أذهبُ , كلّ صباح , الى مكتبي مشياً
اليوم , ما أن تركتُ بيتي , حتى رأيتُ ملصقاتٍ
تحملُ صوري , وهناكَ جوائزَ لمن يدلي يمعلوماتٍ
عنّي , أو يلقي القبضّ عليّ .
ماذا حصلَ , أتساءلُ .
وصلتُ الى شارعٍ , حيثُ مكتبي , وشاهدتُ
هنا وهناك , ملصقاتٍ مشابهة : لا أحدَ ينظرُ مستغرباً
أو يسألُ . حتى في مبنى مكتبي , في المصعد
صورتي معلّقة , وفيها أبتسمُ قليلاً , والجوائز أيضاً
- هل رأيتَ صورتي في أيّ مكان ؟ أسألُ أحد الزملاء
ـ صورتكَ ؟ أعرفُ عادتكَ , تبدأُ عملكً كلّ صباحٍ بحكايةٍ لطيفة ,
أجابَ
*
طلبتُ من إعصارٍ يدورُ , منذ بعض الوقت ,
في جزيرتي , أن يقتلعَ راداراً عسكريّا قربَ مطارٍ , ففعل .
هذا سبب إحترامي للأعاصير .
لا أحترمُ الصيفَ , يتسللُ الى غرفتي
من شباكٍ لا يُقفلْ , ولا الملائكةَ
فهم يتشاتمونَ منذ سنواتٍ في إحدى ذكرياتي
ورغمَ رجائي مراراً لا يتوقفون .
*
طعنَ أحدهم , أمامي في مقهى , رجلاً مسنّاً
بدل ان يهربَ , وقفَ وبدأ يغني , ثم رقص
وهنا قامَ المطعونُ ورقصَ معه :
لدهشتي كانا يبتسمانِ وقد إحتضنا .
سمعتُ إستحسان الحاضرينَ , وسرّني ذلك