ما اتذكرهُ عن غرفة الضيوفِ في بيتي
وجود موتى يقرأون كتباً ممنوعة
نادراً كان ابي يجالسهم
عرفته فقيراً , مؤيداً للنظام الملكي
بخيلاً , لم يقمْ اية مأدبة لأحد
لكنهُ سافر الى السليمانية ذات مرة
ليجلب لنا وردة اسمها الجهنمية .
بعد موتهِ عثرنا في بطانةِ معطفهِ القديم
على صورة مع خليلته الأرمنية , بوجههِ الصارم
كانت تبتسمُ لسببٍ غير واضح
بكتْ امي لدقائق , قالت : انه ميتٌ الآن .
وفجأة سمعناهُ ينكرُ الصورة ويدعي
انها من اعمالي في الكولاج وانتقدني لأني
اخترتُ وجههُ الصارم بينما هي تبتسمُ
وتساءلَ كيفَ يمكن ذلك كيفَ يمكن ذلك
كيفَ يمكن ذلك ؟ اختفى الصوت
التفتْ امي اليّ وسالتْ كيفَ يمكنُ ذلك ؟
وكان صوتها يشبه صوت ابي .
واتذكرهُ , آخر مرة , وهو يطيرُ
في سردابنا الواسع , ولم نخبر احداً .
هذا كلهُ يتدافعُ في راسي وانا في الطريقِ
لتناولِ قهوتي , فاصادفُ جدولاً متوقفاً
ربما ينتظرُ حيواناتٍ عطشى
ثم تاتي ريحٌ قويّة من جهة المحيط
تطيرُ لقالقُ من اعشاشها , تاركةً صغارها
وهناكَ صقورٌ تحوم