عِيدُ مِيلَادٍ سَعِيدٌ
شعر/ هشام محمود
لَمْ أَكُنْ مَيِّتًا..
عِنْدَمَا رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ..
أَنِّي أُحِبُّهَا،
فَقَطْ
أَصْبَحْتُ كَذَلِكَ..
عِنْدَمَا صَحَوْتُ.
عَيْنَاهَا الوَاسِعَتَانِ جِدًّا
كَانَتَا قَاسِيَتَيْنِ جِدًّا،
وَالغَزَالَةُ التِي أَيْقَظَتْ عُرْيَهَا الآسِرَ..
عَلَى فَوْضَايَ،
وَدَهْشَتِي
كَانَتْ تَعْرِفُ جَيِّدًا
كَيْفَ تَصْطَادُ اللَّحْظَةَ المُنَاسِبَةَ..
لِلفِرَارِ مِنْ سَطْوَتِي.
كُنْتُ أُعَلِّمُهَا..
دُونَ نِسَاءِ الدُّنْيَا
كَيْفَ تَكُونُ امْرَأَةً كَالمُوسِيقَى،
وَكَانَتْ وَاثِقَةً فِي نَفْسِهَا..
بِدَرَجَةٍ كَافِيَةٍ..
لِجَعْلِي أَشْتَعِلُ ذَاتِيًّا.
كُلُّ هَذِي الشُّمُوعِ..
لَا تَلِيقُ بِعِيدِ مِيلَادِهَا.
فَقَطْ
تَفْتَحُ عَيْنَيْهَا عَلَى اتِّسَاعِهِمَا النَّبِيلِ،
ثُمَّ تُغْلِقُهُمَا اسْتِعْدَادًا لِقُبْلَةٍ
تَدُومُ..
حَتَّى عِيدٍ آخَرَ.
عِيدُ مِيلَادٍ سَعِيدٌ
لِسَيِّدَةِ الامْتِلَاءَاتِ الكَوْنِيَّةِ المُدْهِشَةِ،
وَتَجَلِّيَاتِ مِيلَادِ اللَّذَّةِ.
عِيدُ مِيلَادٍ سَعِيدٌ
قَدْرَ سَعَادَتِي..
وَأَنَا أُمِيطُ عَنْ قَلْبِهَا حُزْنًا وُجُودِيًّا
لَيْسَ مِنْ المُنَاسِبِ..
أَنْ تَتَحَمَّلَهُ فَرَاشَةٌ.
هِيَ أَوَّلُ امْرَأَةٍ فِي الدُّنْيَا..
تَسْتَطِيعُ أَنْ تُعَبِّئَ الهَوَاءَ..
مُوسِيقَى مُلَوَّنَةً بَهِيجَةً،
وَأَنَا آخِرُ رَجُلٍ فِي الدُّنْيَا..
يُفَكِّرُ وَلَوْ مُجَرَّدَ تَفْكِيرٍ..
فِي مُقَاوَمَةِ رَغْبَتِهَا النَّبِيلَةِ..
فِي تَخَلُّلِ مَسَامِي..
كَعِطْرٍ بَلِيغٍ.
تُضِيفِينَ اللَّيْلَةَ وَرْدَةً جَدِيدَةً..
فِي مَزْهَرِيَّتِكِ..؟
أَمْرٌ بَدِيعٌ لِلغَايَةِ،
لَا يَعْدِلُهُ إِلَّا أَنْ أُضِيفَ قُبْلَةً جَدِيدَةً..
فِي جَحِيمِكِ.
تُرَى....
هَلْ يَحْمِلُ الأَمْرُ أَيَّةَ إِضَافَةٍ..
لِحُبٍّ أَصْبَحَ فَوْقَ كُلِّ الإِضَافَاتِ..؟
عِيدُ مِيلَادٍ سَعِيدٌ
تَسْتَطِيعِينَ احْتِمَالَهُ..
مَعَ هَدِيَّةٍ مُتَوَاضِعَةٍ
فِي جَانِبِ حُبٍّ غَيْرِ مُتَوَاضِعٍ.
فَقَطْ
وَرْدَتَانِ فِي مَزْهَرِيَّةٍ..
تُجَرِّبَانِ طُرُقًا جَدِيدَةً لِتَبَادُلِ الحُبِّ
دُونَ أَنْ تَظْمَأَ إِحْدَاهُمَا،
وَلَا تَجِدُ لَدَى الأُخْرَى..
مَا تُقَاوِمُ بِهِ هَذَا الظَّمَأَ.
عِيدُ مِيلَادٍ سَعِيدٌ
لِسَيِّدَةِ التَّنَاقُضَاتِ الجَمِيلَةِ.
وَإِلَّا فَكَيْفَ تُطِيقُ إِنْسَانِيَّتُهَا المُدْهِشَةُ..
قِطيَّتَهَا اللَّعُوبَ..؟
وَالفَرَاشَةُ التِي تَكُونُهَا..
كُلَّمَا حَاوَلْتُ أَسْرَهَا فِي شَرَكِ اللَّذَّةِ
كَيْفَ يَرُوقُ لَهَا..
تَقَمُّصُ دَوْرِ غَزَالَةٍ..؟
وَعَيْنَاهَا المُمْتَدَّتَانِ فِي فِرْدَوْسِي..
كَجَزِيرَتَيْنِ مِنْ فَيْرُوزٍ..
كَيْفَ تَحْتَمِلَانِ وَحْدَهُمَا..
كُلَّ هَذِهِ (الشَّقَاوَةِ) الخَلَّاقَةِ..؟