قصيدة نثرية حد الفوضى
يمكنُ للشَّاعرِ فى هذا العالمِ النثريِّ حدَّ الفوضَى أنْ يكْتبَ قصيدةً نثريةً حدَّ الفوضَى.
يمكنُه أنْ يكْتبَ عن امرأةٍ تختالُ فتنةً من تحت النقاب تصوم الاثنين والخميس بانتظام وتشرف على جمعية خيرية للأيتام والفقراء وبعد أن استهلكتْ ثلاثةَ أزواجٍ رافقتْ زوجَ صديقتِها الوحيدةِ ولا يهزُّ طمأنينةَ قلْبِها سوى أنَّه يدخنُ الشيشةَ معها فى المقاهِى ولا يبالِى بحرْمةِ زيها.
ويمكنه أن يكتب عن شاعرٍ يتشبثُ منذ عامين بالسرابِ يعذبه السرابُ ويتشبثُ بالسرابِ وحين يستيقظ السرابُ يصرخُ فيه: "ستموت عطشًا لسْتُ إلا سرابًا ستموت عطشًا أيها المسكين". ويرد الشاعرُ نفسُه: "أنتِ النبع الأنقى دائمًا حتى لو زعمْتِ أحيانًا بفعل أشياء لا تخفى عليه أنك السراب. سرابُكِ شعرٌ وكل الينابيع نثر مسموم".
يمكن لهذا الشاعرِ أن يكتب عن أشياء جمة لكنه يفضِّلُ أن يصمتَ صمتًا نثريًّا حدَّ الموات مع أنه يصمتُ أحيانا صمتًا شعريًّا حد الكمال.
من ديوان "عالم نثرى حد الفوضى"