احجارٌ تتنفسُ
حتى في هذا العمر , تحاولُ جارتي اغوائي
مع اني صديقُ زوجها
فكرتُ كثيراً في هذا , ومازلتُ
افهمُ الآنَ لماذا لمستْ ذراعيّ
في سوقٍ لبيع السمك ـ
تأخرتُ في ادراكِ نواياها
قالت بأني رجلٌ مشعّرٌ وأبيض ايضاً .
من الغدِ سابحثُ عن غرفة اخرى
بعيدة , وامنحُ كلبي خيارَ البقاء معي
او الهجرة الى جزيرة قريبة ,
كما تفعلُ الكلابُ هنا
حتى في هذا العمر لا ملاذ لي
من ماضيّ ومن إمرأةٍ هنا او هناك
ساذهبُ الى البحرِ واشكو اليه حالي
اسمعُ نصائحهُ , فهو معلمي
منذ سنواتٍ طويلة .
***
رعودٌ لا تتوقفُ هذه الليلة
احتمي بسردابٍ باردٍ , مصباحهُ ضعيف
كانَ فيلٌ يقيمُ هنا
حتى قُتل . مازلتُ اسمعُ هذيانهُ احياناً :
ذات ليلة خرجَ , وقفَ امام البيت
ملوحاً بخرطومهِ الى السماء
التي كانت بلا نجوم او سحب
فجأةً ضربتهُ صاعقة برقٌ , سقطَ ولم يقمْ
لن اكررَ ما فعلَ , سابقى في هذا المكان الموحش
الذي لا يراهُ ولا يعرفهُ اي برق
***
اصدقائي لن يعودوا , ارشدتهم فراشات
ثم احرقتهم حممُ بركانٍ بعيد .
طرقٌ كثيرة , خالية , إلا من ظلال
اتبعُ آثار خطى حيواناتٍ خرجت سالمةً
من اوحالِ جدولٍ جفّ
متفادياً اغنياء وخصوماً يتشمسون في مقبرة
بعدما هربَ موتاها الى المدينة
***
اي لغزٍ هذه الحياة ؟
روحي تسألُ واسمعها بوضوحٍ
تضطربُ عندما ترى احجاراً تتنفس
ترافقني اينما ذهبتُ , يقرفني ذلكَ قليلاً
لكن ماذا افعلُ ؟
اليوم تتبعنا علاماتٍ اخذتنا الى مضيقٍ
وجدنا فيهِ نجمةً تسترخي :
تلائمني لأجدَ فيها مياهاً واضواء جديدة
وان اطلّ على المعنى الآخر
لكل زهرةٍ وكلمة
***
اضغطُ على زرٍ , اسمعُ صوتاً يسألني من انا
لكنهُ صوتي ويشبهُ ايضاً صوت حارسٍ
كان يحمي , قبل اعوامٍ , بوابةً تؤدي
الى حديقةٍ في حنجرتي