أحبُّكِ حُبَّيْنِ
" أحبُّكِ حُبَّيْنِ
حُبَّ الهَوَى "
وَحبًّا
لكَيْ لا تمُوتَ المَجرَّاتُ
بينَ يديْ
وَكيْ لا أعُودَ إلى
شَارِعٍ هدَّنِي
وَكيْ لا ينفد البحرُ
حُزْنًا
عَلى قمَرٍ ميِّتٍ
في الطَّرِيق
وَكيْ لا يكتُبَ فيلٌ
صغِيرٌ
رسَالتهُ إلى سَنَةٍ
جديدة
وَكيْ لا يظَلَّ الخِصْرُ
حادًّا كالإشارَاتِ البعِيدَة
وَكيْ لا يجِفَّ الحِبْرُ
وَيسقطَ الشُّعَرَاءُ
من أقلامِهم .
أحبُّك
كَيْ لا يفِيضَ الوَقْتُ
فِي خِزَاناتِ المَلَابِس
وَكيْ لا أغسِلَ العُمْرَ
فِي تُرَعٍ
مِنَ الشَّكِّ الذي
يشْطُبُ الوَجْهَ منْ مَرَاياهُ .
أحبُّكِ
كَيْ لا أحْرُثَ الأرْضَ
بمِحرَاثِ النِّهَايَة
وَكَيْ لا يَذُوبَ
العَنْبَرُ البرِّيُّ
عند سَمَاعِ اسْمِكِ
فِي الصَّبَاح
وَكيْ لا أدُورَ معَ
الأرْض
حِينَ يحُطُّ غُرَابٌ علَى لُغةٍ أرسَلتْهَا يدَاك
وَكيْ لا يُقَشِّرَ
اللَّيْلُ جسَدَ البيْت
حِينَ تَغِيبينَ على
شَاطِىءِ الشَّهْر
ويلْعَبُ العنْكَبُوتُ
لُعْبتَهُ علَى أسْطُحِ الآلِهَة
ناسِيًا أنَّ في البيْتِ
كهْلا
مازَالَ فِي أوَّلِ
العِشْق
وأنَّ ظُهُورَ الشُّمُوسِ
فِي اللَّيلِ علامَةُ نحْسِ النُحُوس
وأنَّ المرايا مُحدَّبةٌ
وتُضْمرُ فِي السِرِّ
شَرًّا
لمنْ يمشِي إليْها
.
أحبُّكِ حُبَّيْنِ
كَيْ لا يدْخُلَ الظِلُّ
فِي نوْبةٍ مِنْ بُكَاء
وَكَيْ لا ينسجَ الشَّوْقُ
جَلابيبَ سَوْدَاءَ للميِّتين
وَكَيْ لا ينَامَ
حرِيرُ الإلهِ
علَى مصَاطِبَ منْ
عدَم
وتسخرَ الحيطانُ من
أملٍ ينامُ
على خُيُوطٍ مِنْ
كمَانْ .
أحبُّكِ
كَيْ لا أثِقَ فِي أسَفٍ طَويلٍ
وَكيْ لا أمنَحَ اليَدَ
ثِقةً فِي النشِيد
وَكيْ لا ينْمُو فِي
يدِي قَمَرٌ
تكسَّرَتْ قدَمَاهُ
لمَّا كَانْ يبحثُ عن نخيلِكِ فِي الطفُولَة.
وأنْ لا أُحِبَّكِ
يعْنِي أنْ تنَامَ
أصَابعِي دَهْرًا
تحْتِ أكتَافِ التُّرابْ
.
القاهرة
18 من ديسمبر
2014 ميلادية .