الرئيسية » , » -3- قصائد :: راسيل إديسين : كبير شعراء قصيدة النثر ترجمة : أ. محمد عيد إبراهيم

-3- قصائد :: راسيل إديسين : كبير شعراء قصيدة النثر ترجمة : أ. محمد عيد إبراهيم

Written By Lyly on الأحد، 22 فبراير 2015 | فبراير 22, 2015

-3- قصائد ::
راسيل إديسين : كبير شعراء قصيدة النثر
ترجمة : أ. محمد عيد إبراهيم 

______________________::

هنا أقدم ثلاث قصائد للشاعر راسيل إديسين، الشاعر الأمريكيّ الذي يُعدّ عرّاب قصيدة النثر الأمريكية، كما أنه ظلّ يكتب حتى آخر يوم في حياته (توفي في شهر مايو 2014)،وتتّخذ كثير من قصائده شكل الخرافة، لكن بصورة ونمط حديث، حيث يستخدم التمرين الخرافيّ لجعل الحيوانات هي شخوصه الرئيسة، مما يطيح بالقصيدة إلى مدار آخر بشكل سورياليّ مختلف، تبدو فيه العوالم غريبةً، فكأن توالي الأحداث في القصيدة التي يكتبها كأنه قادم من صفحات كتاب ألعاب خيالية، وقد يمزج الواقعيّ بغير الواقعيّ في براعة، مما يجعله يتوصّل نوعاً ما لأن يروّض القصيدة لتصبح عبثية في مأزق بخاتمة تثير حيرة القارئ أو حنقه أحياناً. وقد ولد إديسين في كونتيكت عام 1935، ومن بين دواوينه: القريب الذي يحدث (بمقدمة للشاعر دينيس ليفرتوف)، طفولة فروسية، رحلة الحدس وأعمال أخرى، علّة مَن بالحمّام لا يحزن، الإفطار الجريح، النفَق (قصائد مختارة)، المرآة المعذَّبة، منزل سارة لو.

::غيوم ::
صعدَ زوجٌ وزوجةٌ إلى سطحِ بيتهما، وَقفَ كلّ منهما في أقصى الحافّةِ مواجهاً الآخرَ، لحظةَ كانت الغيومُ تتّخذ شكلاً وتعيدُ تشكيلَه.
قال الزوجُ: هلاّ نقومُ بسقطةٍ للوراءِ، ونطفو إلى النوافذِ لنقبّلَ بعضنَا البعضَ وسطَ الغرفةِ؟
إني أقفُ على قاعِ مركبٍ مقلوبٍ، قالت الزوجةُ.
قال الزوجُ: هل لي أن أنقلبَ على حافّةِ السطحِ فأرفعَ رجليكِ حتى أُلقي ثوبكَ من رقبةِ ثوبكِ، لأُقبّلكِ؟
أنا بمقامِ سطحٍ على هيكلٍ في حُلمِ عالِمٍ أثريّ، قالت الزوجةُ.
قال الزوجُ: هيا نهبط الآنَ لنتمّ ما يجعلُ الآخرَ يعبرُ هذهِ الدنيا.
انظرْ، قالت الزوجةُ، إلى الغيومِ الأبديةِ.   

:: قرد العائلة ::
ابتعنا قرداً كهربياً، نجرّبُ بالأحرَى مجازفَين بمواردَ ماليةٍ جُمّعَت بعنايةٍ، من وقتِ جدِّي، لشراءِ قردٍ بخاريّ.
كان لدينا، قرابةَ ذلكَ الوقتِ، خياراً بينَ القردِ الكهربيّ والقردِ الغازيّ.
القردُ البخاريّ لم يعُد يُصنَّع، قالَ تاجرُ القِردَةِ.
وكانت العائلةُ تخطّطُ دائماً للقردِ البخاريّ.
قالَ تاجرُ القِردَةِ، كما أفسحَ قردُ الرياحِ المجالَ للقردِ البخاريّ، أفسحَ القردُ البخاريّ المجالَ للقِردَةِ الغازيةِ والكهربيةِ.
أيُعَدّ هذا مثلَ ساعةِ الجدّ المستبدلَةِ بساعةِ الحفيدِ؟
نوعاً ما، قالَ تاجرُ القِردَةِ.
فابتَعنا القردَ الكهربيّ، وأَوصلْنا حَبْلَه السُريّ بقُطبِ الحائطِ.
خرجَ من فروهِ الدخانُ يُبلغنا أن شيئاً خطأ.
فقد قتلنا قردَ العائلةِ بالصدمةِ الكهربيةِ.

:: قصيدة النثر كحيوان جميل ::
راحَ يكتبُ قصيدةَ نثرٍ، ووفِّقَ في تزويجِ زرافةٍ بفيلٍ. جاءَ علماءٌ من أنحاءِ العالمِ ليروا الناتجَ: الجسمُ جسمُ فيلٍ، لكن برقبةِ زرافةٍ لها رأسُ فيلٍ صغيرٍ وجِذعٌ قصيرٌ يتهزهزُ كمكرونةٍ مبتلّةٍ.
لقد خلقتَ حيواناً جديداً جميلاً، قالَ أحدُ العلماءِ. 
أعجبكَ حقاً؟
أعجَبني؟ صاحَ العالِمُ، أعبدهُ، وأحبُّ أن أمارسَ معَهُ الجنسَ لربما أخلقُ حيواناً آخرَ جميلاً...

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads