الرئيسية » » نحنُ مادةٌ شهيةٌ للطرق | آلاء فودة

نحنُ مادةٌ شهيةٌ للطرق | آلاء فودة

Written By هشام الصباحي on الخميس، 4 يونيو 2015 | يونيو 04, 2015

نحنُ مادةٌ شهيةٌ للطرق
سنمنح أجسادنا ذات يومٍ لباصٍ متهورٍ
أو قطارٍ بعينٍ واحدة
سيأكلنا "توكتوك" ضال
ويتجشأنا ملاكي ناعم
عظامنا اللينةُ سيسندون بها المقاعد الخلفيةَ
في أتوبيسات النقل العام
هي جديرةٌ بالهبة
الفقراء المرضى سيسعدون بذلك
_هم بحاجة لظلٍ يتكئون عليه ._
أقدامنا ستكونُ معجوناً جيداً للأسفلت
فقط اضف عليها قليلاً من الحناء وستصبح مهيئةً
لرصفِ طبقةً جديدةً من الطريق الدولي
لا تنس أعمدة الإنارة المحروقة هناك
أعيننا سترشدُ عربات النقل ليلاً
(حتى ولو قطعتم الكهرباء عن الأعمدة )
وانشغلتم بمراقبة السرعات ِ
وتحديدِ المسافات الباقية في مداخل المدن
ونحت الإشارات المرورية على جلودنا
ستتمكن نخلةٌ وحيدةٌ من حمايةِ نسلها
في قبلةٍ توشكُ أن تحدث .
أفواهنا وأسناننا الملونةُ علقوها في زجاج الميكروباصات
ربما تمر فتاةٌ لتصلحَ مكياجها
فيبتسمُ ثغرٌ وتغمزُ لها شفتان .
عظمة القصِ وثلاث أضلعٍ من الصدر
ِ
ستكونُ إشارة مرورٍ
في مدخل المدينة.
أما الترقوةُ فهي مكبحٌ لفراملِ أتوبيس رحلاتٍ
كاد يسقطُ من فرط العناق.
دماؤنا التي ستتناثرُ على مرآةِ السائق
هي مصدرٌ نظيفٌ و متجددٌ للطاقةِ
اشحنوا عرباتكم بها
وغنوا وأنتم في الطريق
فربما يحنُ "كلاكسٌ "
لحنجرته القديمة .
آلاء فودة

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads