الرئيسية » » تكتبُ مديحك للطبيعة كلّ مرة | صلاح فائق

تكتبُ مديحك للطبيعة كلّ مرة | صلاح فائق

Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 28 يونيو 2016 | يونيو 28, 2016

تكتبُ مديحك للطبيعة كلّ مرة 
لا تتلقى شكراً منها ولا إمتنان .
حان الوقتُ لتلتفتَ الى انحاء اخرى , 
تضعً حدّاً لمحنة المهاجرين بالكلمات : ليس لك غيرها ,
او تغني أمامهم بينما فراشاتً تخدشُ وجهك ـ 

قد يسخرُ منك شبانٌ فيهم , عندئذ قفُ على كرسي ,
ربما على ظهرِ جاموسٍ هاربٍ من قرية ,
بذا تعلو على الساخرين والمدمنين منهم , 
تواسي جنوداً يبكونَ حولهم والمطرُ , وتسمعهُ وحدك , 
يتوعدُ من بعيد هذه الجزيرة بمائهِ الملوّثة

*
هناكَ مشادّةٌ بين لصوصٍ في قارب
لا أسمعهم جيداً : أحدهم أحدبٌ وكان صياداً .
إنهُ صباحُ شتوي , مرّ زلزالٌ خفيف
قررتُ الخروج والمجيء هنا , مرتدياً معطفَ جندي إختبأ في بيتي لأيام
لم اسألهُ عن السبب .
بهذا المعطف أبدو وكأني بائعٌ متجولٌ في ريف
المشادّة مستمرة

*
وصلتُ الى نتيجةٍ مفادها ضرورة التلقيح ألإصطناعي ,
بمحقنة فيها حيامن , للواتي لا ينجبنَ .
نصحتُ صديقتي في هذا الشأن , وكنتُ أملسُ شعر رأسي , 
او ما بقيَ منه , لكنها رفضتْ . 
رجوتها , في ما بعد , تكفّ عن عضّ ذراعي اليمنى , 
لأنها تنتهي الى يدي التي تكتبُ .
عندي صديق , سردتُ عليها , يبيعُ حيامنهُ مرةً كل عدة أشهر , بمبلغٍ كبير,
يظنّ لهُ عشرات ألأطفال في هذا العالم .
مضت سنوات , صادفتُها اليومَ في حديقةٍ تدفعُ عربة طفلها
يتبعهما طفلُ آخر .
نظرتْ إليّ , إبتسمتْ
قالت : شكراً لك ولنصيحتك الثمينة .
شعرتُ , وأنا أتجه الى البيت , بحزنٍ 
ثمّ إنتبهتُ أنني مفيدٌ أحياناً

لم أكن اعرفُ هذا , ففرحتُ
*
قصفتْ طائرةٌ بيتي , ليلة امس ,
لا اعرفُ السبب 
إحترقت الكتبُ والقصائد , شراشف السرير وستائر الشبابيك . 
هربَ كلبي , إحتضنتُ سنجاباً من حديقتي وكان يبكي .
عثرتُ بين ألأنقاضِ على مظلتي سالمة

*


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads