سرت بين أعينهم كالخيال | تعانق آلهة في الخيال |
مجرّدة حسبت أنها | من الفنّ في حرم لا ينال |
فليست تحسّ اشتهاء النّفوس | و ليست تحسّ عيون الرّجال |
و ليست ترى غير معبودها | على عرشه العبقريّ الجلال |
دعاها الهوى عنده للمثول | و ما الفنّ إلاّ هوى و امتثال |
فخفّت له شبه مسحورة | علت وجهها مسحة من خبال |
و في روحها نشوة حلوة | كمهجورة منّيت بالوصال |
تراها و قد طوّفت حوله | جلاها الصّبا و زهاها الدّلال |
تضمّ الوشاح و تلقي به | و في خطوها عزّة و اختيال |
كفارسة حضنت سيفها | و ألقت به بعد طول النّضال |
تمدّ يديها و تثنيها | و ترتّد في عوج و اعتدال |
كحوريّة النّبع تطوي الرّشاء | و تخذب ممتلئات السّجال |
مجيّرة الطّيف في مائج | من النّور يغمرها حيت جال |
تخيّل للعين فيما ترى | فراشة روض جفنها الظّلال |
و زنبقة وسط بلّورة | على رفرف الشّمس عند الزّوال |
تنقّل كالحلم بين الجفون | و كالبرق بين رؤوس الجبال |
على إصبعي قدم ألهمت | هبوب الصّبا و وثوب الغزال |
و تجري ذراعين منسابتين | كفرعين من جدول انثيال |
كأنّهماحولها ترسمان | تقاطيع جسم فريد المثال |
أبت تمسّاه بالرّاحتين | و يرضى الهوى ، و يريد الجمال ! |
و من عجب و عي مفتونة | تريك الهدى و تريك الضّلال |
و تلوّى و تسهر كلهّابة | تراقص الجنوب به و الشّمال |
و تعدو كأنّ يدا خلفها | تعذّبها بسياط طوال |
و تزحف رافعة و جهها | ضراعة مستغقر في ابتهال |
و تسقط عانية للجبين | كقمريّة و قعت في الجبال |
تبضّ ترائبها لوعة | و تخفق لا عن ضنى أو كلال |
و لكّنه بعض أشواقها | و بعض الذي استودعتها اللّيال !! |
الرئيسية »
علي محمود طه
» راقصة الحانة | علي محمود طه
راقصة الحانة | علي محمود طه
Written By غير معرف on الأحد، 8 سبتمبر 2013 | سبتمبر 08, 2013
0 التعليقات