إلى السيدة التي تقف في المطبخ
وتجلس في المطبخ
وتأكل في المطبخ
وتنام في المطبخ
السيدة التي تتردد أفكارها
كذبذبات حائرة
بين البوتاجاز والغسالة والمواعين
تلك الخبيرة التي تعرف
كيف يعتصر قلب الطماطم بين يديها
تلك التي لا تلين شوكتها أبدا
وهي تهرس البطاطا في اللبن
إلى السيدة التي تقتلع أحشاء البازنجان والكوسة بلا رحمة
لتحشوها في بطون العائلة
السيدة التي تلف شكواها ونجواها
وتبث غرامها في رسائل
من ورق الكرنب والعنب
وتكتفي بالنظر
النظر طويلا
إلى تلك القبلة الخاطفة
التي تصل رسالتها بفم المحبوب
قبل أن يفتك نهائيا بكل محتواها
بينما باطنها في باطنه
إلى سيدة المطبخ وكل مطبخ
إلى صمتها وحركاتها الدؤوب معا
ينحني كل الكلام