مصائبُ أشتاتٌ ينلن من الحشا
مصائبُ أشتاتٌ ينلن من الحشا | منال الرياح السافيات من الصخر |
وما قد قسا قلبي ولكن همتي | تعالت فلم تعبأ بغطرسة الدهر |
فلا تحسبوا أن الزمان وإن عتا | سيحملني يوما على مركب وعر |
أبى لي احتمال الضيم نفس أبيةٌ | لها ما لهذا الدهر من عنت الجور |
فلا حمدت مسعاي آل مبارك | إذا لم أبت أعداء مصر على جمر |
لعمر الليالي الدهم وهي شواهدٌ | ببأسى الذي أودى بما جئن من ذعر |
لئن لم بين طوعا عن النيل غاصبٌ | نرى لبثه فينا اضر من الكفر |
لأستمطرنّ الشعب سخطا ونقمة | على ما جنت يمناه في مصر من نكر |
فيغضب مغوار ويعبس فاتك | ويفزع موتور إلى سفه الشر |
ويمسى رجال النيل أسداً غواضباً | تخايل في بردٍ من الفتك والزأر |
لقد خاب ظن القوم إن كان غرهم | جنوح البحور الطاغيات إلى الجزر |
فقد تزفر الآساد وهي روابض | كما يزفر الماء المحجّب في القدر |
الم يأتهم أن النجوم إذا هوت | تصير رجوماً لا تنهنه بالزجر |
أبى الله أن نفنى وفينا بقية | يعزّ عليها أن نصفّد بالأسر |
فكيف يسام الخسف شعب معزّر | له ما لأهل الغرب إن هبّ من أزر |
فكفّوا بنى التاميز عن نهب أنفس | تحاول أن تحيا مع الأنجم الزهرِ |