قصيدة: (من تكلّمَ يُؤخَذ منه) شعر: محمد عيد إبراهيم
.....................
جَدِّي أَحَبّ مَسِيحيةً، واستَشَاطَ
لمّا تَعقَّبَهُ أهلُها:
ـ ألله، يا إخواني
على طَرفِ إصبَعِها، وأخونُ
إن قلتُ لا أحتاجُ من فَمِها كِلمةً...
.
لكنَّهم قَتلوهُ،
.
رَدّ الله طِينتَها من جديدٍ، على شكلِ أمي،
سبعةَ أشهرٍ وسبعَ ليالٍ أعومُ
في بطنِها، لكأنَّني التِنِّينُ يقهَرهُ الحَبسُ
للحياةِ. ثم مِلتُ، حَطَّمْتُ حِقوَيها
وبَلَّلتُها بلِسانِ دمي ـ
.
بعدَها، لا ثدي أُغرِيهِ كالمَأخوذِ
بالنومِ. أرفَعُ صَرخَتي لله:
عَظْمي جَرِيحٌ، وَوَحْلٌ
بشكلِ الغِطاءِ على عَورَتي،
فأَخُورُ...
.
مرَّت سنينُ،
قابلتُ نُسخَتَها بالدِّيرِ
تَشتِلُ زَرعاً، قالَت الراهبةُ:
ـ إياي، أمّكَ!
.
أرقبُ قُبلَتي في شَعرِها الأبيضِ، أمامَ
أبي، بوَحْشَتهِ. شَهرُ برمودةَ
عادَ، والبردُ
قُفلٌ صَدِئ. فَفَتَحتُ شَيئاً معي ـ
.
طارَ نَحلٌ
وازرَقَّ في النارِ. أَشبُك
يَدِي بيَدَين مَعروقَتَين، وأبكي ـ
.
تحتَ أقدامي تموتُ، وحرفُ اسمي
مَشبوكٌ على صَدرِها
كالتِّينَةِ. ما الغيابُ؟
.
سَحَبتُ أَورِدَتي بالمَقَصِّ.
................
(*) من ديواني: (مخلب في فراشة)، دار الانتشار العربيّ، بيروت، 1999
.....................
جَدِّي أَحَبّ مَسِيحيةً، واستَشَاطَ
لمّا تَعقَّبَهُ أهلُها:
ـ ألله، يا إخواني
على طَرفِ إصبَعِها، وأخونُ
إن قلتُ لا أحتاجُ من فَمِها كِلمةً...
.
لكنَّهم قَتلوهُ،
.
رَدّ الله طِينتَها من جديدٍ، على شكلِ أمي،
سبعةَ أشهرٍ وسبعَ ليالٍ أعومُ
في بطنِها، لكأنَّني التِنِّينُ يقهَرهُ الحَبسُ
للحياةِ. ثم مِلتُ، حَطَّمْتُ حِقوَيها
وبَلَّلتُها بلِسانِ دمي ـ
.
بعدَها، لا ثدي أُغرِيهِ كالمَأخوذِ
بالنومِ. أرفَعُ صَرخَتي لله:
عَظْمي جَرِيحٌ، وَوَحْلٌ
بشكلِ الغِطاءِ على عَورَتي،
فأَخُورُ...
.
مرَّت سنينُ،
قابلتُ نُسخَتَها بالدِّيرِ
تَشتِلُ زَرعاً، قالَت الراهبةُ:
ـ إياي، أمّكَ!
.
أرقبُ قُبلَتي في شَعرِها الأبيضِ، أمامَ
أبي، بوَحْشَتهِ. شَهرُ برمودةَ
عادَ، والبردُ
قُفلٌ صَدِئ. فَفَتَحتُ شَيئاً معي ـ
.
طارَ نَحلٌ
وازرَقَّ في النارِ. أَشبُك
يَدِي بيَدَين مَعروقَتَين، وأبكي ـ
.
تحتَ أقدامي تموتُ، وحرفُ اسمي
مَشبوكٌ على صَدرِها
كالتِّينَةِ. ما الغيابُ؟
.
سَحَبتُ أَورِدَتي بالمَقَصِّ.
................
(*) من ديواني: (مخلب في فراشة)، دار الانتشار العربيّ، بيروت، 1999