الرئيسية » » لم يلدْ ولم يُولدْ | سمير درويش

لم يلدْ ولم يُولدْ | سمير درويش

Written By كتاب الشعر on الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014 | أكتوبر 28, 2014

لم يلدْ ولم يُولدْ
========
ثمَّةُ أشجارٌ غامقٌ لونُهَا،
وأكوامُ أتربةٍ ناعمةٍ يلاعبُهَا الهواءُ،
وغيطانٌ مأهولةٌ ببيوتٍ سريعةٍ،
وجسورٌ معلَّقةٌ كالكائناتِ التي في أفلامِ الرُّعْبِ،
خاويةٌ،
وسياراتُ نقلٍ تتباهَى بالحديدِ العشوائيِّ،
وأطفالٌ رثُّو الثِّيابِ يقذفُونَ السياراتِ بحجارةٍ،
ومُوتُوراتُ مياهٍ بارِكةٌ على شطوطِ التُّرَعِ،
تقذفُ ماءً أسودَ،
وبيوتٌ هَدَّمَتْهَا الجرَّافاتُ فطأْطَأَتْ رؤوسَهَا،
ومُعَلِّقٌ رياضِيٌّ،
وأمرأتانِ بدينتانِ تتواريانِ خلفَ طُرَحٍ قبيحةٍ،
وطويلة أيضًا،
بحيثُ تغطِّي انتفاخاتٍ مألوفةً.
***
المسجدُ مدهونٌ بأصفرَ جديدٍ،
متدرِّجٍ،
الذي بينَ مسجديْنِ جديديْنِ مدهونيْنِ أيضًا،
وتلكَ باحةُ العارِفِ باللهِ
الذي كانَ يشفِى الميئوسَ منْ شفائِهِمْ،
برشفةٍ منْ لعابِهِ،
والدرَّاجَاتُ الناريَّةُ تَتَنَقَّلُ بينَ السيَّارَاتِ بخفَّةٍ،
تحملُ الضعفاءَ،
والإرهابيِّينَ كذلكَ،
والعشاقَ إذَا استطاعُوا سبِيلَا.
***
سوفُ أكونُ هنَا غدًا،
وحيدًا وصامتًا كمَا أنَا،
لا تجرحُنِي الأغنياتُ التي يبثُّهَا المذياعُ،
ولا عرباتُ الصفيحِ التي تجرُّهَا الحميرُ،
ولا باعةُ الفاكهةِ
الذينَ ينبتُونَ في الأسفلتِ كطُفيليَّاتٍ،
وربَّمَا لا أسمعُ منَ الأصلِ
خُوَارَ سياراتِ الأجرةِ،
أوْ نفيرَ القطاراتِ القديمَةِ،
تلكَ التي تتهادَى على مقربةٍ،
قاذفةً ركَّابَهَا إلى الخارجِ بألوانِهِمِ العشوائيَّةْ.
***
قلْ هوَ اليأسُ أحدْ!
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads