الرئيسية » » راقصة الحانة | علي محمود طه

راقصة الحانة | علي محمود طه

Written By غير معرف on الأحد، 8 سبتمبر 2013 | سبتمبر 08, 2013

راقصة الحانة
سرت بين أعينهم كالخيال تعانق آلهة في الخيال
مجرّدة حسبت أنها من الفنّ في حرم لا ينال
فليست تحسّ اشتهاء النّفوس و ليست تحسّ عيون الرّجال
و ليست ترى غير معبودها على عرشه العبقريّ الجلال
دعاها الهوى عنده للمثول و ما الفنّ إلاّ هوى و امتثال
فخفّت له شبه مسحورة علت وجهها مسحة من خبال
و في روحها نشوة حلوة كمهجورة منّيت بالوصال
تراها و قد طوّفت حوله جلاها الصّبا و زهاها الدّلال
تضمّ الوشاح و تلقي به و في خطوها عزّة و اختيال
كفارسة حضنت سيفها و ألقت به بعد طول النّضال
تمدّ يديها و تثنيها و ترتّد في عوج و اعتدال
كحوريّة النّبع تطوي الرّشاء و تخذب ممتلئات السّجال
مجيّرة الطّيف في مائج من النّور يغمرها حيت جال
تخيّل للعين فيما ترى فراشة روض جفنها الظّلال
و زنبقة وسط بلّورة على رفرف الشّمس عند الزّوال
تنقّل كالحلم بين الجفون و كالبرق بين رؤوس الجبال
على إصبعي قدم ألهمت هبوب الصّبا و وثوب الغزال
و تجري ذراعين منسابتين كفرعين من جدول انثيال
كأنّهماحولها ترسمان تقاطيع جسم فريد المثال
أبت تمسّاه بالرّاحتين و يرضى الهوى ، و يريد الجمال !
و من عجب و عي مفتونة تريك الهدى و تريك الضّلال
و تلوّى و تسهر كلهّابة تراقص الجنوب به و الشّمال
و تعدو كأنّ يدا خلفها تعذّبها بسياط طوال
و تزحف رافعة و جهها ضراعة مستغقر في ابتهال
و تسقط عانية للجبين كقمريّة و قعت في الجبال
تبضّ ترائبها لوعة و تخفق لا عن ضنى أو كلال
و لكّنه بعض أشواقها و بعض الذي استودعتها اللّيال !!
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads