الرئيسية » » ليلة عيد الميلاد | علي محمود طه

ليلة عيد الميلاد | علي محمود طه

Written By Unknown on الأحد، 15 سبتمبر 2013 | سبتمبر 15, 2013

ليلة عيد الميلاد
 
 
إسمعي أيّتها الرّو ح! أفي الكون غناء؟
و انظري !. هل في نواحي الـ أرض باللّيل ضياء ؟
لا تراعي أن يكن قـ ـصّر عنك البشراء
فالنّواقيس التي حيّـ ـتك أشجاها القضاء
الشّجر رجع صداها و الأسى و البرحاء
و التّراتيل من البيـ ـعة نوح و بكاء
ودّدتهنّ الثّكالى و اليتامى الشّهداء
و المصابيح التي كا ن بها يزهى المساء
خنقتها قبضة الشّـ ـرّ فما فيها ذماء
صبغوها بسواد فهي و اللّيل سواء
مأتك للنّور قام الـ ـويل فيه و الشّقاء
تحت ليل ما له بد ء ، و لا منه انتهاء
أيها المبعوث ، لا ضنّـ ـت برجعاك السّماء
أنظر الأرض .. فهل في الـ أرض حبّ و إخاء
نسي القوم و صايا ك و ضلّوا و أساءوا !
و كما باعوك يا منـ ـقذ بيع الأبرياء !!
ليلة الميلاد و، و الدّنـ ـيا دموع و دماء
في ربوع كان فيها لك بالسّلم ازدهاء
باسمه يشدو المغنّو ن و يشدو الشّعراء
أين و لّت هذه الفر حة؟ أم أين الصّفاء ؟
لم تصافحك من الأطـ ـفال أحلام وضاء
رقدوا غير عيون ريع منهنّ الفضاء
ترقب الآباء ، هل عاد وا ؟ و هل حان اللّقاء؟
بين أيدي أمّهات ، بتن ، و اللّيل جفاء
في طوايا النّفس يبكيـ ـن و قد عزّ الرّجاء !
ويحهم أين تراهم، هؤلاء الأشقياء ؟
هم وراء اللّيل أجسا
و وجوه رسم الرّعـ ـب عليها ما يشاء
خندقوا في مأزق المو ت و ما منه نجاء
بين موج من سعير يتوقاه الفناء
و جبال من ركام الثـ ـلج يرسيها الشّتاء
و حديد طائر يحـ ـذر مسراه الهواء
و عجيب ! فيم للمو ت يساق التّعساء ؟
في سبيل الخبز ؟ و الخبـ ـز اكتساب و رضاء
في سبيل الحقّ ؟ و الحقّ لدى القوم طلاء !
في سبيل المجد ؟ و المجـ ـد من البغي براء !
أو في الجزرة الكبـ ـرى تنال المجد شاء ؟
طذب الباغي و للسّيـ ـف بكفّيه مضاء
و خداع كلّ ما قا ل ، ووةر و افتراء !!
أيّها الشّرق الذي خصّـ ـته بالرّوح السّماء
هذه الرّوح التي شيـ ـد بكفّيها البناء
و التي من نورها العا لم يجلى و يضاء
يا أبا الحكمة ، لا ها ن عليك الحكماء !
ناد أوربا فقد ينـ ـفعها منك النّداء :
حانت السّاعة يا أخـ ـتاأم حقّ الجزاء ؟
دنت بالقوّة حتّى صرعتك الكبرياء
أرقصي في النّار ، أنت الـ ـيوم للنّار غذلء
و اشربي في حانة الشيـ ـطان ما فاض الإناء
حانة الموت فيها من دم القتلى انتشاء
نادمي من شئت فيها ، فالمنايا النّدماء
و ارفعي الكأس و غنّي و على الدّنيا العفاء ؟
***
يا قويا لم يهن يو ما عليه الضّعفاء
و ضعيفا اسمه يفـ ـزع منه الأقوياء
و أنا المسلم لا يجـ ـحد عندي الأنبياء
أنت في القرآن حبّ و جمال و نقاء
عجب فديتك المثـ ـلى ! و في القول عزاء !
ألهذا العالم الشرّ ير ؟ قد ضاع الفداء !
 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads