الرئيسية » » حيَوَاتٌ مَفْقُودَةٌ (3) | شريف رزق

حيَوَاتٌ مَفْقُودَةٌ (3) | شريف رزق

Written By هشام الصباحي on الجمعة، 12 ديسمبر 2014 | ديسمبر 12, 2014

حَيَوَاتٌ مَفْقُودَةٌ (3)

الآنَ، هُنَا ، سَأسترِيْحُ ، أُجَمِّعُ بَعْضًا منْ الكُتُبِ وَأتمَدَّدُ على الكنَبَةِ ، أُنقِّلُ عَينيَّ بَيْنَ السُّطورِ، وَأحْيَانًا أوجِّهُهَا إلى شَاشَةِ التِّليفزيونِ ، سَاعَاتٍ على هَذِهِ الحَالِ ، وَأحْيَانًا أقومُ إلى المَكتبَةِ ، وَأرْجِعُ بكتابٍ جَديدٍ ، هَكَذا لِسَاعَاتٍ أوْ أكثرَ حَتَّى أنَامَ ، وَأحْيَانًا أقومُ وَأسْهُو
هَاهُنَا رَاحَتِي الحَقيقيَّةُ
رَاحَتِي الَّتي غَلَّقتُ بابي عليْهَا وَعَليَّ
رَاحَتِي الأبديَّةُ

20 يونيه 2001
الليْلَةَ ، فَجْأةً ، صَحَوتُ، على ظَمَأٍ وَسُعَالٍ ،
وَخَطَوْتُ
- مُتَعَثِّرًا - إلى زُجَاجَةِ المِيَاهِ
غَيْرَ أنَّهَا بَاغَتتْنِي
قادِمَةً في الهَوَاءِ
كَأنَّ يدًا ، في الخَفَاءِ ، تَحْمِلُهَا
حَتَّى استقرَّتْ على فَمِي
في هدوءٍ شَربْتُ
دُونَمَا ارْتِجَافَةٍ وَاحِدَةٍ
كُنْتُ أعْلَمُ أنَّهُ بلا شَكَّ هُنَا
وَلكنَّنِي وَاصَلْتُ نَوْمِي العَمِيْق ..

21 يونيه 2001
الليْلةَ ، أيْضًا صَحَوتُ ، على ظَمَأٍ وَسُعَالٍ ، وَتوجَّهتُ إلى الزُّجَاجَةِ ، كَمَا في كلِّ مَرَّةٍ ، على يقيْنٍ بأنَّهَا سَترتَفِعُ ، وَحْدَهَا ، كَمَا منْ قبْلُ ، وَأنَّنِي لنْ أرتجِفَ أيْضًا ، وَرَفَعْتُ يدِي ، كإشَارَةٍ سَيَعْقُبُهَا ارْتفَاعُ الزُّجَاجَةِ ، وَحْدَهَا ، غَيْرَ أنَّ يدِي لمْ تَرْتَفِعْ ، وَحَاولْتُ مُسْرِعًا ، مَرَّةً أخْرَى ، فلمْ أجِدْهَا ..
25 يونيه 2001
الليْلَةَ ، أيْضًا ، صَحَوتُ ، على شُعورٍ مُتَزَايْدٍ ، بأنَّنِي مُحَاصَرٌ بالقَتَلةِ المُتَحَلِّقيْنَ ، فَتَحْتُ عَيْنَيَّ على رُعْبٍ ثقيْلٍ ، وَلمْ أجِدْ أحَدًا ، وَلكنَّنِي ظَلَلْتُ على ثقَةٍ منْ أنَّهُمْ يملأُونَ الهَوَاءَ ، تَمَاسَكْتُ ، كَمَا في كُلِّ مَرَّةٍ ، وَظَلَلْتُ حَتَّى غَفَوتُ ، وَلكنَّنِي صَحَوتُ ، لِلَحْظَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَاحِدَةٍ ، لَحْظَةٍ ، شَاهَدْتُ فيْهَا (مَجَرَّةَ النِّهَايَاتِ) تَتَعَلَّقُ في هَوَاءِ الحُجْرَةِ ، كَأنَّ يدًا - لاأرَاهَا - رَفَعَتْهَا لِلْقِرَاءَةِ ، وَبرَغْمِ ذُعْرِي المُبَاغتَ ، ظَلَلْتُ ، وَوَاصَلْتُ نَوْمِي العَمِيْق ..
28 يونيه 2001
سَاءَتْ حَالَتِي
فَأحْيَانًا أقومُ منْ النَّومِ فَجْأةً ،
فَلا أجِدُ حُجْرَتِي في حُجْرَتِي
وَلا أنَا في الــ أنَا
وَأحْيَانًا أقومُ
- لِلتَّبوُّلِ مَثَلاً - 
فَأجِدُنِي ، مُلَطَّخًا بالدِّمَاءِ ،
وَأحْيَانًا ينَامُ جَسَدِي
وَأظَلُّ سَهْرَانَ بجَانِبِهِ
منْ الخَوْفِ

وَمَعَ هَذَا صَبرْتُ .
29 يونيه 2001
أنَا أعْلَمُ أنَّكَ هَا هُنَا
وَأعْلَمُ أنَّكَ حَيْثُمَا أكونُ تُلاحِقُنِي
وَلكنَّنِي لمْ أعُدْ أقوَى

مَاذَا تُريْدُ إذًا ؟
أيُمْكِنُنَا أنْ نَظَلَّ هَكَذَا
وَاحِدٌ في الجَحِيْمِ
وَوَاحِدٌ في الأثيْرِ
وَأنْتَ تَطْغَى
؟

30 يونيه 2001
هَذَا الصَّبَاح تَنَبَّهْتُ إلى أنَّ رَأسِي ، لايَسْتقِرُّ تَمَامًا على جَسَدِي ، كَأنَّ أحَدًا شَرَعَ في الاسْتيلاءِ عَليْهِ ، وَتَرَكَهُ ، فَجْأةً ، مُعَلَّقًا ، في الهَوَاءِ ، رُبَّمَا لأنَّنِي صَحَوْتُ ، على الجَريمَةِ ، في اللحْظَةِ المُنَاسِبَةِ ، لِسَبَبٍ مَا ، وَكَشَفْتُ مُؤامَرَةَ اسْتلابِي على حِيْنِ غَفْلةٍ ، وَلكنَّنِي تقبَّلتُ ذَلكَ ، بكلِّ هُدُوءٍ ، وَجَلَسْتُ على حَافَّةِ السَّريْرِ ، مُطْرِقًا ، إلى أنْ غَفَوْتُ ..
10 يوليو 2001
الليْلةَ ، أيْضًا ، صَحَوْتُ ، على بقايَا مَجْزَرَةٍ في حُجْرَتِي
وَدِمَاءٍ تَتَحَرَّكُ باتِّجَاهِ السَّريْرِ
دِمَاءٍ أخْرَى تَتَسَايلُ حَوْلَ صُورَتِي
هَمْهَمَاتٍ تَتَبَاعَدُ على سُلَّمِ العِمَارَةِ
وَانْتِحَابٍ مُتَقَطِّعٍ في المَكْتَبَةِ
وَضَبَابٍ يَتَصَاعَدُ منْ جُثَّتِي ..

23 أغسطس 2001
لا أحَدَ في السَّريْرِ
لا أحَدَ على الكُرسِيِّ
لا أحَدَ يَذْرَعُ الحُجْرَةَ
لا أحد في المرآة
لا أحَدَ في الحُجْرَةِ إطْلاقًا
لا أحَدَ سِوَى يقينِي بالْــ لا أحَدْ ..
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads