الرئيسية » » تَكْرَارِيَّةْ | شعر السمّاح عبد الله

تَكْرَارِيَّةْ | شعر السمّاح عبد الله

Written By هشام الصباحي on الأحد، 3 مايو 2015 | مايو 03, 2015

تَكْرَارِيَّةْ
شعر السمّاح عبد الله

سيخرج هذا المساء ويدخل مقهىً ويطلب قهوته

ثم يعلن للنادلِ المتعجلِ حين يُخَبِّرُهُ أن قهوته ابتردتْ
أنها غير جيدة الصنع
يتركها ويقوم
ويضرب للأصدقاء مواعيدَ كاذبةً
ويقابل صاحبه ويعاتبه عن كلام قديمٍ ويتركه غاضبا
ثم يمضى إلى موعدٍ عاطفيٍّ
يشد أصابعَ محبوبةٍ في ظلال الغصونِ
يقبلها عنوةً
ويضايقها بكلامٍ قبيحٍ
ويمشي وحيدا إلى البحر مثل اليمام المشرّدِ
مختنقا بالمدينة أجمعِها
يضرب الحَجَرات الصغيرات في العشبِ
ليس له مقصدٌ غير أن يتسلّى بأعمدةٍ تتكرر
أو ورقٍ يتساقط من شجر البحر
يمشي وحيدا
يتمتم مثل قتيلٍ له ألف ثأرٍ له ألف ذاكرةٍ
يتخاصم في نفسه ويصالحها
ويعود إلى حجرةٍ في أقاصي المدينةِ
يأكل بعضا من الخبزِ والجبنِ والتبغِ
ثم تضيءُ ذواكره فجأه بالقطارات أو بالمدائن أو بالنساء
فيكتبُ
يكتبُ
يكتبُ
حتى التعبْ .
مايو 1989
من ديوان مكابدات سيد المتعبين




التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads