الرئيسية » » حين تكوم جسدى فى المقعد العميق | أمجد ريان

حين تكوم جسدى فى المقعد العميق | أمجد ريان

Written By هشام الصباحي on الخميس، 4 يونيو 2015 | يونيو 04, 2015

حين تكوم جسدى فى المقعد العميق



كانت الساعة تقارب الواحدة بعد الظهر ، عندما أحسست أن كل شئ هباء 
الفازة المبططة القصيرة ، موضوعة على النيش ، والزهرة البنفسجية الوحيدة ، تنسجم مع الألوان فى الستارة الخلفية
وأنا أشرب قهوتى وحيدا :
الحى الشعبى خلف ذراعى ، والطفلة المستكينة فى صدر أمها .
.
أريد أن أسافر فى خيالى ،
وأمامى المرأة تحمل الأصيص بزهرته الدقيقة ، وتضعه فى ركن الشرفة
قطّة شاردة تسير بحذر على سور بعيد ،
وعندما رن جرس الهاتف ، كنت أنا عند باب الصالة .
.
الفازة المليئة بالأزهار قد تدفع لاستقرار النفس
وأناأريد الطيبة العائلية القديمة ، أريد طيبة المرأة التى أربكتنى برقتّها : واقفة فى الشرفة بين قصارى الزرع وعيناها فى اتجاه آخر الشارع .
.
أنظر لصورة وجهى فى زجاج النافذة
والبياعون السريحة فى الشارع ، ومندوبو المبيعات البائسون ، وبائعو الخبز والخضرة منتشرون على النواصى .
الحزن مطبوخ فى الصدور ، والفازة كانت على امتداد التاريخ مقياساً لمحبة الوجود
وأنا أمشى طوال النهار بلا فائدة
أفتح راحة يدى وأغلقها لأستشعر إرهاق ذراعى .
.
أجلس فى السماء على مقعد خيزرانى قديم ، أنظر للبشر الذين يمرون إلى كل الجهات فى الوقت نفسه :
احكوا لى عن كل ما أعرف ، وكل ما لا أعرف ،
ثم أفسحوا ،
لأرى هذه المرأة بفستانها الواسع ذى الكشكشات
يجعلها مثل الزهرة المتفتحة .
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads