الرئيسية » » راشيل الشّدياق | عذراً من عينيك

راشيل الشّدياق | عذراً من عينيك

Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 5 مايو 2015 | مايو 05, 2015

راشيل الشّدياق
ولدت راشيل الشّدياق ببلدة رشعين (رأس العين) قضاء زغرتا ( شمال لبنان). زاولت دراستها في مدرسة الرّاهبات الأنطونيّات بالخالديّة بزغرتا .حصلت عام 1994على شهادة دار المعلّمين ببيروت في تخصّص اللّغة الفرنسيّة.تكتب الشّعر باللّغتين العربيّة والفرنسيّة .تنصرف في مجمل نصوصها إلى تصوير عالمها الدّاخليّ العامر بحبّ أفلاطونيّ يتراوح بين العنف واللّطف، مستخدمة لمسات لفظيّة في منتهى الرّشاقة، ومستثمرة كأحسن ما يكون الاستثمار ما تتمتّع به من خيال خصب وحساسيّة جماليّة مرهفة .
عذراً من عينيك
عذراً من عينيك
يا ذا الذي بعينيكَ تقتلني
أما شبعَتْ عيناك من التّلاقي؟
أيّ حنينٍ ذا الذي ألحظُهُ
أيّ عشقٍ ذا الذي يغريني؟
على أنهرِ الأحرفِ ولِدت كآبتي
وسلا نحوكَ جنونُ أفكاري
بتيهٍ غزلتُكَ شعاعاً يسحرُني
يؤجّجُ ناراً سريرَ أحلامي
لِمُقلتيكَ منّي ألفُ سلامٍ
أصوغها لك بحورَ مُرجانِ
كَسِرِّ دررِها حيكت قواميسُ إبائي
وعلى شواطِئِها بريقُ شمسٍ لَهْبُ نِدائي
يا ذا الذي بعينيكَ تأسرُني
إنءَ بعينيكَ فما منكَ سوى تلاقٍ يهزمُني
***********************************
تهرُب ذاكرتي منّي
تهرُب ذاكرتي منّي
تقبعُ هاجِعةً في أضْلُعِكَ
تُسائل الياسمينَ بعضاً من عطرٍ
يأتيني مع تقاسيمِ البوحِ لحنُ حياةٍ
أكسِرُ غَفْوةَ العِنانِ لنفسي
تنتفِضُ فيّ ثُمالةُ أنثى
كالشّظايا مدموغةٌ فيها الجراحُ .
أُسنِدُ رأسي على متّكإ طريقٍ
أنتظرُ... .
فجرٌ بنسائمِ الحريرِ يقتربُ
أغمضُ الأجفانَ
أهربُ إليه كطفلةٍ
على الثّغرِ تفترُّ بسمةٌ لدمعةٍ .
هناك في ظلالِ أوديتي بعضٌ من طيفٍ
تنهيدةٌ كلحنِ نايٍ تدغدغُ أنفاسي .
تُراك آتٍ مع الفجرِ؟
باللهِ قل لي كيف في آنٍ تكونُ شظيّةَ البُعدِ
وفي أوانٍ بلسماً لجرحي؟
**************************************
غضب
أكانونُ اعصِفْ
ها الصّقيعُ بانَ على جبينِ الدّروب
ويا رعدُ اقصِفْ
لا تخَلْ ربيعاً طيفَ الغروب
هي خمائلُ الورودِ قد ذبُلتْ
هي شفاهُ الفجرِ قد صمَتَتْ
فلا الشّوقُ دِينٌ
ولا الدِّينُ عشقٌ
ولا العشقُ زهرٌ يُحيي القلوب
حضِّرِ الحقائبَ يا زمن
لملمْ من درْجِك ما غفا من حٌلمٍ
واهرُبْ
لا تسل
عن موتِ السّواقي
عن جمرٍ شقيٍّ
لا تسل
عن وحشةِ الطّيرِ
عن ذبحِ تقيٍّ
هو الحبُّ بات كالكحلِ يُعمي
هي الرّوحُ مطيةٌّ لدهرٍ
من غير ملحٍ ما ينقضي
اهرُبْ يا زمن
ولا تسلْ
اتركِ المجدَ لمن كان في كَسْرِك بطلْ
**********************************
لأصِلَ منّي إليكَ
لأصِلَ منّي إليكَ عليّ أن أتسلّقَ قِمَمَ الجبالْ
لتصلَ منكَ إليّ عليكَ أن تجتازَ ألفَ صحراءْ
لذا خوفاً على قلبي أن يتوقّفَ من كثرةِ التّعبْ
وخوفاً عليك أن تَقْضيَ عطشاً
قرّرتُ أن نسكنَ بأحلامنا السّماءْ...
**********************************
باردٌ أنتَ
باردٌ أنتَ
تتدفّقُ هادراً كأنهارِ الشّتاءْ
تقتلِعُ أنفاسي بغضَبِ السّماءْ
وتستقرُّ صامتاً في أتْرِبتي
تخُونُ الحُبَّ بكتْمِ اشتياقٍ
باردٌ... باردٌ أنتَ

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads