تكريم كاتب
إبراهيم ناجي
يا صفوة الأحباب والخلانِ | عفواً إذا استعصى عليَّ بياني |
الشعرُ ليس بمسعفٍ في ساعةٍ | هي فوق آي الحمدِ والكشرانِ |
وأنا الذي قصّى الحياةَ معبراً | ومرجعاً لخوالج الوجدانِ |
أقف العشية بالرفاق مقصراً | حيران قد عقد الجميل لساني |
يا أيها الشعر الذي نطقت به | روحي وفاض كما يشاء جناني |
يا سلوتي في الدهرِ يا قيثارتي | ما لي أراكِ حبيسةَ الألحانِ.. |
أين البيان وأين ما علمتني | أيام تنطلقين دون عنانِ |
نجواك في الزمنِ العصيبِ مخدرٌ | نامت عليه يواقظُ الأشجانِ |
والناسُ تسأل والهواجسُ جمةٌ | طبٌّ وشعرٌ كيف يتفقان؟ |
الشعرُ مرحمةُ النفوسِ وسرُّهُ | هبةُ السماءِ ومنحةُ الديانِ |
والطبُّ مرحمةُ الجسومِ ونبعُه | من ذلك الفيض العلي الشانِ |
ومن الغمامِ ومن معينٍ خلفَهُ | يجدان إلهاما ويستقيانِ |
*** | *** |
يا أيها الحب المطهر للقلوبِ | وغاسل الأرجاس والأدرانِ |
ما أعظم النجوى الرفيعة كلما | يشدو بها روحان يحترقانِ |
أنفا من الدنيا وفي جسديهما | ذلُّ السجين وقسوةُ السجانِ |
فتطلعا نحو السماءِ وحلقا | صعدا إلى الآفاق يرتقيان |
وتعانقا خلف الغمامِ واترعا | كأسيْهما من نشوةٍ وحنانِ |
أكتبْ لوجه الفن لا تعدلْ بهِ | عرضَ الحياة ولا الحطام الفاني |
واستلهمِ الأمَّ الطبيعةَ وحدَها | كم في الطبيعة من سري معاني |
*** | *** |
الشعرُ مملكةٌ وأنت أميرُها | ما حاجة الشعراء للتيجانِ |
هومير أمَّره الزمان بنفسه | وقضت له الأجيال بالسلطانِ |
اهبطْ على الأزهار وامسح جفنَها | واسكبْ نداكَ لظامئ صديانِ |
في كل أيكٍ نفحةٌ وبكلِّ روضٍ | طاقةٌ من عاطر الريحانِ |