الرئيسية » » سنرى ولدًا صغيرًا | ياسر شعبان

سنرى ولدًا صغيرًا | ياسر شعبان

Written By هشام الصباحي on الجمعة، 3 أبريل 2015 | أبريل 03, 2015

سنرى ولدًا صغيرًا يبكي ووجهه للحائط، وسنتساءل ونحن نُحدِّق فيه: لماذا يبكي الولد الصغير؟.. بحكمة واندهاش وعطف في الغالب..
أتعرف.. كنت أبكي لأنني الشريك الصغير في العلاقة الصغيرة بين ولد وبنت.. أنا الولد السمين الشاحب الخجول ذو العينين المغمضتين.. فمن يشك فيه أو في أفعاله.
وبدأت أولى محاولاتي للتقمص.. وما أفعل يُعتبر عيبًا.. أعرف.. وكانا يحذراني من انكشاف أمري.. إذن يجب أن أخفي الرسائل جيدًا وأسلمها سِرًا.. فتقمصت دور الولد الخبيث.. وكنت مستمتعًا بهذه المغامرة، وكنت أظن أننينجحت.. الله.. أُنظر: إنه مشهد غاية في العذوبة والغفلة:
يظهر فيه ولد صغير سمين وشعره طويل يتحرك ببطء نحو شاب طويل ورفيع يقف مستندًا إلى شجرة ليمون.. أمامه بالضبط يقف متطلعًا إلى وجهه في سعادة، فيمسح على شعره الناعم ويعطيه خطابًا ويهمس ببعض الكلمات.. ليظهر عليه الارتباك ويدس الخطاب سريعًا في جيب "الشورت" وبلا التفاتة.. يستدير.. فيبدو وهو يحمل وجهه السادات على صدره.. وطنيًا صغيرًا في طريقه لأداء مهمة وطنية.. وتزداد خطواته ارتباكًا ويزداد العرق على جبهته.. أمام باب البيت يضع يديه في جيبي الشورت لثوان قبل أن يطرق الباب.. وهنا تصل مغامرته إلى ذروتها.. فهو يعلم أنهم بالداخل.. كثيرون.. وعليه خداعهم.. ودائمًا الجدات والعمات والخالات يجلسن في الصالة.. ودائمًا على الولد الصغير أن يخدعهن..
وبخجله المعتاد يدخل.. وبخجله المعتاد يجلس صامتًا، ومن منظره تعرف البنت التي تكبره بخمسة أعوام.. فتتجه للحمام.. وإمعانًا في الخُبث يبقى للحظات قبل أن يمرر الخطاب من تحت عقب الباب..
أعرفت لماذا يبكي هذا الصبي الصغير ووجهه للحائط؟
ياسر شعبان
لحظات سحرية.. "برغبتي".

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads