الرئيسية » » تأجيل | عبد الله السفر

تأجيل | عبد الله السفر

Written By هشام الصباحي on السبت، 30 أغسطس 2014 | أغسطس 30, 2014

عذّبتْه هذه القطعةُ الخشبية.

كان يراها في أحلامه وقد تحوّلتْ؛ انفجرتْ وانبثقتْ روحها قائمةً تسعى، تشغل ركناً عزيزا في المكان، تزيّنه وتخلع عليه حضوراً بديعاً.

حين يصحو يشتد عليه العذاب. كيف يداور هذه القطعة، ويلمس روحَها لتخرج بالهيئة التي كانت عليها في أحلامه؟

يخشى من لحظة العمل واندماجه مستغرقا في الطَّرْق والتشذيب. قد يبالغ في إعمال الأزميل فتذهب أجزاءٌ منها نثاراً ومعها الصورة.

قلقُهُ يغلّ يديه. ينتظر متأنيا ولا يبادر. يذهله حلمه فلا يجرؤ على الاقتراب.

باتتْ أيامه جمرةً، تنوِّره ليلاً وتحرقه نهاراً. أثخنَه التقلّب بين العتمة والضوء. نالَه الإعياء وشوَّشَ حواسَّه؛ الحيرة بين دنوِّ الحلم واستعصاء استوائِهِ وجسّه باليدين.. التذبذب بين فتنة كمال الحلم وعُسْر تحصيل الصورة وتملّكها غير مشوبةٍ بالنقص.

 

لم يستطع صبرا.

طقّتْ جمرتُه، فحزمَ أمره.

خبّاَ أزميلَه وأظهرَ الفأسَ يأتي على القطعة الخشبية مخافةَ أن يبلغَ الحلم تمام نضجه فيتبدَّد. 


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads