....................
المدينة ساحلية ،
و الحوار في حانة ،
و السرد الغائب لعبتي المفضلة
أرتدي به الأقنعة و الأصوات
كما هو التاريخ و البكاء و الموت .
هكذا نتكىء على هذا الوجود و نقتات أنفسنا لنبوح بحكاية تؤنس العابرين ليمتد المسير
(3)
" نقد النص "
نفسك قصير كالعادة
لذا تكتفي بضربات موجعة
وهروبك الى الحب
علامة على يأسك
و علامة على نضجك الأخير
عوالمك لم تتغير
ينقصها فقط ذكر تاجر سيء
و صديق خائن
و عشق الخسارات
أما الخفة البادية في كلماتك
فربما ورثتها من أسلاف غرباء
كمثل تحولاتك الخافتة
ونهايتك التي لا تفصح عن يقين.
هذا أنت
كأنك تود بناء عالم يتحدى الفناء
لكن الموت أخبث من أن تؤاخيه
لذا لا يبقى منك غير شرف المهرج .
(4)
" تجاوز النص أو الحركة الخامسة "
انهما يحاولان الآن أن يبتكرا تريقا للموت
لا يعلما أن الموت قديم
و أنه يتلبس الوجود
يمكنهما معا أن  يخوضا ضده معارك كثيرة
لا بأس من بعض الهزائم
الموت مراوغ
لا تجدي مهادنته
لكن يمكن أحيانا اصلاحه من الداخل
لهذا سيشرعان في كتابة قصيدة جديدة
سيمنحان الكلمات معنا مراوغ
سيتخفيان كالعادة
وبين الحين و الآخر سينطلقان في مونولوج حاد
انهما الآن يعانقان المدينة
و تعلما كيف يجعلان من روحيهما خيمة للعالم
سيمشيان طويلا
و سيمحوان ما قالا
ليعيدا كتابته دائما
وسيتركان حلما
يمكن لأي آت أن يفسره .

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads