الرئيسية » , » لتصبحي أبدية بعدها | محسن عمادي | ترجمة عن الفارسية: بشار النعيمي

لتصبحي أبدية بعدها | محسن عمادي | ترجمة عن الفارسية: بشار النعيمي

Written By تروس on الجمعة، 11 مارس 2016 | مارس 11, 2016

IX
الموت، أنْ يتوقّفَ نبضُ القلبِ بينَما يتواصلُ نبضُ الساعة
الحب، أنْ يخفقَ القلبُ، ويقفَ الوقت
ربما هي مقارنةٌ بسيطة
لكن، لماذا نظرتِ مرةً أخرى لساعتِك؟
عرفت أنّ الانتظارَ 
هو الاحتمالُ المتراكمُ للخلود 
والعشقُ هو معجزةُ الفانين
هو خجلُ الأبدِ
أما الموت، فلا يُطيلُ انتظارَ أحدٍ.
نهار الصيف الطويل
يختفي بين النعوشِ وأبراجِ الساعات
الأطلالُ فهمَت لكنّك لم تفهمي
أنّ الحرب، تُشوّه معنى الانتظار
لكنّ الحفاظَ على الحياةِ هو الحقيقةُ الباقية.
هل ماتت؟
هل هربت لوحدِها دونَك
أم أنك لستَ عاشقاً بعد الآن
الموتى لا يُجيبون
والأحياءُ يهربون
بينَما يَمنحُ حبٌ جديدٌ الحياةَ لنبضِ الساعة.

X
كما يُشِعُّ القمرُ دونَ غايةٍ
لا تبدأُ الحروبُ دونما سببٍ
وكذلك من يُغادرُ أو يبقى 
كلاهُما معلّقٌ بيدِ الصدفة.
انظري في عينيَّ أولاً
قبل أن تغلقي حقائبكِ وتقولين وداعاً
أم أنك ستَأخذين أيضاً متعةَ السيجارةِ الأخيرةِ
قُبيلَ تحرّكِ القطار؟
هنا والآنَ حيثُ تولدُ الحقيقةُ من الألم
أنا لا أريدُ أنْ أكونَ حقيقتك
أغلقي عينيك واتركي قبلتُك المعدنية
تذوبُ في شراييني المشتعلة
وكما يَستقرُّ القمرُ دونَ مبالاةٍ 
بهيئةٍ جديدةٍ كلّ مرة
كذلك القطارُ يقتربُ من محطتِه
ليصير الجمالُ مستحيلاً
وفي غمرةِ هذا اليأسِ يَصيرُ ممكناً 
أنْ أتخيّلَ جلدي تراباً
منذُ تابعتُ قدميك تسحقان السيجارة
لتصبحي أبدية بعدها
وليتوقَّفُ الضوءُ على جسدِ القمرِ المكتمل
في المحطةِ المتروكة للحظة القصف.

* شاعر إيراني من مواليد 1976، يعيش بين إسبانيا والمكسيك. أصدر عدة مجموعات شعرية، كما أسهم في تقديم الشعر الفارسي المعاصر بلغات أجنبية، ولا سيّما باللغة الإسبانية التي صدرت أيضاً مجموعة من كتبه مترجمة إليها. القصيدتان من مجموعته "الوقوف على الأرض"


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads