عزف منفرد
سُكونٌ
| |
و صَمتٌ
| |
و ليلٌ طَويلٌ ..
| |
يُخبِّئ حُزنَهُ في مِعطفِي .
| |
فأهربُ مِن شبحِ الذِّكرياتِ
| |
إلى شُرفةِ القلبِ ،
| |
و القلبُ قد أَثقَلَتهُ الهُمومُ
| |
لأَرفَعَ رأساً تقاطَرَ مِنهُ الغَمامُ
| |
و أَينَعَ
| |
صارَ سنابلَ قمحٍ
| |
تهاوَت عليها الطُّيورُ التي داعَبَتها يَدَاكِ
| |
و حطَّت على كتِفَيكِ صباحَ انتشاءِ القصِيدهْ .
| |
أَيا بلسمَ الجُرحِ قد أثخَنَتنا السُّؤالاتُ طعناً
| |
فأيّ ثيابٍ تلِيقُ بسيِّدةِ القصرِ
| |
غير ثيابِ القصيدِ
| |
و قد أَغلَقَت مُدُنُ الرَّملِ أَبوابَها
| |
حينَ جُبتُ شَوارِعَها فِي مسائِي الحزِينِ
| |
أُفتِّشُ عن وجهِكِ القَمَرِيِّ
| |
لأَسرِقَ بعضَ الوضاءَةِ مِنهُ
| |
أُوزِّعها مِثلَ أَرغفَةِ الخبزِ يأكل مِنها الغنِيُّ الفقِيرُ ،
| |
الفقِيرُ الغنِيُّ ليصلِبَ عُودَهْ .
| |
و يبقَى الضِّياءُ بِوجهِكِ نهراً يفِيضُ ،
| |
يفِيضُ
| |
و لا ينقَضِي .
| |
أَيا ربَّةَ الشِّعرِ هلاّ أَعَنتِ الفقِيرَ
| |
على حزنِهِ الأبدِيِّ
| |
عسى أَن تعودَ إِليهِ القصيدةُ ترفُلُ فِي ثوبِها الغَجَرِيِّ
| |
مُنَمنَمَةً بِاليواقِيتِ و هْوَ يمارسُ عِشقَ النَّخِيلِ
| |
على شاطِئِ النِّيلِ
| |
تقتاتُهُ الذِّكرياتُ
| |
يُداعِبُ مِنديلَكِ المَرمَرِيَّ و يمسَحُ عَن مُقلَتَيهِ دُموعاً
| |
يُناجيهِ هل مَرَّ طَيفُ الهُيامِ هُنا اليومَ
| |
أَم رَاوَدَتهُ المنافِي
| |
فأضحَى شرِيداً كَكُلِّ البِلادِ الشَّرِيدهْ .
| |
هُنا كنتُ يا أُختَ منفايَ أَعزِفُ لحنَ الرُّجوعِ الأَخِيرِ
| |
فكسَّرَ جُندُ الخلِيفةِ عُودِي
| |
فحفَّظتُ لحنِيَ قُبَّرةً ذات يومٍ تعلَّمتِ اللَّحنَ مِنكِ
| |
و لكِنَّها لم يسَعها فضائِي
| |
فطارَت إليكِ
| |
و حطَّت برِفقٍ على كتفيكِ
| |
فهل آنَسَتكْ ؟
|