الرئيسية » » بدر بونيقي | أَوسّو

بدر بونيقي | أَوسّو

Written By كتاب الشعر on الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014 | أكتوبر 28, 2014

بدر بونيقي

أَوسّو

 

 

 

بدر بونيقي

 

 

كانت سماء الصّيف واطئة وعارية

ونجومها الفضّة تتدلّى وراء النّافذة 

وكنتِ تقولين في صدري، أولعلّك كنتِ تنشدين، وأنا شبه نائم:

لزرقة سماء أوسّو في الظهر دهشةُ البحر

وغبطةُ نجمنا في اللّيل

وغُلْمة صمتنا

وللمسة أصابعنا في سرير أوسّو 

جناح يعبر حدّ اللّيل

       

 وبعد صيفٍ، كانت سماء الصّيف واطئة وعارية

 والنّجوم الفضّة تتملّى وجه النافذة المغلق

رأيتُك، في منام تنشجين أو تقوليين (لم أعد أتذكّر):

اليومَ خلعتُ أظافري وأكلتُها...

 لن أجرحَ ظهرك بعد اليوم

لن أرى حوَل عينيَّ في عينيكَ عند الذّروة

ولن نسمعَ بعد اليوم صيحَتَنا تطلع وَاحِدَةً كالطّلقة

 

...............

 

اليومَ خلعتُ أظافري وأكلتُها... هل تسمعني؟

هل كنتَ تسمع صيحة المرجان في البئر؟

 هل ماتزال تسمع صيحتا تطلع وَاحِدَةً كالطّلقة؟

هل تشمّ يُتمَ أصابعي ؟

هل ترى نحيبها؟

 

................

 

والآن بعد اثني عشر عاما

لا أوسّو لي هنا في فيينا ولا سماء صيف واطئة

لا نجوم فضّة تتدلّى وراء النافذة

ولاصيحات أسمعها في غبش السرير

لكن يحدُث لي أن أنهض في صباحات باردة مفزوعًا (وأحيانا ومفتونًا)

 وأنا لا أعرف هل كنتُ أسمع صدى طلقة أوطلقات؟

أم صدى صيحة مرجان في بئر؟

أم أصوات أظافرك تحفر موتيفاتٍ في ظهري؟

 

والآن بعد اثني عشر عاما

مازالتُ أراك، كما أحبُّ وأتوهّم أن أراك:

 زرقاءَ كدهشة البحر في ذاك الأوسّو

غبطةَ نجمنا في اللّيل

 

................

 

ومازالتُ أراك، كما أحبُّ وأتوهّم أن أراك

عاريةً كالكريستال تضيئين السّرير في بيت شارع 25 جويلة

وأنتِ تقولين أو تنشدين:

أوسّو... سأنهض بيضاءَ كالموج أضرب شبّاك ليلكَ

 ثمّ أعود إلى زبد الماء

وأنا أكتبُ بأصابعي العمياء على بلور حلمك:

 خيالك صداك وصداي خيالك

أوسّو...(أَحْيَتْ...!) جسمك عاريا يهمي في خيالي

ونجومٌ تهمي في يدينا وتسيل

 

فيينا 2011 

 

شاعر وفنان تشكيلي تونسي، فيينا

bader.bouniki@gmail.com

 

خاص كيكا


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads