الرئيسية » » أشعار توماس هاردي

أشعار توماس هاردي

Written By Lyly on الأحد، 3 مايو 2015 | مايو 03, 2015

tomas

ترجمة: حسين عجة

 

أصوات مُحايدة

في ذلك اليوم الشتويّ، كنا قرب بركة

السماء كانت شاحبة، وكأنها تلقت عقوبة الله

بضعة أوراق غطت الأرض القاحلة؛

  -تساقطت من شجرة الدردار، رمادية.

حطت نظاراتك من فوقي، وكأنها نظرات زائغة

من فوق ألغاز الماضي المزعجة؛

تبادلنا بضعة كلمات

   حاملة معها القليل من عشقنا.

الإبتسامة فوق شفتيك بدت وكأنها مُنطفئة

لكنها حيوية كفاية لكي تتمكن من الموت؛

حبة مرارة لامستها هناك

وكأنها طيران مشؤوم لعصفور…

بعد ذلك، دروس شاقة للعشق الغادر،

المُمزقِ ألماً، قد رَسَمتْ من أجلي

وجهك، شمس الله اللعينة، شجرة

وبركة محفوفة بالأوراق الرمادية.

هي في مأتمه

حملوه إلى دار بقائه الأخيرة-

تمدد الموكب البطيء؛

أقتفيته، في الخفاء؛

أقرانه، وأنا التي عشقته.

لم أبدل ملابسي ذات الألوان الصارخة

مع أنها مُزينة بالحداد؛

لكنها أحاطت قبره بعين ناضبة،

مع أنّ الألم قد أبتلعني.

هي، له 1

حينما ستنظرون نحوي في شراك الزمان

سيكون جمالي الضاحك في الماضي، قد غادر ملامحي

لن تكون عيوني نجوماً، مثلما كانت في أيام الشباب

وسيغلف النسيان اسمي، اسم الفتاة الطاهر،

عندما يستسلم القلب، في كينونتكم، إلى الذهن

سيذكركم العقل، الذي لا تعرفون عن مساره إلاّ قليلاً

بالكنوز التي كنت أحملها،

وسوف تشعرون بالضيق من شحوبها ذاك.

لتتذكروا أنه لا ينبغي لكم لوميّ على ضياعها

فالزمان صياد لا يرفع أطفاله إلاّ لكي يقتلهم،

لكن لتعرفوا أن قلبي ما زال على حاله –

يُفضَلُ الموت على أن يمسكم مكروه!

لا تطالبوني إذاً باسم حبنا القديم

يد الصداقة من أجل هبوط هضبة الحياة المعتمةِ؟

هي، له 2

ربما، بعد مرور وقت طويل على موتي،

ثمة من ملامح، صوت آخر، أفكار كأفكاري

سوف تنعش ذاكرتكم بما كنتُ معتادة على قوله

وتعيد إليها ذكرى تدهور حبنا.

حينها ربما ستتوقفون للحظة وتفكرون “البنت المسكينة”

وقد تمنحوني آهة –دَين سخيّ

وليس كمديونة بلا تسديد

لتلك التي منحتكم نفسها كلّها—

وحينما تتأملون هكذا، فسوف لن تروا

أفكاركم الهزيلة، التي عبرتموا عنها بكلمتين مقتضبتين

لم تكن عندي مجرد فكرة شبيحية وحسب،

وإنما حياة برمتها، حيث لعبت دوريّ،

وأنتم وسط حفلة التنكر تلك

فكرة ليس إلاّ، ذلك كلّ ما كانت عليه حياتي بالنسبة لكم!

هي، له 3

سأكون وفية لك، أجل، سأكون

وسيندهش الموت الذي أنتقاني

من أنه لم ير ولم يختر

تلك التي صارت من ملكيته منذ وداعنا الأخير!

أنا لا أحفل بالأصدقاء، بالأهل، والفتية

الذين يحنون عليَّ برقة هنا؛

وسط الناس السعداء من جيليّ

المهمومين بالذهاب مع عشقهم حتى نهايته، أظهرُ

مُخدرةً كطاحونة هواء صدأة في مكانها

وفيةٌ للرياح التي عانقتها قبل قدوم الصدأ:

ومُحتَقرةٍ من قبل عقل الحاضر، الذي يرغب

بفصل القلب عن الذاكرة، وجعل الحياة الهدف الوحيد.

فتنتي الساحرة سابقاً تتلاشى

ولم يبق شيئاً للعشق.

هي، له 4

ينزع عني هذا العشق كلّ تعاطف

ولا آمل إلاّ بموته، ولعنته

أنّ أحبك وتحبني

وأن يملأ القلب الوحيد الذي كان قلبي يود ملأه!

كم أحب، لا أدري، جاهلة طيلة حياتيّ

ما عدا شيء واحد تقريباً، أنّ أضيف على الحياة العشق؛

غير أن ما أعرفه، هو أن كينونتي واحدة مع كينونتك

مخطوفة في عزلتها بالنشوة.

هكذا أقبض على عظمتك، نفسها

التي لا يُطالها الشك، بالرغم من نظرتها القريبة تماماً؛

هل يمكنك مقتي إذاً كحسودةٍ

أنا التي ترى أهمال رغباتها الرقيقة؟

لتصدقني، أنت الذي ضيعته، الحب أكثر جمالاً

حينما يعبر عن نفسه بتعابير أنانية.



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads