الرئيسية » » أنَا خَطَأُ النُحَاةِ | أحمد الشهاوي

أنَا خَطَأُ النُحَاةِ | أحمد الشهاوي

Written By كتاب الشعر on الاثنين، 8 ديسمبر 2014 | ديسمبر 08, 2014

أنَا خَطَأُ النُحَاةِ

ليسَ دمِي صدَقةً جارِيةً
ولا أشْبِهُ أبَا الهَوْلِ فِي الصَّمْتِ
قد يكُونُ مَثِيلِي فِي الشهَادةِ والكِتمَان
لكنَّنِي لم آكلْ منْ لُحُوم البشَر
ولم تكُنْ أصابعي العشْرَةُ يومًا منَ البَارُود
وليس فمِي قبْرًا يستقبلُ الغُربَاءَ
حين يُسرفُونَ في أخذِ جرْعَاتِ زائِدة 
من شرَابِ الأمَل
لا أبوابَ لِي أو نوافذَ
وإنْ كان فهِي عميْاءُ لا ترَى
أرْفَعُ سمَاءيْنِ على رأسِي
وأُعْطِي للحوائطِ وجْهِي الذي بلا وُجوهٍ منْ سَوَادْ .

يَصْعدُ النَّهْرُ لِي في الصَّباحِ بأسْمَاكِهِ
وأنْزِلهُ كُلَّما حنَّ شيْخِي إلى المَاء
أعترِفُ أنَّنِي الأصْمَتُ بين النَّاسِ والأجَنُّ
وفي رِوايةٍ : أنَا آلةُ الجُنُونِ حينَ أُشْرِقُ
لم تَمُر السُنُونُ منْ بينِ الأصَابِع 
بل خمَشَتْها الأظَافرُ 
أعادتْها إلَى الصِّفْرِ
مَا مِنْ لُعبةٍ كسَبْتُها
حتَّى صِرْتُ ابنًا للخَسَائِرِ
ورُحْتُ فِي المتَاهَةِ
لمْ أبرَأ منَ اللَّعبِ
ولم تضَعْ لِي من أُحِبُّ حِجَابًا
لأدخلَ النشِيدَ واحِدًا
وسائرًا في الحُلم .

أعطَيْتُ كُلَّ شَيءٍ 
ولمْ آخُذْ حتَّى مِنَ الظلِّ أسمَاءَهُ
أثِمْتُ كَمَا إلهٍ مِنْ بُرونْزٍ حِينَ يصْدَأُ في العَرَاء
ولم يغْفِرِ المَارُّونَ لِي تبدُّلَ اللَّوْنِ
ولا سِحْنتِي الكالحةِ من فرْطِ بصمَاتِهِم فِي الوُجُوه
جَاءَ كتَابي خاليًا من الهَمَزَاتِ والنقاطِ
كعنْكبُوتٍ بلا أرجُلٍ
يبْحَثُ عن عَكَاكِيزَ فوقَ حائِطٍ عَارٍ
الكِتَابُ مُمْتلىءٌ بالدُّمُوع
والكَلامُ الذي لا يرَاهُ سِواي
أنا خَطَأُ النحَاةِ
والرسْمُ الفرِيدُ لطَائرٍ مُنْتَشٍ ذِي مِزَاجٍ منْ عِنَبْ .

أنا أحمدُ الشَّهاويُّ الذي رَتَّبَ الأبد
كيْ لا تكُونَ هُنَاك فوائدُ 
منْ مصَائبَ قوْمٍ يغزِلُون العنكبُوتَ
لا عيْنَ لي في المرَايَا
إذْ لا حوائطَ في الفرَاغِ
واللانهاياتُ بلا جسَدٍ باذِخٍ
كأنَّ شيْطانًا يرْقدُ في المُتُونِ
يمْلَا الدَّوَاةَ بدَمٍ فاسدٍ
ويكتبُ عنِّي ما لمْ أقُل :
البابٌ مَغلُوقٌ
ولا منْ طريقٍ تُشِيرُ إلى جِهةٍ فِي اليسَارِ 
حيثُ تركتُ قلبي يسِيرُ طَوالَ الليلِ وحْدَهْ
بلا بوْصَلةٍ أو دَلِيلْ .

سان خوسيه – كوستاريكا
العاشر من نوفمبر 2014 ميلادية .



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads