بعيد خالص ... قصيدة بقلم محمد يوسف من ديوان تحت الطبع
صياد
وعديتلك
طُعمى الفراغ والجوع
مصلوب
بينك وبين البحر
بنده بعلو الصوت
- لا تفتحى كفك
كى لا أطير منك
بره قضبان حديد شاخ
ضج من الصدا والسنين
بأهرب من صوابعك للخلاف
أغمض عنيا
علشان أشوفك بجد
ألقى عيونك حين أنام
بتطاردنى
دود ما بين قطن اللحاف
أرحل من ذكرياتى
للهزيمة
فارس بلا مُهر
بلا أجراس
بلا ضجة
لا صوت سلاسل حديد
برحل بأكفانى
تعجن ملامحى صوابعك صلصال عتيق
ويلوك قلبى صياد عجوز
بطل يقوم ف الفجر يسمع غنا العصافير
بيطلع كل يوم الصبح
لجل ما يلم الحطب
علشان يولع فيه
ويشوى خشب المراكب للفطار
بموت على سريرى القديم
وكأنى تمثال نحاس
يلعب على وشه العيال
ويضرب العساكر قفاه
ويمسخوا شكله على طوب الرصيف
خطين من الطباشير
القمر كان بيرف صحراء قلبك الواسع
بيبل عطشى
ليلاتى وأنا بنتحر
والريح صوته مالح
بيهز البيبان اللى بتفتح من كل الجهات ع الفراغ
شلال بين الفراغ والسما
وبتدخلى جوفى تشربى من دمى
وبخاف عليكى تغرقى
تعرفى
أنا لسه دلوقتى ببتدى أعرف
ليه ما باعرفش عيونك
حين ما يبقى البدر طالع
وكما لحظة دوبان الملح ف الميه
وكما لحظة انكسار بيضة
دخول الصفار ف البياض
أو خروج كائن جديد
وكما تركتك
لاستدارة الحلم جواكى
بعاود الترحال بلا معنى
بلا أوراق
ف ليل يفرض الخوف على الماشيين
وكان أملى أجيب معنى لأفعالى
وكان أملى أموت فيكى
إلى شَعرك يمامى طار
وسافر حتى ما قاللى
لمحته حين مالاقيتك
وعديتلك بقارب من ضلوعى
أعوم وأغرق فى كلام الليل
أمواج ... بَلْ ميه
بتحدفنى لبعيد خالص
