في البدء كان التمساح
في البدء كان التمساح
لم يكن مختبئاً في مستنقعٍ
بل يطيرُ من شجرةٍ الى شجرة
باحثاً عن لقالق .
كنتُ اراقبهُ , ابدي اعجابي بهِ بتصفيقٍ وهتافات
ادهشتني قفزاتهِ الرشيقة
فجأة سقطَ و كسر ظهره
وكان يبكي .
حملناه , رفاقي وانا , الى نهرٍ اسماكهُ كثيرة
فبقي هناكَ حتى الآن
*
ساتعلمُ كيفَ ازرعُ
اشتريتُ بذوراً , ادواتٍ للحفر والحرث
من زجاج .
حان الوقتُ لأهتمّ بالارضِ ,
احتفي بامطارها , وارشد سفنها الضائعة
في محيطات
الارضُ تحبّ من يحرثها
باصابعهِ المنهكة . هديتها لك
احجار بيضاء , مكومة في مكانٍ ما
من طفولتك
ساكتبُ عنها , وبحذر
هناك خسائر اتفادى اظهارها
وايضاً حشد عشاقٍ فشلوا .
سادعو نهراً , او احدى جداولها
ليكون ضيفي مرةً كل عام
*
وثبتُ عند الفجر من سريري
عندما سمعتُ صوتاً وقوراً يناديني من الخارج
اتذكرُ هذا الصوت – اظنهُ لأحد اصدقائي .
رغم تكرار نداءاته , اقرر ان لا اذهبَ , لسبب ما ,
وافتحَ الباب . انظرُ من شباكٍ , لا احد
من يتذكرني في هذا الوقت ؟
هذا المتجول الدائم في الضواحي ,
المتبطل الذي ينامُ وقد لبس قفازيه
من يطرقُ بابهُ , ثم يختفي ؟
*
لا اخرجُ في الليلِ دون قناع
كما ملوكٌ فعلوا : سببي يختلفُ
احاولُ ان اتصرفَ كممثلٍ في حياتي اليومية
لذا اشتريتُ جمجمةً قديمةً من مسرح شكسبير
في لندن .
اتكلمُ امامها بنبرةٍ عالية وبجملٍ شكيسبيرية لا اتقنها
لعلها تستجيبُ وتسرد لي ماضيها
لكن عبثاً , فهي صامتة رغم اني اتماهى مع هاملت
واتبجحُ بالحزن والحيرة