قصيدة إلى صلاح فائق:
اليوم أيضا قرأت قصائدك على جدارك
يشبه ذلك أن يجد السكير براميل من النبيذ
في جزيرة
قذفتها الأمواج مجانا
بعد غرق سفينة قبطانها سكير
سفينة قراصنة من القرن الماضي
أحب السفر في السفن
لكن الطائرة أيضا لا بأس بها
تطير كإوزة هائلة من المعدن
دون أن تكلف نفسها تعب تحريك جناحيها
حين احتجتُ السفن لم أجدها
قادني سائق تاكسي أعمى إلى المطار
يسوق بعكازه أفضل من المبصرين
من سيصدق ذلك؟
سقف المطار عال جدا
إلى درجة أن البعوض يتعب قبل أن يصل إليه
بعوض من كل الأصناف
أحضره المهاجرون من كل مكان
قلت لموظفة الحجز:
أريد حجز تذكرة إلى جزيرة غير محددة في الفلبين
نظرت إليّ باهتمام
لاحظتُ أن لها شامة تحت ذقنها
عليك أن تحدد، قالت الموظفة الحسناء ذات الشامة
حسنا، أريدُ أن تأخذني الطائرة إلى صلاح فائق
لم تستغرب سؤالي
بل أجابتني بتهذيب شديد:
نحن لا نعرف أين هو صلاح فائق الآن
لأنه لا يقيم طويلا في بيت ولا في جزيرة
بل يتنقل حاملا بيته وجزيرته في حقيبته
وخلفه كلبه ينبح حين يرى أنبياء
لكن لا بأس
الطائرة تعرف أن تجده
تقريبا كل يوم توصل شبح شاعر من كركوك إليه
مع صناديق مليئة بالطرود والرسائل التي أعادها البريد
كنت مركزا على شامتها حين كانت تتكلم
موظفة لطيفة
قدَّرتُ حقا أنها تحب الشعر والشعراء
ناولتني جواز سفري مع ابتسامة
أعتقد أيضا أن عينها غمزت
فكرتُ حين أعود أن أدعوها لشرب عصير أناناس على حسابي
وأن أكتب قصيدة عن شامتها من نافذة طائرة ورقية
أهديها لصلاح فائق
