الرئيسية » » بأصابع عارية ومطواة قديمة | إبراهيم البجلاتي

بأصابع عارية ومطواة قديمة | إبراهيم البجلاتي

Written By هشام الصباحي on الجمعة، 3 أبريل 2015 | أبريل 03, 2015



بأصابع عارية ومطواة قديمة
قشر التين الشوكي ونام في ظل عربته الصغيرة
ساكن  - كأنه آمن -
كأنه راهب في غابة في حلم

لماذا لا أضع رأسي هنا وأنام مثله
أنام نوما عميقا
أنشر فيه الرذيلة بالأبيض والأسود
غيبة الألوان في النوم
تمنح الأشياء ديمومة مريحة
بإمكاني أن أقف على ساق واحدة لسنوات
وأن أرقص على سقالة خشبية  مثل "ريتشارد جير"
أو مستر جونز
في عذابه ثنائي القطب
يقود أوركسترا
يبكي ويقرص فخذ طبيبة حسناء
ويضحك مثل دولفين كبير

يا إلهي
في النوم حتى لن أستطيع
ستلتوي ساقي
وأهوي دون صوت كأنني اعتدت السقوط
كأن عذابي له قطب واحد
وكل أشواك التين مرشوقة بأصابعي





































ولديه مرآة وحيدة
يذهب إليها من حين إلى آخر
بفحص فراغا يتسع بين أسنانه
أو ما بقي منها
يتفقد قسماته الحادة
يقول : طمسها نحات بإزميل ثلم فلم تعد قابلة للقراءة
صوته وهو يقول ذلك يأتي من مكان ما خلف هذا الوجه
أو خلف هذه المرآة

هل صار عجوزا طيبا إلى هذا الحد؟

يخاف أن يمشي من أمامها
فيختفي
ويخاف أن يطفئ النور
فيختفي كل شيء





























قبل ستة أعوام
ظهر بركان أزرق تحت مكتبه
تلك معجزة
وحيلة
معجزة تسري مع الحروف أو الزمن
وحيلة تسلل بها الكبريت إلى ساقه اليسرى
ليست مشلولة بعد
ومازال يمشي برشاقة إنسان آلي
عشر خطوات ويقف
مثل قطار قديم اعتاد الوقوف بين القرى
القطار لم يعد موجودا الآن
لكن الوقوف الرومانسي هكذا يستدعي الذكريات
ويستدعي معجزة أخرى
كأن تمر فتاة جميلة كما في قصص الحب
الفتيات في قصص الحب جميلات
وكل قصص الحب تنتهي بالفشل
ورغم ذلك يقف
ورغم ذلك ينتظر
أن تمر فتاة جميلة
كضربة برق
أو كصاعقة كهربائية تعيد الاتصال مع الطبيعة
أو على الأقل تهيد شحن " العصب النسائي "
فيمشي عشر خطوات أخر.





















الغراب الذي سكن فتحة التكييف لم يكن غرابا
البدوي الذي زارني قال ذلك
قلت لونه أسود
فقال ومنقاره أصفر
قلت سمعت النقر على الخشب ولم أرى منقاره
قال : هذا طائر المينا
عضو في عائلة الزرزور
وبيضه أزرق
هندي - يقلد الأصوات -
ضل طريقه
واستقر في الأرض الخطأ

يا إلهي
ما الذي يحدث هنا؟
الغراب لم يعد غرابا؟

والشجرة التي أمام الشباك؟
ما الذي جرى لها
هل مازالت جرداء تصطاد أكياس البقالة
أم تراها اكتست بأخضر غريب
وربما أثمرت
هل أفتح الشباك
أم أتركها جرداء في خيالي
مثلما أترك الصحراء تخطط نفسها بالريح
وتعيد توزيع الرمال

الجبل وراء الحائط بنفسجي في الغروب
برق ورعد ومطر موسمي

القرود في مخابئها
وأنا آعزل























التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads