الرئيسية » , » نظرية التطوّر لدى علي عزت بيجوفيتش | عمر فارس

نظرية التطوّر لدى علي عزت بيجوفيتش | عمر فارس

Written By هشام الصباحي on الخميس، 10 سبتمبر 2015 | سبتمبر 10, 2015


نظرية التطوّر لدى علي عزت بيجوفيتش



هذا ليس نقدًا أو وجهة نظر شخصيّة، وإنما تحليل لرؤيا بيجوفيتش.
_______________________

“ليس الإنسان مفصّلاً على طراز داروين.”

إن هذه العبارة التي يفتتح بها بيجوفيتش كتابه الإسلام بين الشرق والغرب (الشروق، ط.3، ص.65) محوريّة لفهم موقفه تجاه 

نظريّة التطوّر. والكلمة المفتاحية هنا هي “الإنسان،” الذي يعرّفه بملتقى الضدّين: الروح والمادة، الأخلاق والمتعة المطلقة، 

الحيوان المفكّر المفترس والفنان الذي ينقش في الكهوف. إن لحظة الإنسان (ذي الطبيعة الثنائية، لا الحيوان المتطوّر) على هذه 

الأرض، ليست عندما انتصب أو عندما امتلك عقلاً مفكّرًا، لأن ذلك كله نتاج للتطوّر الداروينيّ. وإنما أتتْ تلك اللحظة عندما قرّر الإنسان أن يحرّم على نفسه بعضًا مما يفعله، ويخسر الكثير مما كان يمكن أن يحصّله لأسباب أخلاقيّة (عكس مبدأ المنفعة.)
إذًا، لم يقترب بيجوفيتش من الحقل الماديّ (حقل النظريّة)، لأنه يعتقد أنها لا تفسّر وجود الإنسان، وإنما تفسّر وجود الحيوان المفكّر. وهو يعتقد أيضًا أن الإنسان وُجِد من خلال ما أصاب الحيوان المفكّر من “دُوَارٍ ميتافيزيقيّ” لا مراحل تطوريّة. إنه لمن العجيب حقًّا أن يظنّ البعض أنّ بيجوفيتش وجّه انتقادات قاتلة لنظريّة التطوّر، لأنه لم يقترب من حقلها أصلاً. إنها لا تفسّر الوعي، ولا تفسّر الميول الأخلاقية والجماليّة (الفنيّة) للإنسان.
تعقيب:
ربما يمكننا تسمية ما سبق بالخلقويّة أو الخلق الخاص (Special creation). لكنّ بيجوفيتش لم يكن من السذاجة بمكان لأن يؤمن بالخلقويّة على الصعيد المادي (الموازي لنظريّة التطوّر) ويواجهَ شواهدَ علمية صلبة جدًّا، بل نحت طريقًا آخر من خلال الإيمان بما يمكن أن نسمّيه بالخلقويّة الروحية أو اللا-ماديّة.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads