فيض من الشّوق إليها
على الجبل الأبيض...
يغفو الفقراء والرّعاة
أقرب إلى الله حيث الدّفء.
هناك في الحلم يجتهدون في الدّعاء:
-أعطنا خبزنا واصرف عنّا الذّئاب.
فيأتي الغيم
هناك يتلألأ المعنى...
عذبا وخفيفا كالنّدى
أمدّ في الغيم يدي لأقطفه
فينفلت...
مثل حرف أطفأته ريح "الإخفاء"* في القرآن.
يترجّل عن صهوة الفرس المعلّقة
كأنّ خيط الغواية يشدّه نحو شهوته
-هيت لك...
ولا يسمعه المسافرون النائمون
إذ ينقر بأنامله البلّور
يرقص على الرمل
فتنبعث موسيقى من أمكنة أخرى
مزمار هنديّ أحمر
يختزل مشترك الحزن بيننا
دبكة فلسطينيّة
تستفزّ الشّمس في رحم الظّلمة
المسافرون النائمون في الطّريق إلى سبيبة*
لا يرون تفتّح النّرجسة الأولى في الحقل
أو تسابق أشجار الصفصاف حولنا
إذ أعدّها حدّ الضّجر
(تلك اللعبة مازلت احذقها)
في الطريق الى سبيبة
يهمّ بي طيفها
يضطرب الموج
فارتمي في حجرها
هي وحدها تسكّن الطّفل في أعماقي