الرئيسية » » جوزف حرب | كم قديمٌ غداً

جوزف حرب | كم قديمٌ غداً

Written By هشام الصباحي on الجمعة، 12 ديسمبر 2014 | ديسمبر 12, 2014


مَقعد


ألا
أجلسوني مكاني. فذا مَقعدٌ
رائعٌ كالعروش
وعالٍ،
ومِنْ آبنوسٍ،
ومِنْ مُخمل.

ولكنه
مَقعد ليس لي.

يابس

يابسة
روحي صباح اليوم.
لا في جوف كفي
عشبة.
لا ظلَّ
في وجهي.
ولا عصفورة تأتي إلى شباكِ
بيتي معها مِن
عازف الناي رسالة.

آهٍ
فإني غابة
لا نَقْرُ شلال بها يُغري،
ولا
خصرُ
غزالة.

ويابسٌ،
ويابس.
لا غصنَ صيف زارني.
أو أخضر حطَّ على دواةِ
أوراقي
رِحاله.

لا شيء
قد أبقت له
الريحُ
ظلالهْ.

لا أحد
خلّى له الوقت
جمَالَه.

فكلّ شيء يابسٌ. أواه ما
أحزنَهُ مَن قد محت فيه يدُ الليل
خيالَه.

يابسة روحي
صباح اليوم.
روحي
فأسُها تقطعُها
لا شيء يغري لي يدِي.
لا ريشةٌ،
لا امرأةٌ، لا سكْبُ ماءٍ.
أو رغيفٌ.
أو وسامٌ.
أو أكاليلُ مِن الغار.
وتاجٌ.
أو سوادٌ لمجيء النوم.
إني يابسٌ،
ويابسٌ،
ويابسٌ،
أيتها الفأس
اقطعيني.

فليس يعنيني
جبيني،

ولا مدارات
سنيني،

أيتها الريح
اكسريني.
غلَبني
مائي
وطيني.


يا ريح

وأغلق
بابي
عليّْ،

فما عدْتُ أحتاج بعْدُ
لشيءّْ،
ولا
ليدَيّْ،

ولا
مقلتيّْ،

وما عدت شيئا
لكي

أعودَ
إليّْ.

ألا
شيءَ
إلا
الجسدْ؟!

وذي الروحُ؟
والليلُ؟
والشمسُ؟
والأرضُ تجري بنا
للأبدْ؟

فإني موصولُ هذا الوجودِ بكلِّ
وجودٍ. إذا تغيّرَ فيَّ الوجودُ
تغيّرَ كلُّ وجودٍ.
ولم
يبق
ما
كان
قبلُ
أحدْ.

سئمتُ أيا كونُ من هذه الروح
فيَّ، وهذا
الجسد؟

وليس لديّ بديل سوى
أنْ
أغادرْ.

فيا
ريحُ هاتي السفينةَ، رُدّي السفينةَ،
أوّاهُ
أقْـتَـلُ ما فيَّ أنّي
حزينٌ،
وحائرْ.


ارحلْ

إذا أنتَ شعرتَ بأنّكَ
تُعاملُ
كالمُهملْ

ارحلْ.


  
كلُّ كَلِمَةٍ لُغه

كلُّ شيءٍ
له
لغتهُ.
كتبتُ
قصيده،
عنْ
عَشْرَةِ أشياءْ،

في عَشْرِ لغاتْ.

يا
إلهي،

ما
أصعبَ الشِّعرْ.

كم من لُغةٍ
عليَّ أنْ أُتقِنْ،

في سبيلِ قصيده؟!


قصائد من ديوان "كم قديمٌ غداً"، دار رياض الريس، بيروت 2013

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads