حتى في أكثر أحلامه طيشا
لا يفوز في جولة
سريعة من تنس الطاولة
ولا يستطيع أن يقلد صوت حمامة أو كلب
حتى في أكثر أحلامه طيشا
لم يعد قادرا على قرع الطبول أو العزف على الكمان
حتى في أحلامه صار يخاف من الأبواب الدوارة
( كان يعبرها في الصحو بسرعة البرق)
الآن يدور حولها
أو يترك نفسه له
تدور به
حتى يدوخ ويسقط الكون على قفاه
آخر مرة فعل ذلك
قام من النوم بعين سوداء وأنف مكسورة
فقد ردود أفعاله السريعة
صار جادا للغاية
غبيا
وخجولا مثل بنت شرقية تخفي ليمون صدرها بانحناءة
هو نفسه انحنى
وصار بإمكانه أن يقضي نهارا كاملا في حل أحجية بسيطة
مثلا: ما هو المشترك بين الناس والأسماك؟
زعنفة الظهر
أم العيون الميتة ؟
نعرف بعضنا منذ زمن طويل
هو نصفي الملحد وأنا نصفه التائب
نسيت بدلة العمليات في بلد قريب
وغسلت ثوبي من روائح المرضى
لم أجمع الحصى منهم ليكون مسبحة
ولم أحص عدد المرات التي حولت فيها بولهم الدموي إلى ذهب
وهو لا يكف عن الطنين
ولا عن حلم يقظته الوحيد
أن ينزع أنبوب التنفس من فمي
كي أفيق من غيبوبتي العميقة
أو أموت